التحديث الاخير بتاريخ|الخميس, سبتمبر 19, 2024

السعودية والإرهاب وجهان لعملة واحدة 

منذ بداية ما سمي بالربيع العربي، ودخول امريكا للصيد في المياه العكر، انتقاما من محور المقاومة والممانعة، ظهرت تجمعات مختلفة أبدت استعدادها للمشاركة في الجرائم الامريكية في المنطقة، فكانت “داعش” و”النصرة” ومن ورائهما بعض الدول العربية وعلى راسها السعودية تحاول طورا القضاء على كل ممانع او رافض او سياسة مقاومة في المنطقة للسيطرة على القرار في الشرق الاوسط. واليوم تتابع السعودية طريق داعش للقضاء على الحركات التحررية في المنطقة معلنة حربا مفتوحة على الشعب اليمني، تقتل خلالها الاطفال وتدمر البيوت وتهجر الاهالي ظنا منها ان شوكة المقاومة ستكسر بضربات جوية هنا او قتل هناك، مدعية القيام على حركة أنصار الله لتخليص اليمن من التدخل “الاجنبي”. فإن كان الهدف حماية الشعب اليمني فأين السعودية من الحماية وهي تدمر وتقتل وتهجر؟

هل يخفى الظلم؟ !!

لا شك ان العدوان السعودي الامريكي على اليمن يحمل في طياته اهدافا كثيرة، سواء على الصعيد الاستراتيجي الامني او العسكري او حتى على الصعيد الاقتصادي والسياسي، وبغض النظر عن كل الاهداف المعلنة التي لم يستطع السعوديون إثباتها لا بد من الاشارة الى نتائج العدوان التي قد تترجم الاهداف التي حققتها السعودية من عدوانها على اليمن والتي تبرهن الفشل العملي والفعلي في مختلف المجالات. ومن هنا نرصد بعضا من هذه “الاهداف “.

البداية ستكون مع انتهاك الاعراف والقوانين الدولية لا سيما ما يتعلق منها بحقوق الانسان وقتل المدنيين وانتهاك سيادة دولة ذات سيادة، وارتكاب جرائم ضد الانسانية وجرائم حرب بالإضافة الى جريمة العدوان. يليها التدخل المباشر بالشؤون الداخلية لليمن، ومحاولة فرض رأي سياسي على الشعب اليمني، في نسخ واضح للتجربة السعودية الامريكية في الديمقراطية والحريات .

نتابع مع بنك الاهداف السعودية ونتائجه فنشير الى الاتفاق العربي على تشكيل قوة عربية موحدة للاعتداء على اليمن، مع العلم ان هكذا إنجاز لم تحظ فلسطين بشرف الحصول عليه للدفاع عنها طوال عشرات السنين من الاحتلال والعدوان الاسرائيلي عليها .

وبما ان الغاية تبرر الوسيلة والهدف السعودي الاساس يبقى القضاء على حركة أنصار الله لدعم الجماعات التكفيرية لا سيما القاعدة وداعش في اليمن بشكل واضح وصريح، بحجة ان هؤلاء التكفيريين الارهابيين هم أعداء لحركة “أنصار الله” وللجيش اليمني. فيظهر بذلك هدف واضح اخر يتمثل بالعمل على تدمير الجيش اليمني كأحد الجيوش العربية بدل العمل على بنائها وتقويتها، والمساهمة بشكل فعال في تدمير البنية التحتية لدولة عربية وإنهاء معالم الحياة في بعض مدنها، وهذا يظهر جليا من خلال تدمير العديد من المصانع والمراكز التجارية والموانئ والمطارات والمؤسسات الاعلامية والمساجد والمستشفيات اليمنية ومن خلال استهداف بعض مصافي النفط واستهداف بعض مراكز حماية هذه المصافي ربما لفتح الباب لإيقاع اكبر قدر ممكن من الاضرار في هذه المراكز الاقتصادية المهمة .

نسخة طبق الاصل

للمقارنة وليس المقاربة تاركين الرأي للقارئ، ننتقل من اليمن الى سوريا، ومن ظلم السعودية للشعب اليمني الى ظلم تيارات تكفيرية وإرهابية للشعب السوري. وعلى سبيل المثال لا الحصر لا بد من التوجه نحو مخيم اليرموك حيث يحتمي الفلسطينيون الهاربون من ظلم الكيان الإسرائيلي ليواجهوا من هم اشد ظلما واكثر تنكيلا وقتلا، فالفرار من الارهاب الصهيوني أوقعهم بين يدي إرهاب “داعش “.

المقارنة بين البلدين تظهر قتلا للاطفال هنا وهناك، وتهجيرا مشتركا لشعب أراد العيش الكريم ونساءا ارامل وثكالا كل ذنبهن أنهن امهات وزوجات رجال أرادوا العيش الكريم. قواسم مشتركة اخرى في البلدين تكمن عند مفاصل الحياة وانتهاك الاعراف والحقوق المدنية التي لا بد لكل انسان ان يتمتع بها ليعيش حياة لائقة، ولا شك ان القوانين الدولية التي تحمي تلك الحقوق لا تراعى في هذه الدول .

تدمير الابنية والبنى التحتية ايضا قاسم مشترك يظهر جليا بين الدولتين والحربين، فحرق البيوت وتدمير الطرقات وغيرها من الانتهاكات إشارة واضحة لانعدام الرحمة وغياب الضمير، فهناك داعش والتكفيريون الارهابيون يقتلون ويقطعون الرؤوس ويدمرون البيوت، وهنا السعودية تقتل وتدمر البيوت وتشرد الالاف .

الظلم اذا يحصد شعب البلدين ففي اليمن ظلم السعوديين وفي سوريا ظلم داعش وبما ان معنى الظلم واحد، لا بد ان يكون معنى الظالم واحداً ايضا. وبما ان تشويه الحقيقة مستحيل، فالظلم واضح والظالم اوضح، لا يمكن إخفاء نور الشمس بغربال بل تبقى كلمة الحق أحدّ من السيف، وفي آخر المطاف يبقى لك ايها القارئ ان تقارب بين الحربين علك تجيب على السؤال الاكثر إحراجا ووجعا في الزمان الحاضر أليست السعودية والإرهاب وجهان لعملة واحدة؟ !!

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق