السعودية تسعي لتوسيع حلفها بغير العرب
منذ أن بدأت السعودية عدوانها على الشعب اليمني أو ما أسمته “عاصفة الحزم”، بدأت معها حملة دبلوماسية سعودية واسعة النطاق تستهدف جميع الدول الكبرى ودول المنطقة، من شأن هذه الحملة الدبلوماسية جلب أكبر عدد من المؤيدين للعملية العسكرية السعودية والتي تستهدف دولة مستقلة ذات سيادة وشعباً آمناً لا ذنب له إلا أن اختار الاستقلال عن إرادة السيد السعودي.
فمنذ اللحظات الأولى لبدء العدوان العسكري السعودي الخليجي على اليمن، ظهرت الرغبة السعودية في جذب أكبر عدد من الدول لتشاركها عدوانها عندما أعلنت مشاركة عشر دول في تحالف تقوده السعودية.
أعلنت السعودية حينها مشاركة دولة غير عربية في حلفها هي باكستان ، بعد ساعات خرجت مصادر عسكرية وسياسية باكستانية لتنفي مشاركة باكستان في هذا العدوان، ولكن باكستان لم تشأ إغضاب الحليف السعودي فاختارت حينها موقفاً دبلوماسياً وسطياً لا يغضب الجار الإيراني ولا يغضب الحليف السعودي عندما قالت على لسان وزير دفاعها خواجة اصف “إن باكستان لم تتخذ قرارها بعد وأنها تفضل حلا “سياسياً” و”سلمياً” للنزاع، مع التاكيد على الدفاع عن سيادة الأراضي السعودية إذا ما تعرضت لأي تهديد.”، لم تتوقف الرغبة السعودية عند باكستان، حيث أعلنت الرئاسة الأفغانية دعمها وتأييدها للعملية العسكرية السعودية وتأكيدها”على حق السعودية في الدفاع عن نفسها”.
ومن باكستان وأفغانستان وصلت الحملة الدبلوماسية السعودية إلى السنغال ، والتي زار رئيسها الأسبوع الفائت الرياض والتقى بالملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، ظهرت السعادة السعودية بزيارة الضيف الأجنبي عندما خرج الملك السعودي لاستقبال الرئيس السنغالي في المطار والحفاوة التي استقبله بها.
وما هي إلا أيام معدودة حتى زار الرئيس الأذري الهام علييف الأحد الفائت الرياض، ليلتقي أيضاً بالملك السعودي، لم يصرح أحدٌ بالهدف الرئيس لهذه الزيارة واكتفت وكالات الأنباء الرسمية السعودية بقولها “إن الزيارة تهدف لبحث آفاق التعاون الثنائي بين البلدين الشقيقين، وسبل دعمها وتعزيزها في مختلف المجالات”.
بعد هذه الزيارة قالت إحدى وكالات الأنباء السعودية الرسمية إن الملك السعودي يسعى لضمّ دول أخرى إلى التحالف السعودي لتشارك السعودية عملياتها العسكرية في اليمن، ومن أجل تحقيق هذا الهدف تقوم السعودية بجهود دبلوماسية كبيرة على مستوى المنطقة والعالم.
وفي هذا السياق يشير محللون سعوديون إلى أن السعودية وبعد أن استطاعت إنهاء المرحلة الاختبارية لعملياتها العسكرية في اليمن بنجاح، بدأت هذه الأيام بنشاط دبلوماسي مكثف يهدف إلى نيل دعم الدول الكبرى للحروب في المنطقة ولكي يقوموا بمشاركة السعودية طريقها الذي اختارته.
وحول السياسة السعودية يحدثنا دبلوماسي عربي سابق طلب عدم الكشف عن اسمه أن زيارة الرئيس الأذري الأخيرة تأتي بما يتناغم مع السياسة الخارجية السعودية الهادفة إلى توحيد أكبر عدد ممكن من الدول العربية والإسلامية ونيل دعمها للمشاريع السياسية والعسكرية السعودية في المنطقة، والتي تهدف إلى إزالة أي خطر محتمل يستهدف مصالح السعودية وحلفائها، حتى لو اقتضت المصالح السعودية استباحة حرمة دولة أخرى غير اليمن.
ويضيف الدبلوماسي العربي: على الرغم من عدم مرافقة مسؤولين عسكريين للرئيس الأذري في زيارته إلى الرياض، إلا أن هذا الأمر لا يخفي الرغبة السعودية في مشاركة أذربيجان في العمليات العسكرية القادمة في اليمن، ومن المحتمل أن نشهد في المستقبل القريب تنسيقاً عسكرياً بين السعودية وأذربيجان يعكس هذه الرغبة.
هذا النشاط السعودي يأتي ترجمةً للرغبة السعودية في أن يكسب عدوانها على اليمن طابعاً دولياً ويخرج عن كونه عدواناً قامت به السعودية ودول مجلس التعاون وبعض الدول العربية الفقيرة المستعبدة والتي تمكن الريال السعودي من شراء ذمم حكامها، ليتحول إلى أمر دولي قامت به دول العالم بهدف المحافظة على السلم الدولي، حركة سعودية تأمل إضفاء المشروعية على حرب شنتها على شعب فقير أعزل عقاباً له على خياراته ورغبته في حياة كريمة ، حركةٌ تحاول تبرير قتل مئات الأبرياء تحت أنقاض منازلهم وتدمير بلد كان بالأمس القريب الجار الشقيق.
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق