ما أهم ألاهداف في الاعتداء على اليمن
وكالات ـ سياسة ـ الرأي ـ
تستهدف تركيا في اللعبة السياسية القذرة المفتوحة باليمن، تحقيق موطئ قدم في المنطقة، حتى وان استدعى ذلك التنسيق مع غرمائها في الرياض.
الهجمات الجوية الجائرة ضد الشعب اليمني اصبحت حديث الساعة في هذه الايام وقد تمخضت عنها الكثير من التداعيات وبما فيها الاهداف المضمرة للولايات المتحدة، ففي الوقت نفسه الذي دخلت فيه عمليات تحرير تكريت في العراق مراحلها الاخيرة، حيث اقتضت الحاجة توفير معلومات دقيقة عن تواجد الارهابيين بواسطة الاقمار الصناعية الاميركية، نجد ان واشنطن تجاهلت ذلك وسخرت اقمارها الصناعية لخدمة مصالح آل سعود وضرب الشعب اليمني المغلوب على امره، لان المحور الاساسي الذي ترتكز عليه الساسة الاميركية هو المصلحة فحسب، سواء تحققت تحت شعار حقوق الانسان والديمقراطية المزعومين، او عن طريق سحق الشعوب وتدمير بناها التحتية.
فقبل اسبوعين تقريباً تعرض اليمن الى اعتداء تحالفت فيه عشرة بلدان بتطميع مالي من آل سعود او بترهيب كما هو الحال بالنسبة الى بلدان الخليج الفارسي الضعيفة التي لا تمتلك حولاً ولا قوة تجاه تسلط الرياض واوامرها، فقد شارك في هذا التحالف المثير للاستهجان كل من السعودية والامارات وقطر والكويت والبحرين ومصر والسودان والاردن والمغرب وباكستان!
وبطبيعة الحال فان مشاركة الاردن والمغرب في هذا التحالف الجائر ليس بالامر الغريب، لان حكام هذين البلدن منذ انطلاق الصحوة الاسلامية (الربيع العربي) حاولوا الانخراط في صفوف بلدان الخليج الفارسي التي لا تستنشق شعوبها رائحة الحرية والديمقراطية مطلقاً، وذلك حفاظاً على كيانها السياسي المعرض للانهيار اثر اي تحرك شعبي.
واما الحكومة المصرية فهي تسعى وراء مصالحها المادية، متناسية الشعارات البراقة حول وحدة الصف العربي والامة العربية وما الى ذلك من كلام فارغ لا يتعدى كونه حبراً على ورق، فقد انجرفت وراء دولارات آل سعود جاعلة حقوق الانسان والشعب العربي تحت اقدامها وبالطبع لا بد لها من ذكر ذرائع لتضليل الراي العام، وذريعتها هنا المخاطر المحتملة التي ستواجهها قناة السويس حين سريان النزاع الى باب المندب، والامر لا يختلف كثيراً بالنسبة الى السودان.
واما بالنسبة الى باكستان، فالامر واضح غاية الوضوح ولا يحتاج الى التفسير والسؤال، فهي تابعة لاوامر آل سعود التي تغدق عليها بدولارات نفط المسلمين لدعم الفكر التكفيري البغيض، وهذه المرة تلقت الاوامر بالمشاركة في تحالف جائر ضد شعب يطالب بحريته ويعارض الارهاب التكفيري الذي تصدره السعودية اليه منذ سنوات.
من الناحية الاستراتيجية فالصورة واضحة غاية الوضوح، لان آل سعود يخوضون صراعاً مريراً مع الجمهورية الاسلامية لبسط نفوذهم في المنطقة، بعد ان فقدوا مصداقيتهم بين الشعوب، حيث اصبح العراق وسوريا ولبنان ساحة لاستعراض قواهم بالاعتماد على تنظيم القاعدة ومشتقاتها من دواعش والنصرة وما شاكلهما من حركات تكفيرية تحرق الحرث والنسل وتدمر البنى التحتية للبلدان الاسلامية، لكنها في واقع الحال خسرت الصراع، لان شعوب هذه البلدان تعرف من يريد مصلحتها حقاً ومن يريد ان يدمرها ويجعلها تعيش في العصور الحجرية تحت نير الدكتاتورية، وفي هذا اليوم اصبح اليمن ساحة لاستعراض عضلات نظام آل سعود المنخور من الداخل، وبالطبع هناك هدف هام آخر بالنسبة اليهم، الا وهو تقسيم هذا البلد بغية اضعافه واخضاعه لاوامرهم، ولكن واقع الحال يثبت ان الضربات الجوية غير قادرة على حسم المعركة او تغيير معادلة القوى في هذا البلد الذي يسعى شعبه لكسب حريته واستقلاله ومحاربة الارهاب التكفيري المصدر اليه من خارج الحدود.
وفي هذه الاثناء دخلت انقرة على الخط لضرب الحوثيين والقوات الموالية لعلي عبد الله صالح؛ والخطوة الاولى التي اتخذتها على هذا الصعيد هي تفعيل دور حزب حزب التجمع اليمني للاصلاح المنتمي للاخوان المسلمين على الصعيد السياسي، بعد اخذ الضوء الاخضر من آل سعود، لان ذلك يحقق مطامح تركيا في المنطقة ويتناسب مع مصالحها، لذلك يمكن القول ان تركيا تريد في هذه اللعبة السياسية القذرة تحقيق موطئ قدم في المنطقة، حتى وان استدعى ذلك التنسيق مع غرمائها في الرياض.
ويمكن تلخيص سيناريو الحرب ضد اليمن في النقاط التالية:
1 – من المستبعد شن حرب برية على الاراضي اليمنية، لعدم امتلاك اعداء اليمن المقومات العقائدية والعسكرية الكافية لمواجهة الشعب اليمني المتمسك بعقيدته ووطنيته.
2 – قد تكون الازمة اليمنية سبباً في حدوث ازمة اقليمية، لكنها لا يمكن ان تتفاقم الى مستوى الازمة في كل من العراق وسوريا نظراً للجغرافيا السياسية لهذا البلد.
3 – قد لا يمكن حلحلة الازمة اليمنية خلال مدة قصيرة لاسباب عديدة عسكرية وسياسية.
4 – من المحتمل تقسيم اليمين الى قسمين شمالي وجنوبي.
5 – من المستبعد ان يتم تقسيم اليمن على اساس طائفي.
6 – ستتضح الصورة الحقيقية للسيناريو المناهض للشعب اليمني بعد فترة طويلة نوعاً ما، حينما يتم تقسيمه جغرافياً ودخول قوى دولية جديدة على الساحة.انتهى
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق