دماء اليمنيين ستنتصر في النهاية
اثنا عشر يوماً مضت على بدء عدوان التحالف الخليجي بقيادة السعودية على الشعب اليمني، عدوانٌ راح ضحيته حتى هذه اللحظة أكثر من ٨٥٠ شهيداً وآلاف الجرحى من المدنيين العزل. فآلة الحرب الخليجية والتي لم تتورع عن قصف المهجرين العزل في مخيم المزرق شمال اليمن، والتي تجاهر يومياً بقصف اليمن وتدمير بناه التحتية وهدم المنازل فوق رؤوس أصحابها، تريد العودة باليمن دولةً وشعباً قروناً إلى الوراء بحيث لا تقوم له قائمة بعد الآن، ليمسي الحاكم الخليجي في مأمن ولينام قرير العين بعد أن اطمأن أن اليمن متخلف وفقير كما كان قد أوصاه الملك المؤسس عبد العزيز .
ولكن الرياح اليمنية تجري بما لا تشتهي السفن السعودية، فالشعب اليمني ما زال مصراً على ثورته متمسكاً بمبادئه، لم يستطع الدم والنار أن يزحزحه عن أهدافه قيد أنملة، بل على العكس ازدادت قناعة هذا الشعب المقاوم بصحة خياراته، وما الأخبار التي نقرؤها يومياً والتي تحكي لنا تقدم الجيش اليمني مدعوماً بعناصر حركة أنصار الله الإسلامية وسيطرتهم على مناطق جديدة من اليمن وتطهيرهم هذه المناطق من رجس القاعدة وحلفائها إلا شاهد حي على فشل العدوان السعودي في تحقيق أهدافه .
فالشعب اليمني اليوم ازداد لحمةً ووحدةً، ولمن سخريات القدر أن يكون العدوان السعودي الخليجي سبباً في وحدة اليمنيين وتمسكهم بثورتهم وإرادتهم، هذا العدوان الذي كان يرمي منذ البداية إلى بث نار الفرقة بين اليمنيين والذي كان حكام السعودية يمنون النفس من خلاله ليروا اليمنيين يتناحرون ويقتلون بعضهم البعض. فإذ باليمنيين وبفضل الله وبفضل حكمة قادته وعلى رأسهم السيد عبد الملك الحوثي قائد حركة أنصار الله الذي فضح أهداف العدوان السعودي منذ لحظته الأولى وأكد على ضرورة تمسك اليمنيين بوحدة اليمن، فإذ بهم يزدادون تماسكاً وقوة ولسان حالهم يقول اقتلونا فإن شعبنا سيعي أكثر فأكثر .
البارحة تمكن الجيش اليمني واللجان الثورية من السيطرة على أهم مدخلين لمحافظة عدن من جهتي أبين ولحج، كما تمكنوا من تأمين ميناء عدن بشكل تام، الأمر الذي يمهد الطريق أمام تطهير مدينة عدن بشكل كامل من خلايا تنظيم القاعدة المدعومين من السعودية وحلفائها. تقدم الجيش اليمني هذا جاء في ظل تصميم الجيش اليمني واللجان الثورية وفي مقدمتهم أنصار الله على تطهير اليمن من تنظيم القاعدة الإرهابي ليضمنوا بذلك ثبات الجبهة الداخلية اليمنية والتي كثيراً ما راهنت السعودية وحلفاؤها على سقوطها منذ اليوم الأول للعدوان .
هذا التقدم خلَّف ارتباكاً ملحوظاً عند حكام السعودية وحلفائها وهم الذين كانوا يعتقدون أن قذائف وصورايخ طائراتهم ستدفع بالشعب اليمني إلى الهلع والذعر وسيأتون ساجدين أمام الملك السعودي ليتوسلوا إليه التوقف عن قتلهم، وإذ بهم يرون الشعب اليمني قد تحول مارداً لم تزده آلامه إلا قوةً وعزيمةً وبغضاً لأعدائه وقتلته .
هذا الارتباك ظهر منذ بداية العدوان في تصريحات قادة دول التحالف السعودي الخليجي حول أهداف هذا العدوان، فتارة العدوان يهدف لإعادة الرئيس المستقيل إلى السلطة وتارة يهدف إلى الإجهاز على حركة أنصار الله وتارة يأتي لوضع حد لنفوذ إيران في المنطقة. تصريحات متناقضة تعكس حالة التناقض والذعر التي يعيشها الحاكم الخليجي في هذه الآونة .
ومن المسلم به أن هذا العدوان، والذي لم يفلح بعد مضي اثني عشر يوماً على بدئه إلا في إراقة دماء الأبرياء من الأطفال والنساء، لن يتمكن من تدمير الجيش اليمني، أو الحد من نفوذ حركة أنصار الله وتملكها قلوب اليمنيين. ومن المؤكد أن دماء الأبرياء التي تنزف في هذه اللحظات على الأرض اليمنية ستجبر حكام دول التحالف على التراجع عن عدوانهم، وسيصل هؤلاء الحكام إلى قناعة تامة في استحالة القضاء على إرادة الشعوب من خلال الحديد والنار، مما سيدفع بهم إلى التخلي عن حليفهم المستقيل عبد ربه منصور هادي والذي فر من اليمن ليترك اليمنيين يلاقوا مصيرهم الذي استجداه لهم. ليبقى الطاغوت السعودي وحيداً في الساحة ليواجه اللعنة اليمنية التي ستزلزل عرشه وتوقظ شعبه المظلوم ليكسر نير المذلة والهوان .
هو وعد الله الذي وعده عباده المخلصين عندما قال سبحانه وتعالى: “يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم” وعدٌ إلهي يزيد اليمنيين أملاً بالنصر وبرسم فجر يومٍ يمنيٍ جديد، يكون فيه اليمن موحداً حراً عزيزاً مستقلاً .
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق