التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, ديسمبر 27, 2024

الحرب السعودية علي اليمن انتهاك سافر للقوانين الدولية 

 لم يذكر التاريخ في اوراقه حلفا عربيا في حرب على المصالح المشتركة او على التدخل الاجنبي في قرارات الجامعة العربية او حتى على اجتياح اسرائيلي أباد شعوبا وسرق اراضيها، كما تذكر اوراق الصحف المحلية والعالمية اليوم، فالحلف العربي بدأ في الايام السابقة بقيادة السعودية حربا على الاراضي اليمنية سعيا لإعادة الاستقرار لها على حد تعبير القيادة السعودية. ولكن اي استقرار هذا الذي سيقام على اشلاء جثث المواطنين من اطفال ونساء وعجز. هذا القتل والتدمير المستمر منذ الاسابيع الماضية، تجاوز كل القوانين الدولية الحامية لحقوق الانسان، بل تجاوز كل القرارات الدولية لتصبح الحرب جريمة دولية بامتياز. فاين هي القوانين الدولية من التجاوز السعودي؟

الجرائم السعودية نسخة اسرائيلية وتنفيذ عربي

بدأ العدوان السعودي الامريكي على اليمن منذ ايام، عدوان سرعان ما تحول الى تحالف عربي – امريكي ضد دولة عانت ما عانت من مؤامرات طالما خططتها دول الخليج الفارسي العربية وعلى راسها السعودية.

والملفت ان المعتدين ساقوا الكثير من الحجج لتبرير عدوانهم على مدنيين عزل، وبالطبع تحرّكت الماكينات الاعلامية ومعها بالطبع سياسيون وقانونيون ورجال دولة من “أصحاب الضمير” المباع بالدولار تارة وبالريال تارة اخرى، لتأكيد شرعية القصف الجوي على المناطق اليمنية، في ضرب واضح لكل معايير القانون والسياسة وحتى العقل، فأي منطق عقلي او قانوني او سياسي يجيز قتل المدنيين العزل في اليمن؟ ولماذا يبيحون لانفسهم التدخل العسكري لتغيير وضع سياسي قائم ومحاولة ضرب إرادة مواطنين يمنيين يريدون منهجا سياسيا معينا؟

ولا شك ان ما يقوم به التكاتف العربي ضد اليمن هو اعتداء موصوف وجريمة تخالف قواعد القانون الدولي كما تخالف أحكام الشريعة الاسلامية التي تدعي الرياض انها تحكم باسمها، ولا شك ان الاجرام هو الوصف الدقيق للجرائم السعودية بحق الشعب اليمني.

العدوان الخليجي الامريكي على اليمن هو عدوان ينتهك ميثاق الامم المتحدة والقواعد والاعراف في القانون الدولي العام، فهو ينتهك مبادئ عديدة من تلك المنصوص عليها في ميثاق الامم المتحدة. ومنها مبدأ عدم التدخل بالشؤون الداخلية للدول ومبدأ احترام سيادة الدول ومبدأ عدم استخدام القوة ضد دولة اخرى وعدم التهديد بها، وغيرها من المبادئ التي لا يمكن إخفاء التدخل السعودي الامريكي فيها وانتهاكها، ولا شك ان انتهاك هذه المبادئ يشكل تهديدا للسلم والامن الدوليين.

ويبدو ان حجة حماية الناس بالاضافة للحديث عن الشرعية السياسية لبعض التحركات الثوروية للشعوب هي ما تتمسك به غالبية الدول المهاجمة والمنتهكة لحق الشعب اليمني. فلا شيء يبرر الاعتداء على دولة اخرى، ولا جهة في العالم لها الحق ان تستخدم القوة من اجل فرض اي شيء الا بقرار من مجلس الامن، ولا شك ان مجلس الامن ايضا ليس له الحق بالتدخل العسكري مباشرة بل عليه التدرج بذلك بدءا من العقوبات السياسية والاقتصادية وفي النهاية قد يقدر ضرورة للجوء الى العمل العسكري.

لا بد من الاشارة ايضا ان هذا العدوان السعودي أعاد للذاكرة مشاهد الاعتداءات الاسرائيلية الاجرامية على الشعب الفلسطيني وعلى لبنان وعلى العديد من الدول العربية، لتؤكد ان قتل المدنيين والاطفال مصدره فكر إرهابي واحد ويخدم مصلحة واحدة تعادي الانسانية في كل مكان مهما اختلفت التسميات.

 الانتهاك السعودي بالأرقام

وفي اطار رصد سلسلة جرائم العدوان السعودي الامريكي على اليمن، وبحسب الائتلاف المدني اليمني، فان العدوان ارتكب جرائم إبادة جماعية بحق المدنيين الابرياء، وعمد على تدمير المنشآت الخدماتية والاقتصادية، فيما لم يحقق شيئاً من أهدافه المعلنة في مقابل صمود شعبي وجهوزية للرد بالطريقة المناسبة.

وفي تقريره الاول، أعلن الائتلاف المدني اليمني لرصد جرائم العدوان عن ارتكاب السعودية وحلفائها جرائم إبادة جماعية بحق المدنيين، ومن بينها مجزرة بني حوات جوار مطار صنعاء التي أدت الى تدمير ١٤ منزلاً على ساكنيها فاستشهد ٢٤ مواطناً يمنياً وجرح ٤٣ آخرون معظمهم من النساء والاطفال، إضافة الى مجزرتي كتاف والبقع في صعدة حيث استشهد فيهما ٣٠ مدنياً وأصيب ٤١ معظمهم أيضاً نساء وأطفال.

واستهدف الطيران السعودي – الأمريكي مخيم النازحين السلميين في منطقة المزرق بمحافظة حجة ما أدّى إلى استشهاد أكثر من ثلاثين مدنيا وجرح أكثر من ٤٠ معظمهم نساء وأطفال، في جريمة اعتبرها خبراء القانون جريمة حرب ضد الإنسانية وطالبوا بمقاضاة مرتكبيها في المحاكم الدولية. وتواصلت الجرائم السعودية – الأمريكية بحق المدنيين باستهداف ناقلات غاز ومحطات وقود في مديرية يريم بمحافظة إب، وكانت الحصيلة استشهاد أكثر من أربعة عشر مدنيا وجرح العشرات.

وارتكب الطيران الجوي السعودي أيضاً مجزرة كبيرة باستهدافه مصنع يماني للألبان والأغذية في الحديدة، حيث استشهد ٣٨ مواطنا وجرح العشرات. وفي نفس اليوم استشهد أربعة اخرون بينهم أطفال ونساء في قصف صاروخي سعودي على أبناء مديرية رازح الحدودية في محافظة صعدة. وفي المديرية ذاتها، استشهد ثمانية أفراد من أسرة واحدة وجرح سبعة إثر انقلاب سيارتهم بسبب القصف المدفعي لحرس الحدود السعودي.

هذا، ودمر العدوان السعودي المنشآت الاقتصادية والخدماتية حيث قصف المطارات المدنية في صنعاء والحديدة وعدن وتعز وصعدة، والموانئ في المخاء وعدن وميدي، إضافة الى قصفه محطة كهرباء ومحطة غاز في صعدة وجمرك حرض، ومستشفى ٤٨. فهذا العدوان السعودي الإجرامي لم يرحم لا الحجر ولا البشر، فقام بحظر جوي تسبب في منع وصول المساعدات الى أكثر من ٥٠٠٠ مواطن يمني معظمهم حالات مرضية، ومنع وصول مساعدات الإغاثة والهلال الاحمر من الوصول الى اليمن.

الجرائم التي ترتكبها السعودية بحق الشعب اليمني اذاً لا يمكن إخفاءها، وتجاوزات الحكومة السعودية لحقوق الشعب اليمني، بل للقوانين الدولية بشكل عام، ولكن القوانين الدولية اليوم لم تفلح في حماية الشعب اليمني، و رغم كل الانتهاكات الواضحة للقوانين الدولية لم يتحرك قانون دولي او عربي لحماية شعب مظلوم مقتول، فمتى سيستفيق القانون الدولي فيحمي الشعب المظلوم؟ ومتى سيصبح القانون الدولي قادراً على الوقوف بوجه المصالح الامريكية والسعودية والاسرائيلية في المنطقة؟ اسئلة برسم مجلس الامن.

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق