الوكالة الذرية والفرصة المتبقية لاثبات استقلاليتها
بعد البيان الذي صدر في مدينة لوزان السويسرية وسمي باتفاق الاطار او اتفاق الحلول بين ايران والدول الست اثر مفاوضات ماراثونية قررت كل من ايران والدول الست اعطاء دور هام للوكالة الدولية للطاقة الذرية وهو التأكد من تنفيذ ايران لالتزاماتها الواردة في البيان ، فهل تستغل الوكالة الدولية للطاقة الذرية هذه الفرصة التي ربما ستكون الاخيرة لتصحيح اخطائها الماضية والقيام بواجبها الحقيقي بعيدا عن أي إنحياز أو تآمر؟
لقد حرصت ايران خلال السنوات الـ ١٢ الماضية التي كانت ملفها النووي مفتوحا خلالها ، على التعاون الشامل والكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية ولم يسبق ان تكون للوكالة الدولية هذا الكم من عمليات التفتيش التي خضعت لها المنشآت النووية الايرانية اضافة الى كاميرات المراقبة والشرح والتوضح الذي كان المسؤولون المعنيون في ايران يقدمونه للوكالة الدولية عن نشاطات ايران النووية السلمية.
وقد اثبتت ايران من خلال هذا التعاون الذي لم يسبق له مثيل بين دولة ما والوكالة الدولية ان برنامجها النووي سلمي بالكامل ولاتوجد هناك جوانب خفية في البرنامج النووي الايراني كما كانت الوكالة الدولية تبدي خشيتها في البداية عندما كانت الوكالة الدولية تستند في رؤيتها وعملها ونواياها على المعلومات التي تزودها بها أجهزة الاستخبارات الاجنبية التي تعادي ايران أو حتى جماعة مجاهدي خلق الارهابية.
لقد فتحت ايران أبواب منشآتها النووية أمام مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية طوال الأعوام الماضية لتثبت شفافية برنامجها النووي بالكامل لكن الوكالة الدولية كانت في كل مرة تصدر التقارير عن البرنامج النووي الايراني تقول بانها لم تتمكن بعد من التأكد بأن البرنامج النووي الايراني سلمي بالكامل وهذا ما إعتبرته الدول العدوة لايران ذريعة جيدة لعدم حل القضية النووية الايرانية و فرض العقوبات القاسية على ايران واقتصادها.
وتعتبر الوكالة الدولية للطاقة الذرية شريكة في الصعوبات التي عانى منها الشعب الايراني طوال سنين الحصار والحظر الاقتصادي حيث كان المسؤولون النوويون الايرانيون يؤكدون في كل مرة قبل اجتماعات مجلس حكام الوكالة الدولية بأن طهران قد اجابت على كل الاسئلة المقدمة من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية لكن البيان الذي كان يصدر في ختام اجتماعات مجلس حكام الوكالة الدولية يقول مجددا بأن ايران لم تجب على كل الأسئلة التي قدمتها الوكالة الدولية ولم تكن هناك جهة دولية تستطيع ايران من خلالها رفع شكوى ضد الوكالة الدولية بسبب إنحيازها للغرب واعداء ايران ، ففيك الخصام وأنت الخصم والحكم.
إن من أهم وظائف الوكالة الدولية للطاقة الذرية هو الحفاظ على سرية المعلومات التي تحصل عليها في داخل اية دولة تقوم الوكالة الدولية للطاقة الذرية بعمليات التفتيش والمراقبة فيها لكن المعلومات التي كانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية تحصل عليها حول البرنامج النووي الايراني تتسرب بسرعة الى أجهزة المخابرات الغربية والاسرائيلية وهي معلومات عن المنشآت والعمل الجاري فيها والمسؤولين عن المنشآت والعلماء النووين الايرانيين وكيفية عمل المنشآت النوووية الايرانية وقد رأينا كيف اغتال الاسرائيليون بعد ذلك عددا من العلماء النوويين الايرانيين بفضل هذه المعلومات التي سربتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية كما تم ارسال فايروسات الكترونية لتدمير المنشآت النووية الايرانية مثل فايروس ستاكس نت وغيرها.
إن ما قامت به الوكالة الدولية خلال الاعوام الماضية أثبت بأن الوكالة الدولية هي أداة طيعة بيد الجهات الغربية وأجهزة مخابراتها ويتوقع ان نشهد صعوبات كبيرة حينما تريد الوكالة اعداد تقرير عن مدى التزام ايران بالاتفاق النووي مع الدول الست واعلان عدم وجود جوانب سرية وخفية في البرنامج النووي الايراني.
وفيما يخص ايران فإنها ستتعاون من جهتها مع الوكالة كما تعاونت معها خلال الأعوام السابقة وبشكل كامل لأن طهران قد أثبتت خلال السنوات الماضية بأنها تلتزم باتفاقية حظر الانتشار النووي والتي كان من المفترض على الوكالة الدولية للطاقة الذرية ان تساعد ايران وغيرها من الدول في الالتزام بها وامتلاك برنامج نووي سلمي وطني فهل الشهور المقبلة تشهد استدارة من قبل الوكالة الدولية نحو القيام بواجباتها بشكل نزيه وتصحيح مسار عملها ام ان هذه الشهور ستكون استمرار للسنوات الماضية التي تماطلت فيها الوكالة في القيام بواجباتها بشكل محايد؟
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق