التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, ديسمبر 23, 2024

الكيان الإسرائيلي: «عاصفة الحزم» تعود علينا بالنفع 

 يعلّق الكيان الإسرائيلي آمالاً عريضة على العدوان الذي يشنه التحالف السعودي على اليمن، وذلك للحد مما يعتبره خطراً تشكله حركة أنصار الله على الأمن الاسرائيلي. ووفقاً لدراسة صدرت مؤخراً عن معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، فإن “العمليات التي يشنها التحالف الذي تقوده السعودية ضد حركة أنصار الله في اليمن، تحمل فى طيّاتها أثراً إيجابيا على الكيان الإسرائيلي، وليس من المستبعد أن تساعد تلك العملية فى صناعة مصالح مشتركة بين هذا الكيان ودول أعضاء في التحالف السعودي”.

وحذرت الدراسة الاسرائيلية من أن حساسية المعركة التي يشنها التحالف السعودي على اليمن، حيث أكدت على أن “السعودية لدى خروجها للمعركة، أقدمت على مقامرة، فهي لا ينبغي أن تسمح لنفسها بالخروج من الحرب، وهي في موقف ضعف في الصراع الذي يجري على عتبة بابها.”

وانتقدت الدراسة التي أعدها الباحثان الاسرائيليان “يوئيل جوزينسكى” و”أفرايم كام” المختصان في شؤون الشرق الأوسط، ضعف الموقف الأمريكي من الحرب على اليمن، حيث إن الاصرار الإيراني على عدم ربط ملفات المنطقة بما فيها الملف اليمني بالمفاوضات النووية الإيرانية، وضع أمريكا في موقف غير مريح، أدى إلى عدم تقديم الدعم الكافي للحملة العسكرية على اليمن، تجنباً لزيادة التوترات في المنطقة التي قد تتسبب بالتأثير على سير المفاوضات. وأضافت الدراسة الاسرائيلية: “على عكس جميع التوقعات أقدمت أمريكا على عدم ربط الأحداث في اليمن بالمفاوضات مع إيران حول برنامجها النووى من أجل عدم تأثير التوتر الإقليمي على سير المفاوضات، وأصبحت أمريكا في موقف حرج وغير مريح تماما.”

وسبق للكيان الاسرائيلي أن أعرب عن قلقه البالغ من تنامي نفوذ حركة أنصار الله في اليمن الأمر الذي وصفه رئيس وزراء الكيان بنيامين نتنياهو “بالتهديد لدولة اسرائيل” خلال الخطاب الذي ألقاه في الكونغرس الأمريكي في الثالث من آذار/مارس الماضي.

وفيما يلي نورد بعض من أسباب قلق الكيان الاسرائيلي من صعود حركة أنصار الله في اليمن، وبالتالي أسباب الحماس الاسرائيلي للعدوان السعودي على اليمن:

أولاً: موقف أنصار الله الداعم للقضية الفلسطينية

ويتجلى ذلك واضحاً في الشعارات التي ترفعها حركة أنصار الله، إذ تتبنى الحركة منذ نشأتها شعار “الموت لاسرائيل”، وتعتبر القضية الفلسطينية، قضيتها المركزية، وهي تعمل على مد أواصر العلاقات مع حركات المقاومة، وقد قامت حركة الجهاد الإسلامي في وقت سابق، بمنح السيد الحوثي درع الحركة خلال زيارة ممثلها لصعدة، تقديراً لجهوده في مناصرة القضية الفلسطينية ومواقفه المساندة لقضية الشعب الفلسطيني.

وكانت صحيفة “جيروزاليم بوست” الاسرائيلية الناطقة بالانكليزية قد توقفت عند الشعارات التي يطلقها أنصار الله، وهي “الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل”، مشيرة إلى أن هذه الشعارات مأخوذة ومنسوخة عن شعارات الثورة الإسلامية الإيرانية، وهي ذات دلالة خاصة على وجهة أنصار الله المؤيدة والداعمة لمحور المقاومة.

ثانياً: تهديد حركة الملاحة الاسرائيلية في البحر الأحمر

فقد أعربت مصادر إسرائيلية في وقت سابق عن قلقها على أمن سفنها العابرة للبحر الأحمر، وذكرت صحيفة “يديعوت أحرنوت” الإسرائيلية، ان المؤسسة الأمنية حذرت شركات سفنها باتخاذ إجراءات متشددة على مستوى الحماية والتأهب عند عبورها مضيق باب المندب، مؤكدة ان ثمة خشية سائدة داخل المؤسسة الأمنية في الكيان الاسرائيلي من إغلاق المضيق أو التعرض للسفن الإسرائيلية بواسطة صواريخ تطلق من الساحل”.

كما وجّهت قيادة جيش الاحتلال الاسرائيلي تعليمات جديدة إلى السفن التجارية والعسكرية أن تغير سلوكها لدى دخولها أو خروجها من البحر الأحمر، والتعامل مع باب المندب وسائر الشواطئ اليمنية على أنها خاضعة لدولة معادية.

وأوضحت صحيفة “جيروزاليم بوست” بأن: “قدرة الحوثيين على فرض سيطرتهم على اليمن، التى تقع في أقصى جنوب شبه الجزيرة العربية، تمثل خطراً على الكيان الإسرائيلي وحركة المرور البحرية للدول الأخرى.”

ثالثاً: تسهيل حركة إيصال السلاح إلى غزة

حيث كتبت صحيفة “يدعوت أحرنوت” بأن: “سيطرة الحوثيين على اليمن، وفقاً للتقديرات الإسرائيلية، سيكون لها تأثير فوري في حجم تهريب السلاح الإيراني إلى مصر وغزة”، حيث سيحل اليمن محل السودان، كمحطة لنقل السلاح الإيراني المهرب إلى سيناء عبر قناة السويس أو عبر مصر، خاصة مع وجود العلاقة الجيدة التي تربط إيران مع الثورة اليمنية وحركة أنصار الله.

فبعد أن تضاءل دور السودان في نقل السلاح الإيراني إلى غزة، نتيجة الهجمات التي تعرض لها من الكيان الاسرائيلي، والضغوط التي مارستها السعودية على الرئيس البشير، ترى أوساط اسرائيلية بأن اليمن سيمثل المحطة المقبلة لتهريب السلاح الإيراني إلى مصر ومن ثم إلى غزة، ووفقاً لصحيفة “يدعوت” فإن المجال قد أصبح مفتوحاً أمام إيران لإيصال السلاح إلى غزة عبر اليمن.

لهذه الأسباب يعلّق الكيان الإسرائيلي آماله على العملية العسكرية التي يشنّها التحالف الذي تقوده السعودية على اليمن، سعياً لوأد الحراك الثوري لحركة أنصار الله والإبقاء على اليمن خارج دائرة التأثير في الصراع مع الكيان الاسرائيلي.

إلا أن الآمال الاسرائيلية لا يبدو أنها سترى النور، حيث لم تحقق العمليات العسكرية الجوية والبحرية أي هدفٍ من الأهداف التي حدّدتها السعودية مع بدء العدوان، ولا سيما عودة الرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي إلى عدن وممارسة مهماته كرئيسٍ شرعي.

كما أن الموقف الذي أعلنته اسلام اباد بالبقاء على “الحياد” في الصراع السعودي اليمني، وهو الموقف الذي صوّت عليه البرلمان الباكستاني بالإجماع، تسبب بخيبة أمل للسعودية التي راهنت على الحليف الباكستاني كقوة عسكرية يمكن الاعتماد عليها للتدخل البري في اليمن. ويتقاطع الموقف الباكستاني هذا مع موقف أنقرة التي أكدت تطابق مواقفها مع طهران، من خلال الدعوة إلى حل سلمي للأزمة اليمنية.

أما التعويل على تدخل بري للجيش المصري، فيبقى بعيد المنال خاصة مع انشغال الجيش المصري بالتهديد الأمني والعسكري الخطير الذي تمليه الأزمة الليبية، وتغلغل الجماعات الارهابية في سيناء وقرب الحدود المصرية الغربية، كما أن المزاج الشعبي المصري في معظمه لا يؤيد أي تدخل بسبب التجربة السابقة للتدخل المصري في الصراع اليمني في عام ١٩٦٢ والتي خسر خلالها اكثر من ١٥ الف من جنوده.

بل ويبدو أن السعودية قد دخلت في مأزق كبير، وأصبحت في موقع الدفاع بعد الهجمات التي نفذتها قبيلة طخية اليمنية على موقع المنارة السعودي المتاخم لمحافظة صعدة اليمنية على بعد ١٣ كيلومتر داخل الحدود السعودية، مما أدى إلى مقتل عشرات الجنود السعوديين والاستيلاء على أسلحة ومعدات عسكرية بحسب مصادر أمنية. الأمر الذي اعترفت به وزارة الدفاع السعودية التي أعلنت عن مقتل ثلاثة ضباط صفّ وجرح اثنين بسقوط قذيفة هاون على نقطة حدودية في محافظة نجران.

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق