العدوان السعودي يتواصل، وتظاهرات حاشدة تندّد
تتعرض العديد من المحافظات اليمنية لاسيّما العاصمة صنعاء والمناطق المحاذية للحدود السعودية لغارات وقصف مستمرين منذ ثلاثة أيام، حيث منعت طائرات التحالف السعودي طائرة مساعدات طبية تابعة للصليب الأحمر الدولي من الوصول إلى اليمن رغم معاناة مستشفيات العاصمة اليمنية من نقص في الأدوية والمعدات التي يمكن أن تعالج المصابين .
ميدانياً، ارتفع عدد شهداء المجزرة التي ارتكبها الطيران السعودي باستهدافه مصنعاً للالبان في مدينة الحديدة على الساحل اليمني الى سبعة وثلاثين، كما استهدف الطيران السعودي ميناء ميدي في محافظة حجة شرق اليمن ما أدى الى سقوط ستة شهداء وأربعة جرحى .
في سياق متصل نفّذ الطيران السعودي غارتين على جبل حرم القريب من الحدود اليمنية السعودية وغارات أخرى على مناطق مران ورازح وكتاف.
من جهة اخرى، استنكرت الأمم المتحدة الغارة الجوية على مخيم للنازحين في شمال اليمن ما أدى الى مقتل نحو أربعين شخصاً يوم الاثنين الماضي .
إلى ذلك، ذكرت وكالة رويترز أن الجيش اليمني دخل الى قاعدة عسكرية في منطقة دباب قرب باب المندب على البحر الأحمر .
على الصعيد الشعبي، خرجت عصر الاربعاء الماضي مسيرة شعبية حاشدة في العاصمة اليمنية صنعاء، والتي تتعرض بين حين وآخر الى قصف التحالف السعودي، استنكارا للعدوان الذي تشنه السعودية وبشكل متواصل منذ عشرة أيام على اليمن. كما شهدت عدد من المدن اليمنية تظاهرات شعبية تنديداً بالغارات السعودية المستمرة منذ أسبوع .
وتوافدت الحشود الجماهيرية الى وسط صنعاء للمشاركة في مسيرة الصمود الشعبي بوجه العدوان السعودي، غير آبهة بما يمكن ان تتعرض له على يد المعتدين وزبانيتهم التكفيريين في الداخل .
واكد بيان المسيرة ان اليمن صامد بصمود رجاله الاشداء واهله الاحرار وهذه الجماهير خرجت متحدية كل الاخطار لتعلن للعالم عن ثباتها .
وأضاف البيان: ان السعودية قد أخطات الهدف وتركت فلسطين، وان العدوان السعودي على اليمن يأتي تنفيذا لأوامر أمريكا التي عجزت أمام إرادة الشعب اليمني .
وتابع البيان: ان العدوان السعودي المتغطرس على اليمن يقدم خدمة لأعداء الأمة وعلى رأسهم الكيان الإسرائيلي، ونحن نرفض العدوان السعودي الجائر ونعلن التعبئة العامة لمواجهته بكل الوسائل المتاحة .
وجاء في البيان ايضا، ان تدمير البنى التحتية لليمن يدل على وحشية العدوان السعودي والشعب اليمني سيتحول الى بركان ضد المعتدين .
ودعا البيان الى رفع الحصار عن الشعب اليمني وفتح تحقيق دولي ومحاسبة كل المشاركين في العدوان على اليمن، مؤكدا استمرار التصدي للجماعات التكفيرية وإدانة الصمت المريب امام الجرائم بحق الشعب اليمني .
وطالب المتظاهرون بـ”فتح تحقيق دولي ومحاسبة كل المشاركين في العدوان على اليمن”، داعين “الشرفاء في العالم الى الوقوف مع الشعب اليمني “.
في السياق نفسه شهدت العاصمة الإيرانية طهران، تظاهرة لعدد من الطلاب اليمنيين امام السفارة السعودية احتجاجاً على العدوان السعودي الامريكي على اليمن رافعين لافتات منددة بالعدوان وصوراً لزعيم حركة انصار الله السيد عبد الملك الحوثي ، مرددين شعارات منددة بأمريكا والكيان الاسرائيلي .
الحرب في اليمن هي الحرب الاولى التي تشنها السعودية في العقود الاخيرة. في حرب الخليج (الفارسي) انضمت الى التحالف الدولي، لكن في هذه المرة هي التي تتولى القيادة. كما أن السعودية تقود مع مصر ايضا المبادرة لإنشاء قوة تدخل عسكري في الشرق الاوسط التي هدفها المعلن محاربة الإرهاب، لكن هدفها الحقيقي سيكون ضرب شعوب المنطقة خدمةً لأمريكا ومن خلفها الكيان الإسرائيلي .
المملكة التي بصورة تقليدية عملت من وراء الكواليس وفضلت مبادرات دبلوماسية أو دفع مبالغ طائلة لخصومها من اجل تهدئة النزاعات، تعرض الآن استراتيجية جديدة غير منفصلة عن صفات قيادتها الجديدة التي لا تخفي خيبة أملها مما تراه كأخطاء سياسية للملك عبد الله .
“سلمان المختل عقلياً وابنه محمد الذي لا يملك أي خبرة عسكرية” حسبما كتب تسفي برئيل في صحيفة هآرتس الإسرائيلية، لم يضيعا الوقت وسارعا الى إصلاح “الاعطاب”. ليس فقط السودان تحول فجأة الى حليف، بل ايضا تركيا – التي رأى فيها الملك عبد الله خطرا يجب إبعاده عن الحلبة الاقليمية بسبب علاقاتها الوطيدة مع ايران وبسبب الانتقاد الشديد الذي وجهه رجب طيب اردوغان للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي – تحولت الى حليف جديد. الرئيس التركي حظي في الحقيقة باستقبال متواضع عندما زار في بداية هذا الشهر السعودية، لكن في نهاية الاسبوع أعلن أنه سيرسل دعما لوجستيا للحرب ضد الشعب اليمني .
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق