التحديث الاخير بتاريخ|الخميس, نوفمبر 14, 2024

رسالة الاساتذة الجامعيين في جامعة نيويورك الموجهة الي العالم 

 دائرة شؤون الفلسطينيين المقيمين في الخارج التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية , أكدت أن ١٢٠ بروفسور من جامعة نيويورك – التي تعتبر من أكبر مراكز المعلومات في امريكا – أصدروا بيانا طالبوا فيه بقطع العلاقات البحثية والتجارية مع الشركات التي لها نشاط اقتصادي داخل الاراضي المحتلة من قبل النظام الصهيوني .

المركز الاعلامي الفلسطيني التابع للدائرة المذكورة في تقرير له تم نشره وتعميمه صرح أن شخصيات اكاديمية من كلية الأدبيات في جامعة نيويورك وخلال جلسة لهم, انتقدوا بشدة عدم شفافية إدارة الجامعة ومعارضتها حول طبيعة العلاقة مع شركات تستثمر في مناطق الاحتلال الاسرائيلي .

هذه الشخصيات في جلسة لها , عبرت عن عدم شفافية جامعة نيويورك بخصوص الاستثمار في مجال الوقود الأحفوري مع شركات لها مصالح مع نظام الاحتلال الصهيوني وطالبت بالتحقيق في هذه القرارات .

وقد وقع ١٢٠ بروفسورا امريكيا على عريضة للاعتراض على هذه العلاقة مع تلك الشركات , مطالبين بقطع الاستثمار معها .

في السياق نفسه , ايلين فرد احد الاساتذة الجامعيين في كلية اللغة الانكليزية في جامعة نيويورك صرح أنه من اصحاب الرأي بقطع العلاقات مع الشركات التي تتعامل مع النظام الصهيوني, وأيضا انه يعارض نظام الفصل العنصري الاسرائيلي, ويدعم مقاطعته عالميا, فقد ساهمت العقوبات العالمية على نظام الفصل العنصري في جنوب افريقيا الى زواله وتفككه .

سنان شقيدح ناشط فلسطيني في حملة مقاطعة النظام الصهيوني , أشار الى ان العريضة الموقعة من قبل ١٢٠ بروفسور من جامعة نيويورك, شكلت أرضية لإطلاق أكبر حملة مقاطعة في جامعات شرق امريكا, فالفصل التحصيلي القادم ستبدأ حملة المقاطعة في تقديم عشرات الطلبات الى الجامعات لأجل مقاطعة النظام الصهيوني وعدم الاستثمار في شركات تحمي وتدعم هذا النظام .

رغم الاعلام الذي تسيطر عليه الصهيونية العالمية بثياب الماسونية, ورغم سياسة كم الافواه التي تتبعها الحكومات الغربية خدمة لمصالح الكيان الاسرائيلي, عبر اتهام كل من ينتقد او يعارض او يتعرض للكيان الصهيوني بكلمة بأنه معاد للسامية وبالتالي إلحاق عقوبات جنائية بحقه. ورغم كل محاولات تلميع صورة الكيان المحتل وتزيينها التي تقوم بها حكومات غربية صديقة للكيان الاسرائيلي وترتبط بمصالح مع هذا الكيان واليهود عموما, في سياسة ظالمة تهدر حق شعب فلسطيني مظلوم مسلوب الحقوق والوطن والهوية, يبقى الاحتلال الصهيوني , الاستعمار الاستيطاني الوحيد على وجه الكرة الارضية في زمننا الحالي, وتبقى حروبه الاجرامية وسياساته المتكبرة والابتزازية مع الصديق والعدو, وقبيح إجرامه وسفكه للدم الفلسطيني وضخه للسموم والاحقاد والكراهية في الشرق الاوسط والعالم, وتبقى نزعة التحدي في السياسة الخارجية للكيان ورائحة الكراهية والدم التي تفوح منه, كلها صورة حقيقية لا يمكن من فظاعتها ان يغطي كل أجزائها أحد .

حملات مقاطعة النظام الصهيوني المتزايدة ومن قلب اوروبا سابقا الى امريكا اليوم , مؤشر ايجابي له مدلولات كثيرة, ليس اقلها ان ما صدر مؤخرا من جامعة رئيسية في امريكا المتحالفة مع الكيان الصهيوني والمتبنية لكل اجرامه وحقده وعنصريته, ومن قبل نخبة من الاساتذة الجامعيين, تدعو الى مقاطعة الكيان العنصري الاسرائيلي ومقاطعة التعامل مع الشركات التي ترتبط بالكيان بعلاقات تجارية وبحثية, خطوة لها انعكاسات ومدلولات مهمة جدا, تشكل سابقة جديدة وتفتح الباب على دعوات كثيرة ستتشجع وتعبر عن آرائها دون خجل وخوف .

فمثل هذه الدعوات, فضلا عما تتركه من اثر على النشاط الاقتصادي للشركات, ستشكل دعوة بلسان غير فلسطيني او عربي, انما بلسان نخبة فكرية امريكية تظهر حقيقة الكيان الصهيوني وتشجع على مقاطعته وتفتح الطريق امام توسيع هذه الدعوات والتركيز على استثمارها وتنشيطها وتفعيلها .

عريضة الاساتذة الجامعيين الامريكيين, سبقتها اعترافات عديدة من قبل دول اوروبية بدولة فلسطين, وتعاطف شعبي اوروبي واسع مع القضية الفلسطينية خصوصا في ظل الحرب الاخيرة على غزة حيث عمت تظاهرات شوارع عواصم اوروبية عديدة تطالب بوقف الهمجية والاجرام الاسرائيلي وحماية الشعب الفلسطيني ورعاية حقوقه .

حملات لم تعجب الكيان الصهيوني واثارت حفيظته, ليكون الرد الاسرائيلي على هذا التعاطف الاوروبي والغربي الشعبي بحملة من العمليات الارهابية بستار داعش, طالت محطات للتنقل وصحيفة شارلي ايبدو ومتاجر لليهود وتفجيرات في الاحياء السكنية العربية وغيرها وإحراق مشبوه للمساجد في اوروبا , حملات ارهابية تصب بشكل يقيني لصالح الكيان الصهيوني الذي يدين نفسه ويجر أصابع الاتهام اليه عبر استغلال هذه العمليات الارهابية لدعوة اليهود الاوروبيين للهجرة الى فلسطين جنة اليهود المزعومة, فضلا عن ممارسة سياسة الابتزاز للحكومات الاوروبية عبر اتهامها بالتقصير في حماية اليهود وكذلك التحريض على المسلمين باتهامهم بالارهاب لدفع أوروبا نحو التطرف الذي سينتج اقتتالا اسلاميا مسيحيا في اوروبا يتبعها حملة تضييق واستبعاد واضطهاد لكل ما يمت للاسلام بصلة ويحرض على المسلمين ويستبدل النظرة الاوروبية المتزايدة الى الكيان الصهيوني بأنه عنصري إجرامي بحرف هذه النظرة نحو المسلمين عبر إلباسهم تهم إرهاب تفتعله الايادي التي تستفيد من هذه العمليات ولها مصلحة فيها بستار داعش ومساعدته حتى فليس داعش الا فصلا من فصول الارهاب الصهيو امريكي وبعض العرب الحاقدين !!

إن سياسة الكيان الاسرائيلي العنصرية والإلغائية والخشبية التي تلاقي بها المجتمع الدولي الذي بات يتوجه نحو إخماد الصراعات وحل الازمات العالقة , حيث يجهد المجتمع الدولي على خط الوصول الى  ” اتفاق سلام ” بين الكيان الصهيوني المستعمر والشعب الفلسطيني المقتلع من ارضه , ورغم ان حق الشعب الفلسطيني استرجاع ارضه كاملة كما أخذت وإعادة كل من أتى من اليهود الى فلسطين الى ارضه وموطنه الاصلي, لكن حتى الاعتراف بدولة فلسطينية مقتطعة لا يستعد الكيان الاسرائيلي للتنازل عنه .

هذا الاجرام الصهيوني الدموي الذي يشبه الاجرام الداعشي الممنهج , وهذا التعنت السياسي مع المجتمع الدولي, وهذه العنصرية التي تدخل في صميم السلوك الاجتماعي والسياسي للكيان الصهيوني, جعلت من الممارسات الاسرائيلية سببا لتزايد النقمة والكراهية تجاه هذا الكيان العنصري وحالت دون إمكان التغطية الاعلامية الهادفة الى تلميع صورة الكيان وتخريجه بانه مظلوم, وتؤدي اليوم الى انكشاف زيف الصورة التي يبثها الاعلام المغرض عن كيان استعماري وحيد دموي ارهابي اجرامي متكبر, يسخر العالم لأجل مصالحه هو ويدمر الامن والسلم لاجل سيادته.

ممارسات الكيان الارهابية التي تنبع من حقيقته وماهيته, تساعد في تزايد هذه الصرخات الحية من المجتمع العالمي عبر دعوات مقاطعة الكيان العنصري الراعي للارهاب, فدعوة النخب الامريكية في جامعة نيويورك هي احد تجليات الصحوة العالمية واستيقاظ الضمير الانساني , وما سبقها من تحركات شعبية وحكومية في اوروبا التي تدفع اليوم ثمن إقدامها على الاعتراف بالكيان الصهيوني عبر استهداف ارهابي مشبوه بستار داعش للدول المتعاطفة مع القضية الفلسطينية, ومثل هذه الدعوات لا يجب الاستهانة بها, فهي تعكس مستوى انكشاف الكيان الصهيوني ووصوله الى مرحلة خطيرة تقارب خط النهاية لكيان فشل بكل ماله وامكاناته والدعم المتوفر له والاعلام المسخر لخدمته في تعمية صورته الارهابية وكبح جماح الكراهية المتزايدة من المجتمع الدولي للكيان الاستعماري الوحيد على وجه الارض في زمننا هذا.

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق