المرجعية تنتقد تأخر الاجراءات الحكومية في دفع مستحقات المتطوعين ورعاية جرحاهم
كربلاء المقدسة – سياسة – الرأي –
وقال ممثل المرجعية في كربلاء السيد أحمد الصافي خلال خطبة الجمعة التي القاها من الصحن الحسني الشريف، ان “التطورات الامنية الاخيرة الايجابية لم تكن لتحصل لولا همة وشجاعة واخلاص الاخوة الحريصين على البلد من القوات المسلحة والمتطوعين والعشائر الذين بذلوا جهدا كبيرا من أجل لاستعادة الاراضي المغتصبة التي كانت تسيطر عليها عناصر “داعش”.
وأضاف “هنا لابد من الاشارة لمسألة مهمة الا وهي ان هؤلاء الذين فعلوا ما فعلوا من اجل الحفاظ على العراق وكل العراق وارخصوا دماءهم الزكية الغالية وزادوا من عدد الشهداء الذين سقوا هذه الارض، ونحن اليوم نعيش ذكرى الخلاص من الدكتاتورية البغيضة بعد ان اريقيت على مذابح الحرية الدماء الكثيرة وخلفوا وراءهم عوائل تفخر بهم كما نفخر بهم ايضا”.
وتابع الصافي ان “هؤلاء [المقاتلين] جاءت بهم محبتهم لبلدهم ولمقدساتهم وقاتلوا وما زالوا عن بصيرة ومعرفة ملبين نداء الدين والوطن ومدافعين عن حياضه لا فرق بين انتمائاتهم ولا بين دمائهم بل حملوا ارواحهم على اكفهم وراحوا يتسابقون في ساحات الجهاد وكم سمعنا من بعضهم ان امنيته ان يرزق الشهادة وهو في ريعان شبابه تاركا الدنيا وملذاتها مودعا شبابه مستثمرا طاقاته من اجل رفعة هذا البلد ومازالت هذه الهمم كما كانت”.
وشدد ممثل المرجعية على “ضرورة اتخاذ اجراءات من قبل الدولة للحفاظ على هذا الرصيد البشري المهم والكبير ومن هذه الاجراءات والاسراع في تنظيم امور الشهداء والجرحى وتهيئة جميع اللوازم للحفاظ على حقوقهم”.
كما طالب بـ”الاهتمام بالمقاتلين الموجودين فعلا في ساحات القتال ومراكز التدريب وتوزيع مستحقاتهم بصورة منظمة وكاملة فان بعضهم رغم صعوبة اوضاعهم مازالوا يقاتلون ولم يستلموا مستحقاتهم منذ اكثر من ثمانية اشهر الا مرة او مرتين وان اعدادهم ليست بالقليلة وهذا الموضوع ذكرناه سابقا لكن لم نلمس اجراءات جدية بل ان بعض الجهات تحاول ان تحول المسؤولية عنها الى غيرها والاخرى كذلك، والنتيجة ان المضحين مازالوا بين الوعود”.
وشدد الصافي على “ضرورة الاهتمام بالمقاتلين من جهة توفير المستلزمات الضرورية الطبية الميدانية بالتعاون مع الاجهزة المختصة واسعاف جرحاهم بصورة سريعة فان بعد المسافة بين الاصابة والعلاج قد يستغرق وقتا ربما يؤدي الى الوفاة مع توفير كل ما تحتاجه المعركة من أسلحة واعتدة بالمقدار الكافي مع تاكيدنا على ضرورة تصنيعه ما يمكن تصنيعه وبالاستفادة من الخبراء المحليين في هذا المجال”.
وفي جانب آخر دعا ممثل المرجعية الدينية العليا الدولة الى ايجاد الحلول في الحفاظ على الثروة المائية واستثمارها بالمجال الزراعي والطاقة .
وقال الصافي ان “هناك معلومات تشير الى شحة المياه في بعض المناطق الزراعية او الموجودة في الثرورة الحيوانية وسواء كانت هذه المعلومات دقيقية ام لا فان الاهتمام بمصادر المياه من الاولويات التي يجب ان تراعى ولابد من وضع سياسية مائية على نحوين، الاول هو الحل الآني والمرحلي وهذا يستلزم بذل جهود ميدانية كبيرة في مواقع الازمة”.
وأضاف “أما الامر الثاني فهو الحل الاستراتيجي والتخطيط المستقبلي وخلال السنوات الماضية لم نر اي مشروع يتناسب مع حجم المشكلة مع ان تشخيص هذه المشكلة ليس غائبا عن اذهان أكثر المسؤولين”.
وأوضح ممثل المرجعية “نعتقد ان وضع سياسية مالية واضحة وبناء بعض السدود لخزن الماء الى وقت الحاجة والاستفادة ايضا في توفير مصادر الطاقة او بناء نواظم تحدد طريقة الارواء بعيدا عن الهدر الكثير في الاستخدام العشوائي.. نعتقد ان هذا هو الكفيل لايجاد الحلول الجذرية لهذه المشكلة التي يمكن ان تشكل خطرا حقيقيا على البلاد”. انتهى