التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, ديسمبر 22, 2024

مكاسب كبيرة للتوازن والاستقرار 

عبدالرضا الساعدي 
يعتبر _بيان لوزان_  أو الاتفاق النووي الأخير بين الجمهورية الإسلامية في إيران وجماعة (5+1)  ، إنجازا مهما للعقلية السياسية والدبلوماسية الإيرانية المفاوضة منذ عام 2006 وحتى اللحظة .
ايران كانت تفاوض العقلية الغربية الصعبة المحملة بنواياها وقوتها المهيمنة على العالم ، بينما إسرائيل كانت تتابع وتراقب الموضوع بقلق وحذر وتضغط على بعض هذه الدول ومن بينها الولايات المتحدة كي يكون أي قرار لصالحها ولمصلحة وجودها الأمني والعسكري في المنطقة ، ورغم كل ذلك نجحت الإرادة والإدارة الإيرانية البارزتان الواثقتان  في سير عملها الدؤوب نحو النجاح ، وكسب نتائج المفاوضات لصالح الشعب الإيراني ولصالح التوازن والاستقرار في المنطقة ، وهي أهداف كانت إسرائيل وحلفاؤها الشياطين في المنطقة تخطط للإيقاع بها طيلة سنوات المفاوضات الصعبة ، ولكن القادة والمسؤولين الإيرانيين بحنكتهم وخبراتهم والأفق الاستراتيجي الذي يحملونه ، مع تصميمهم وإيمانهم بعدالة القضية ، أوصلهم إلى النتيجة التي صفق لها الشعب الإيراني وعبر عن فرحته واعتزازه وثقته بكل ما تحقق من مكاسب.
حيث بموجب هذا الاتفاق سيتم إلغاء كل القرارات الأممية بشأن الحظر ضد إيران في يوم توقيع الاتفاق النهائي، وإن أبواب منشأة (فوردو ) ستبقى مفتوحة مع أكثر من 1000 جهاز للطرد المركزي وأنها ستكون مركزا للتحقيق العلمي.
وهذا يعني أن إيران أقرب من أي وقت مضى إلى تحقيق وعدها بالحفاظ على برنامجها النووي مع رفع الحظر.. كما أصبح بإمكانها عبر بيان لوزان  الوصول إلى قمة التعامل البناء مع العالم، وهذا هو أحد مؤشرات التوازن الذي نبحث عنه في المنطقة والذي يريد له البعض أن يختل ويتراجع لتكون الهيمنة أحادية الطرف وتكون المنطقة مغلوبة على أمرها دائما..
لقد خرجت إيران الإسلامية من هذا الاتفاق وهي رابحة رغم مخالب هذه الدول المتربصة بها ، ورغم ظروف المنطقة التي تشهد تآمرا ملحوظا عليها وعلى العراق متمثلة بداعش الإرهابي الممول خليجيا والمدعوم بالأسلحة إسرائيليا ، حيث تدرك إيران مخاطر هذه اللعبة الأمريكية الإسرائيلية الخليجية وعلى رأسها السعودية وأعوانها التي تشن اليوم عاصفة إجرامية على الشعب اليمني ، لهذا فقد فوتت الفرصة على كل هؤلاء الذين يريدوا أن يحرقوا المنطقة ويهيمنوا على كل شيء ، بغية إضعاف الجمهورية الإسلامية وتنحيتها عن مواقفها المشهودة في دعم قضايا الشعوب المضطهدة والمظلومة والمحتلة وعلى رأسها قضية فلسطين .. لكن الإرادة الشعبية و السياسية في هذا البلد الكبير وقفت بكل جدارة أمام هذا المد المناوئ وسحبت البساط منه لصالح أمن المنطقة واستقرارها ، وظلت مكانة إيران قوية وراسخة في هذا العالم المتموج ، فاستحقت من الشعوب ومن الدول المنصفة كل الإعجاب والتقدير . 

 

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق