الجيش السوري يحشد قواته علي أطراف إدلب ويتقدم علي جبهات الزبداني وريف اللاذقية، وصراع النفوذ يعصف بالجماعات المسلحة في كل من مخيم اليرموك والريف الحلبي
يواصل الجيش السوري وقوات الدفاع الوطني التصدي للجماعات الارهابية المسلحة على كامل التراب السوري، وقد سجل النظام السوري خلال الأربع وعشرين ساعة الماضية بعض التقدم على جبهات ريف اللاذقية والزبداني في ريف دمشق فيما استهدف تجمعات المسلحين في كل من ريف حلب وريف حماه وريف درعا. وقد شهدت منطقة الحجر الأسود ومخيم اليرموك في ريف دمشق، صراعات مسلحة على النفوذ بين الجماعات الارهابية، فيما ينذر الريف الحلبي بصراع محموم بين داعش وبقية الجماعات الارهابية المسلحة .
إدلب
تزامناً مع وصول تعزيزات للجيش إلى جنوبي إدلب، تصاعدت العمليات العسكرية في محيط مدينة إدلب الجنوبي، ملقية بظلالها على المناطق القريبة الواقعة في محافظتي المنطقة الوسطى، حمص وحماه. ففي وقت يواصل فيه مسلّحو “جيش الفتح” هجومهم على بلدة المسطومة بغية السيطرة عليها للتوغل باتجاه بلدة أريحا، تسلك قوات الجيش طريقها على محور موازٍ باتجاه مدينة إدلب من جهة قميناس، مكثّفة بالتوازي من ضرباتها على معاقل المسلّحين، سواء في داخل مدينة إدلب أو في بنش وكفر تخاريم ومعرة مصرين وجسر الشغور وأبو ظهور، بينما يسعى المسلّحون إلى فتح معارك جانبية في ريفي حمص وحماه الملاصقين بغية إشغال قوات الجيش ومنعها من شن هجوم كبير على مدينة إدلب الشمالية .
ريف حماه
دارت اشتباكات عنيفة بين الجيش ومسلّحي “جبهة النصرة” و”أحرار الشام” في العديد من القرى والبلدات، كقرية العنكاوي في الريف الشمالي الغربي، وفي بلدات كفر زيتا واللطامنة وقرية سكيك، شمالاً، إضافة إلى قرية أم ميال الواقعة على الأطراف الشرقية للمحافظة الملاصقة للبادية السورية. وقد شن مسلّحو “داعش” بالتوازي العديد من الهجمات على قرية عقارب في ريف السلمية الشرقي، ليتصدى لهم الجيش والأهالي مرات عدة .
ريف دمشق
في الزبداني، الريف الشمالي الغربي لدمشق، وبعد سيطرة الجيش أول من أمس على قلعة السنديان والزوابيق وقلعة العبدالله، في السلسلة الغربية لجبال الزبداني، شن مسلّحو “جبهة النصرة” أمس هجوماً معاكساً في منطقة كعب القلعة، الملاصقة للمناطق المذكورة، بغية استعادة المناطق التي خسرتها في اليوم السابق، ودارت مواجهات عنيفة أسفرت عن مقتل عدد من مسلّحي التنظيم، وفرار من تبقى إلى الجرود المجاورة .
وعلى صعيد آخر، ألقت الأحداث التي يشهدها مخيم اليرموك بظلالها على عملية المصالحة في المناطق المجاورة، فبعد التطورات التي شهدها مخيم اليرموك والمخاوف التي ظهرت من امتداد المواجهات والمعارك إلى المناطق المجاورة من المخيم خاصةً إلى مناطق ببيلا ويلدا وبيت سحم، صرحت مصادر في لجنة المصالحة الوطنية في بيت سحم، بأن المصالحة التي كانت على وشك أن تنتهي في بيت سحم أصبحت مهددة أكثر من السابق .
اللاذقية
أما في اللاذقية فقد تمكن الجيش السوري بمساندة قوات الدفاع الوطني من استعادة السيطرة على النقطتين ٧٦٧ و٨٠٣ المطلتين على ناحية ربيعة بالريف الشمالي للاذقية، حيث استهدف الجيش نقاط انتشار مقاتلين في قرى الكبير والربيعة ومحمية الفرنلق وبيت أبلق بريف اللاذقية .
حمص
انفجرت أول أمس سيارة مفخخة في حيّ الأرمن داخل مدينة حمص، وأدى الانفجار إلى استشهاد طفل، وإصابة ١٠ مدنيين، بينهم مدنيان في حالة خطر .
أما في ريف حمص الشرقي فتواصلت الاشتباكات في كل من بلدات المشيرفة الجنوبية ومسعدة وأم صهريج والصالحية ورجم القصر، فيما دارت اشتباكات أخرى مع تنظيم “داعش” الارهابي في قرية الفاسدة والكديم وشرق حقل جزل النفطي، الأمر الذي عزاه مراقبون لمحاولة توسيع رقعة الاشتباك مع الجيش السوري لإشغال قوات الجيش السوري عن دخول إدلب .
حلب
استشهد ١١ مدنياً وأصيب العشرات، إثر استهداف المسلحين لأحياء مدينة حلب بكم كبير من قذائف الهاون والقذائف الصاروخية، وسط توقعات بارتفاع أعداد الشهداء، حيث أطلقت الجماعات المسلحة عدة قذائف على حيي السليمانية والسيد علي، ما أدى لوقوع شهداء وجرحى في صفوف المدنيين, نتيجة تهدم عدد من المنازل فوق رؤوس ساكنيها .
ويتواصل سقوط القذائف وتركز أغلبها في شارع النيل والخالدية والحمدانية والأشرفية والفرقان، وهو ما أدى لسقوط مزيد من الشهداء والجرحى، نقلوا على أثرها إلى مشفيي الرازي والجامعة .
أما في الريف الحلبي، فقد ارتفع منسوب التوتر بين التنظيمات المسلحة في ريف حلب، لاسيما الغربي، على خلفية حادثة اختطاف خمسة من قادة كتائب “ثوار الشام” على يد تشكيلات تتبع لـ”الجبهة الشامية “.
فيما تواردت أنباء عن أن زعيم تنظيم داعش الارهابي قد أصدر أوامره باحتلال ريف حلب الشمالي، فيما تستعد الفصائل المسلحة للمعركة المرتقبة، والتي تأتي بعد العمل الانتحاري الذي نفذه مقاتلو داعش في بلدة مارع والذي أودى بحياة العشرات من الفصائل المسلحة الأخرى .
درعا
وفي ريف درعا الشمالي الغربي، وجّه الجيش أمس العديد من الضربات الجوية والمدفعية لمسلّحي “جبهة النصرة” في تل المال وزمرين، الواقعة شرقي تل الحارة الاستراتيجي الذي يسيطر عليه مسلّحو التنظيم، ما أوقع العديد من القتلى والجرحى في صفوفهم. في وقت دارت فيه اشتباكات عنيفة في المنطقة الواقعة بين الكرك وأم ولد، شرقي درعا، إثر هجوم شنه الجيش من منطقة مطار الثعلة العسكري (غربي السويداء) باتجاه التلال الحاكمة الواقعة بين البلدتين. أما في السويداء، جنوباً، فأحبط الجيش هجوماً لمسلّحي “داعش” على قرى ظلفع وأبو حارات الواقعتين شرقي بلدة خلخلة، في ريف المحافظة الشمالي، وأدت المواجهة إلى مقتل وجرح العديد من مسلّحي التنظيم .
وعلى صعيد آخر أقدمت “جبهة النصرة” على الانسحاب من المنطقة المشتركة بين الحدود السورية الأردنية، للتخفيف من حدة الاحتقان بين الفصائل المسلحة المسيطرة على معبر نصيب، وسط تنازع هذه الفصائل على أحقيتها في استلام زمام الأمور في المعبر .
الحسكة
أما في الحسكة، فقد تمكن مقاتلو “وحدات الحماية” من استعادة بلدة تل رمان، في محيط تل تمر، غربي المحافظة، من مسلّحي داعش، في وقت دارت فيه اشتباكات عنيفة مع مسلّحي التنظيم في كل من الأغيبش وتل شاميرام الملاصقتين، قتل خلالها أكثر من ١١ مسلّحاً من داعش. كذلك انفجر مصنع للعبوات الناسفة في منطقة الشدادي التي يسيطر عليها تنظيم داعش الارهابي، ما أدى إلى مقتل ١٨ مسلّحاً، وإلى تضرر المنازل المجاورة .
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق