التحديث الاخير بتاريخ|السبت, ديسمبر 28, 2024

هل تدخل روسيا بثقلها في الأزمة اليمنية ؟ 

بعد بدء العدوان السعودي على اليمن انتشرت انباء مختلفة عن الموقف الروسي من العدوان فبعض الانباء تحدثت عن تحديد مهلة روسية للسعودية مدتها ٤٨ ساعة لإنهاء العدوان كما تحدثت انباء أخرى بأن موسكو تؤيد العدوان السعودي وقد تسبب التأخير في صدور الموقف الروسي وهذه الانباء المتضاربة بوجود شكوك كبيرة حول موقف موسكو .

 ويجب الاخذ بعين الاعتبار ان الروس يتريثون دوما في إبداء موقفهم في مثل هذه الحالات لسببين اولهما البيروقراطية الروسية المعقدة وثانيهما ان الروس لا يعلنون مواقفهم من الازمات الا بعد ان يدرسوا تماما تكلفة اتخاذ الموقف او الربح الناتج عنه كما حدث في اوكرانيا التي تعتبر حيويا جدا بالنسبة لروسيا .

المواقف الحذرة

خلال النصف الثاني من القرن العشرين كان اليمن الجنوبي يدور في الفلك الروسي وهناك ٥ آلاف مستشار روسي كانوا يتواجدون في اليمن كما تدرب ٥٠ الف عسكري في روسيا ومن بينهم الرئيس المستقيل والفار عبد ربه منصور هادي ، وفي نوفمبر ٢٠١٤ سلم انفصاليو الجنوب رسالة الى القنصلية الروسية في عدن مطالبين روسيا بدعم انفصال الجنوب لكن روسيا لم تدعم هذا الموقف وأعلنت حياديتها وطالبت بالحفاظ على وحدة الاراضي اليمنية . 

 ورغم هذا أرسلت روسيا إشارات الى طرفي النزاع في اليمن يفهم منها ان روسيا تدعم كلا الطرفين ، ففي فبراير ٢٠١٥ زار وفد من حركة انصارالله موسكو وطالب بالاعتراف بدور انصارالله في اليمن واعتبرت الزيارة في حينها بأنها دعم من موسكو لأنصار الله لكن بعد ذلك التقى السفير الروسي في اليمن الرئيس المستقيل هادي وفسرت هذه الزيارة حينها بأنها دعم من موسكو لهادي ورغم ذلك لم تنقل روسيا سفارتها الى عدن وبقيت السفارة في صنعاء التي تسيطر عليها حركة انصارالله .

 انتقدت روسيا الغارات السعودية على اليمن وسعت الى وقف الغارات عن طريق مجلس الامن لكن محاولاتها باءت بالفشل ورغم ذلك تباحث اعضاء مجلس الأمن الدولي حول مشروع القرار الروسي لكن السفيرة الاردنية في مجلس الأمن والتي تترأس بلادها المجلس الآن قد حملت انصارالله مسؤولية تدهور الاوضاع بسبب معارضتهم للقرار الاممي رقم ٢٢٠١ .

 الساحة الجديدة للمواجهة بين روسيا والغرب

 ينبغي في كل الاحوال الانتباه الى ان اليمن ليست في دائرة المصالح الروسية العليا كما ان الروس يعلمون بأن اي تدخل مباشر او غير مباشر في اليمن سيؤدي الى رد فعل غربي في اوكرانيا ما يهدد المصالح الروسية وهذا ما يفسر عدم اتخاذ موقف روسي واضح تجاه اليمن حتى الان .

ويبدو ان السياسة الروسية في اليمن تتلخص فيما يلي :

١-   التأكيد على حفظ السيادة ووحدة التراب اليمني

٢-المطالبة بإيقاف فوري للغارات الجوية

٣- استئناف الحوار من أجل حل الازمة

وقد حددت روسيا لنفسها القيام بخطوات حسب هذه السياسة وان هذه الخطوات هي :

١-   الاتصال بجميع الاطراف اليمنية المتحاربة لإيجاد حل سياسي للازمة

٢-   السعي لإرساء وقف إطلاق النار عبر مجلس الامن الدولي

 ورغم تقديم روسيا مشروع قرار لمجلس الامن لوقف إطلاق النار مازال اعضاء الحكومة المتنحية في اليمن يتهمون موسكو بدعم حركة انصار الله وبإرسال اسلحة لانصارالله عبر طائرات استخدمت لإجلاء مواطنين روس من اليمن، لكن الروس فندوا هذه الشائعات كما ان المطارات اليمنية قد قصفت ولا يمكن استخدامها من اجل إرسال اسلحة . 

 وفيما تستمر الحرب في اليمن يبدو ان هناك عاملين مؤثرين على السياسة الروسية حيال هذا البلد اولهما الموقع الجيوسياسي لليمن ووجود مضيق باب المندب الاستراتيجي وقد تتسبب هذه الاهمية بأن يرغب الروس في التدخل في اليمن ويضيفوه الى ساحات صراعهم مع الغرب، اما العامل الثاني فهو وجود صراعات بين الروس والغرب في اوكرانيا وسوريا ما قد يدفع الروس الى القيام بدور اكبر في اليمن وفتح جبهة جديدة في مواجهتهم مع اعدائهم .

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق