لماذا تم استبعاد ايران وحزب الله من لائحة “التهديدات الارهابية” لأميركا؟
كان الأمريكيون قد أكدوا مراراً وتكراراً بشكل رسمي وغير رسمي على الدور الايجابي الذي تلعبه ايران في حل أزمة الشرق الأوسط وطلبوا التعاون مع طهران لمحاربة داعش، وذلك ابتداءاً من رسالة باراك أوباما إلى قائد الثورة الإسلامية الإيرانية واقتراح التعاون في مجال مكافحة تنظيم داعش وحتى تأكيد مارتن ديمبسي رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية حول الدور الإيراني الإيجابي في العراق و حديث العديد من نواب الكونغرس الأمريكي وأوساط المحللين الأمريكين حول ضرورة التعاون مع إيران لإلحاق الهزيمة بتنظيم داعش كل هذا يدل على إرادة الولايات المتحدة الأمريكية وعلى كافة المستويات السياسية في التعاون مع إيران.
المصالح هي المحدد دائماً للاستراتيجيات، وفي هذا السياق يبدو أن على أمريكا ومن أجل تأمين مصالحها أن تعمل على تغيير تفكير ووجهة نظر المجتمع الامريكي إزاء ايران وحزب الله.
تم استبعاد ايران وحزب الله اللبناني من قائمة التهديدات الارهابية التي تهدد أمريكا وذلك في تقرير الأمن القومي السنوي والذي يقوم مدير جهاز الاستخبارات الوطنية بنشره سنوياً تحت عنوان “التقييم الأمني السنوي”.
وجاء في هذا التقرير الذي قدمه مدير جهاز الاستخبارات الوطنية الأمريكية “جيمس كلابر” إلى اللجنة المنتخبة للقوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأمريكي في السادس والعشرين من فبراير اعتبار سيطرة الجماعات (السنية المتطرفة) على السلطة بمثابة التهديد الارهابي الأهم بالنسبة لأمريكا.
ولايعني هذا التقرير استبعاد حزب الله من لائحة الجماعات الارهابية في أمريكا وقد كان حزب الله اللبناني قد وُضع على هذه اللائحة في عام 1997 واستبعاده منها يحتاج إلى آلية معقدة، كما أنه لايعني وجود قراءة موحدة حول ايران. لأن هناك تقرير آخر قامت وكالة الاستخبارات الوطنية الأمريكية بنشره قبل فترة وجيزة وكانت قد اتهمت فيه طهران وحزب الله بدعم الارهاب.
ولكن هذه الإشارة لا تعني عدم أهمية التقرير الأخير الذي قدمه الأمن الوطني الأمريكي وسوف نقوم فيما يلي بتوضيح لماذا تمت الإشارة في هذا التقرير إلى الأدوار الايجابية لايران إلى جانب بعض الاتهامات ضد البلاد والأهم من هذا أنه لم يعتبر ايران جزءاً من التهديدات الارهابية لأمريكا؟
وكان الأمريكيون قد أكدوا مراراً وتكراراً بشكل رسمي وغير رسمي على الدور الايجابي الذي تلعبه ايران في حل أزمة الشرق الأوسط وطلبوا التعاون مع طهران لمحاربة داعش، وذلك ابتداءاً من رسالة باراك أوباما إلى قائد الثورة الإسلامية الإيرانية واقتراح التعاون في مجال مكافحة تنظيم داعش وحتى تأكيد مارتن ديمبسي رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية حول الدور الإيراني الإيجابي في العراق و حديث العديد من نواب الكونغرس الأمريكي وأوساط المحللين الأمريكين حول ضرورة التعاون مع إيران لإلحاق الهزيمة بتنظيم داعش كل هذا يدل على إرادة الولايات المتحدة الأمريكية وعلى كافة المستويات السياسية في التعاون مع إيران.
وتم التأكيد في آخر تقرير لأجهزة الاستخبارات الأمريكية على أن التهديد الرئيسي لمصالح الولايات المتحدة الأمريكية ناتج عن الجماعات السنية المتطرفة وفيما يخص حزب الله اللبناني فقد قيل أن هذه الجماعات المتطرفة تهاجم أيضاً الجيش اللبناني و حزب الله اللبناني.
وقد قام وفد من فرنسا و بعض الدول الأوروبية خلال الأسبوعين الأخيرين بزيارة بيروت والتقت هذه الوفود ببعض المسؤولين في حزب الله اللبناني وأثنوا على ما يقوم به الحزب من مكافحة للإرهاب ودفاع عن المسيحيين الذين يسكنون في القرى والمدن اللبنانية التي تقع على الحدود مع سوريا وفي منطقة القلمون.
ولكن المشكلة الرئيسية تكمن في أن إيران في الأدبيات السياسية الخاصة بالولايات المتحدة الأمريكية هي محور الشر والداعم الرسمي للإرهاب، وحزب الله اللبناني أيضاً يقع ضمن هذه المجموعات الإرهابية. فهل من الممكن التعاون مع هكذا بلد لحل مشاكل المنطقة؟
إن موازين القوى في كل بلد تحددها مصالحه فلايوجد في أدبيات العلاقات الدولية مايسمى بدول صديقة ودول عدوة وكل شيء يتم تحديده من خلال المصالح المشتركة والمتضاربة.
وقد أثبت الأمريكيون أنهم يدركون موازين القوى جيداً وبناء على ذلك يقومون باتخاذ قراراتهم. ونرى أدلة على ذلك في سوريا، فقد أكد جون كيري وزير الخارجية الأمريكي قبل يومين على ضرورة الحوار مع الرئيس السوري بشار الأسد؛ فما هو الشيء الذي أدى إلى التكلم عن الحوار بعد أربع سنوات من المحاولة للإطاحة بالحكومة السورية وتقديم الدعم المالي والاسلحة للمعارضة ، بالتأكيد أن غلبة بشار الأسد في سوريا وتغيير الموازين لصالح لحكومته أدى إلى ظهور النهج الجديد الذي تتبعه واشنطن.
كما ينبغي تحليل القضايا الأخرى بالأسلوب ذاته. يجب على أمريكا من أجل التعاون مع ايران أن تتخلى في البداية بشكل تدريجي عن اتهاماتها السابقة لطهران المتمثلة بدعم الأخيرة للإرهاب وذلك لإقناع الرأي العام حول هذا التعاون.
ويبدو أن هذا الاجراء الأمريكي الجزئي في استبعاد ايران وحزب الله من لائحة التهديدات الارهابية لأمريكا تعتبر بمثابة مقدمة من أجل 1- التعاون مع ايران وحزب الله لمحاربة الإرهاب وحل الأزمات الاقليمية، 2- مقدمة من أجل إرضاء الرأي العام وذلك بعد التوصل لاتفاق نووي محتمل مع طهران.
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق