التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, نوفمبر 17, 2024

مظاهرات منددة بعاصفة الحزم ومواقف مؤيدة للعدوان، والاثنان يخدمان ثورة الشعب اليمني الحر! 

 منذ اليوم الأول لانطلاقتها المفاجئة لاقت عملية “عاصفة الحزم” السعودية الأمريكية حملة اعتراضات واسعة عربيا واقليميا وعالميا، خصوصا داخل الدول التي شاركت في تلك العملية وفي السعودية نفسها. في جو من التعتيم حصلت عمليات توقيف تعسفية لمواطنين شاركوا في تلك الاحتجاجات كما حصل منذ يومين في العوامية التي اقتحمها رجال الأمن السعودي وسط إطلاق نار كثيف بما يشبه حرب الشوارع مع العلم أنه لم تطلق طلقة نار واحدة من قبل المواطنين .

على المقلب الآخر ولتوخي الدقة في نقل المعلومات فإن هذا العدوان السافر لاقى ترحيبا من بعض الفئات التي تحلم بالعودة الى مراكز القوة التي أقصتها الثورات عنها، فأن يخرج عزت الدوري رجل صدام القديم ليهلل لهذا العدوان يعني أن العدوان له أطراف مساندة. ولكن بالنسبة لمحور المقاومة الذي دخلته اليمن من أوسع الأبواب فإن هذا الترحيب من هذا الشخص بالتحديد يعتبر نقطة اضافية لصالح ثورة الشعب اليمني، فتاريخ عزت الدوري المعروف مليء بالجرائم البشعة التي يندى لها الجبين وقد لفظه الشعب العراقي بعد الاحتلال الأمريكي للعراق ليعاود نشاطه بعد دخول داعش الى الموصل بالتعاون مع هذا التنظيم الارهابي وبدعم مباشر من السعودية و بعض الدول. وهذا التعاون لم يعد خفيا بعد أن أكدت معلومات مدعومة باعترافات من عملوا في السابق تحت لواء داعش أن أصحاب القرار والتخطيط والمسؤولين الأوائل في هذا التنظيم هم من الضباط السابقين في الجيش العراقي في فترة حكم حزب البعث أي ما قبل الاحتلال الأمريكي للعراق سنة ٢٠٠٣م .

دعم آخر لهذا العدوان أتى من الرجل المثير للتساؤل ضاحي خلفان رئيس شرطة دبي السابق، حيث غرد الأخير بـ”أن عاصفة الحزم سوف تعيد فارس الى الاسلام من جديد”، تغريدة قرأها من يعرف خلفان باستغراب فهذا الرجل الذي يحكى عن تاريخه الحافل في تأمين الحانات والمراقص في وطنه، البعيد كل البعد عن الإسلام، أصبح يحلم بعودة الجمهورية الاسلامية الايرانية الى كنف الاسلام السعودي .

المظاهرات الواسعة التي جابت مناطق العالم من تركيا ولبنان وايران وبلجيكا الى فرنسا والمانيا وبريطانيا وتونس والمغرب كثيرة، كلها عبرت عن التضامن مع الشعب اليمني الذي له حق تقرير المصير دون التدخل الخارجي، ولكن كان لافتا الاعتراضات الواسعة في الدول التي تشارك في هذا العدوان. ففي مصر مثلا تظاهر المئات أمام السفارة السعودية في مصر تنديدا بالعدوان، واللافت في الموضوع أن المظاهرة التي قمعت مئات المظاهرات قبلها لم تواجه من قبل رجال الأمن، حتى أن المتظاهرين كانوا من حركة “البديل الثوري” المؤيدة للسيسي ولم يُعرف كيفية حصول هذه الحركة التي شاركت في المظاهرات ضد الرئيس السابق «محمد مرسي» على تصريح للتظاهر أمام السفارة السعودية في ظل «قانون التظاهر» الذي يتشدد في منح أي تصاريح للتظاهر، خصوصا أمام السفارات، وقال بعضهم إنهم لم يحصلوا على تصاريح أمنية وإنهم تعمدوا تحديدها بشكل مفاجئ حتى لا يتم منعها، ولكنهم ظلوا يهتفون دون تدخل الشرطة التي أظهرت الصور تواجد أفرادها بجوار المحتجين .

في باكستان أيضا تحدثت بعض وسائل الإعلام الباكستانية عن قرار للمعارضة البرلمانية برفض المشاركة في العمليات العسكرية في اليمن. أما في البحرين فقد ردد المتظاهرون شعارات تضامنية مع الشعب البحريني واستنكار العدوان “الصهيو سعودي” على شعب اليمن، وجاءت تلك المظاهرات تزامنا مع استمرار اعتقال الشيخ “علي السلمان” أمين عام جمعية الوفاق الوطني المحتجز منذ أكثر من مئة يوم .

أما في الداخل السعودي فإن ما يتناقل من أخبار حول استعار الخلافات الداخلية في البيت السعودي فيحتاج الى مقال خاص حيث لا يسع المجال الآن للبحث في هذا الموضوع اللافت والحساس والمثير للاهتمام .

ان اعتراض الشعوب العربية والغربية رغم محاولات التعتيم الاعلامي لعدم إظهار الاعتراض بحجمه الطبيعي، دليل صارخ على أن الشعوب سئمت من الوصاية والتبعية، وتعبت من سياسات حكامها الذين يساندون العدوان في حرب ليس لهم فيها لا ناقة ولا جمل، فشعوب المنطقة تواقون للعيش بكرامة وبحاجة الى مشاريع إنمائية تنتشلهم من الفقر، لا إلى حفنة الدولارات التي تقدمها السعودية وغيرها من دول الخليج لشراء ذمم الحكام الخاضعين .

ثم ان تأييد الحرب العدوانية من قبل الكيان الاسرائيلي وأمريكا والقاعدة وبعض فلول نظام البعث العراقي دليل عيني يؤكد دور السعودية راعية العدوان ورأس الحربة التي أنشأت لتكون بيئة مناسبة لمشاريع الهيمنة الأمريكية على المنطقة  وعصا مسلطة على من قد يهدد أمن الكيان الاسرائيلي، ولكن لا بد وإن طال الأمر بعض الشيء أن يستجيب القدر للشعوب التائقة للحرية لتلفظ آل سعود ومن ورائهم الى قعر المحيط الى جانب من سبقهم من الفراعنة .

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق