من يهدد الأمن القومي العربي…؟
محمد صادق الحسيني /
ثمة من يقول ان مغامرة المملكة السعودية في اعلان الحرب على اليمن و شعبها الآمن قطع الشك باليقين بما يلي :
أولا: ان واشنطن باتت ضعيفة وبلغت امبراطوريتها من العمر عتيا و اشتعل الشيب في هيكلية قيادتها وقررت الانسحاب إلى السفن واتخذت قرار الابحار باتجاه المحيط الهادئ لمواجهة ثنائي منتدى شانغهاي اي الصيني الروسي ‘ وترك العالم العربي يتخبط لوحده، بل يأكل بعضه بعضا في اطار خطة ومشروع تدمير الجيوش العربية واستنزافها حتى لا يبقى في المنطقة المحيط بالكيان الصهيوني اي قوة سوى قوة الجيش الصهيوني الغاصب.
ثانيا : ان واشنطن هي من كان ولايزال يقف وراء الحروب بالوكالة في منطقتنا العربية الإسلامية منذ اعلان صدام حسين الحرب على جارته إيران الإسلامية مرورا بحروب الخليج الثانية والثالثة وصولا إلى نشر انواع واشكال جيوش المنظمات الارهابية وذلك حفاظا على امن وسلامة القاعدة الامريكية المتقدمة او حاملة طائراتها الاهم في منطقتنا اي اسرائيل، وان ذلك سيتصاعد اكثر فاكثر كلما شعرت واشنطن بتعاظم حجم الخطر على هذا الكيان او قرب تفككه ونهايته المحتومة.
ثالثا : ان واشنطن لا تفهم لغة ولا ادبيات ميدانية او حتى حول طاولة المفاوضات والحوار الا لغة القوة والحزم، وما حالة العلاقة المتأرجحة بينها وبين طهران، والتي تتوزع بين التهديد الفارغ باستخدام القوة ضدها، والرضوخ المكره او الاذعان إلى كثير من مطالب إيران المشروعة في مراحل مختلفة من مفاوضات النووي الا مثال صارخ وواضح وشفاف على ما نقول….
رابعا : ان واشنطن ورغم كل ما تقدم لا تزال تحلم بان تبقي على نفوذها و هيمنتها على هذه المنطقة الحساسة والمصيرية والاستراتيجية الاهم من العالم حتى وهي تتقهقر او تنقلب على عقبيها او تضعف وتهزل، وذلك خوفا من صعود عالم جديد تتزعمه روسيا على مستوى العالم وإيران على مستوى المنطقة، وبالتالي فانها ستظل تناور من اجل تخفيف خسائرها قدر المستطاع وتحرص على الا تسلم بالهزيمة المطلقة او تسمح بها….
اذا كان هذا صحيحا، وهو كذلك باعتباره القدر المتيقن والقاسم المشترك بين العديد من القوى والتيارات والاحزاب بل وحتى الدول المتبرمة من سلوك واشنطن والرياض الاحادي والديماغوجي، فان سؤالا مركزيا يطرح نفسه ألا وهو :
من هو المهدد الفعلي والحقيقي والواقعي للامن القومي العربي !؟
امريكا والعدو الصهيوني ومن يتبع تعليماتهم.
ام إيران الإسلامية التي ومنذ اليوم الاول لقيام دولتها الفتية وهي تدفع اثمانا باهظة من امنها القومي المباشر ومن لقمة عيش شعبها ومن دون منة او اذى من اجل فلسطين ولبنان وسوريا والعراق واليوم اليمن ايضا وايضا….
ما الذي جرى الان حتى اصبحت إيران مهددة للامن القومي العربي !؟
فها هي تفاوض واشنطن كما تريدون واكثر….!
لماذا لا تقولو الحقيقة لشعب نجد والحجاز والجزيرة العربية و للرأي العام العربي والإسلامي بكل صراحة ووضوح.
لماذا لا تقولونها صراحة :
لقد خسرنا الرهان على اخضاع إيران كما على تطويعها وان واشنطن باعتنا وان واشنطن هذه انما باعتنا لأنها هي الاخرى خسرت نفس الرهان….
وانه آن الاوان لنقوم بالخطوة الاكثر ايلاما في حياة المترفين العاجزين.