التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, نوفمبر 15, 2024

أبرز التطورات في مخيم اليرموك 

عاد مخيم اليرموك في الأول من نيسان الحالي إلى واجهة الأزمة السورية بعد سيطرة تنظيم داعش الإرهابي بالتعاون مع “جبهة النصرة” على أجزاء واسعة من المخيم، حسبما تؤكد مصادر فلسطينية وسورية .

الخطوة الداعشية التي ترافقت مع اتفاق العديد من الفصائل الفلسطينية(١٤ فصيل) على موقف موحد لمواجهة ودحر التنظيم الإرهابي من مخيم اليرموك جنوب دمشق والطلب من الحكومة السورية إعادة الأمن والاستقرار إلى المخيم، لم تمنع مئات المقاتلين التابعين لحركة فتح من المخيمات الفلسطينية في لبنان بالتوجّه إلى سوريا للدفاع عن اليرموك رغم تراجع منظمة التحرير عن اتفاق اليرموك الذي وقعته قبل أيام مع الفصائل الفلسطينية للدفاع عن الفلسطينيين هناك بالتعاون مع الدولة السورية، وهو ما أوعزته مصادر فلسطينية إلى ضغوط خارجية مارستها خصوصاً قطر والسعودية على قيادة المنظمة، حسبما أفادت صحيفة “الوطن” السورية .

وقد اعتبرت “فصائل تحالف القوى الفلسطينية”، في بيان أصدرته على لسان أمين سرها، خالد عبدالمجيد، أن تصريحات “منظمة التحرير” في هذا الشأن متناقضة؛ حيث قال “عبد المجيد”: “لقد فوجئنا ببيان المنظمة الصادر من رام الله، والذي تعلن فيه رفضها لأن تكون طرفًا في صراع مسلح على أرض المخيم؛ ما يشكِّل تراجعًا مستغربًا ومستنكرًا عما تم الاتفاق حوله “.

وتساءل “عبدالمجيد”: “عما إذا كان المطلوب ترك تنظيم داعش الإرهابي لاستباحة المخيم في ظل عمليات الذبح والتنكيل والمحاصرة للمدنيين”، مشيرًا إلى “استغاثة اللاجئين من أجل حمايتهم والدفاع عنهم “.

سير المعارك

تراجع منظمة التحرير عن الاتفاق أحدث انقساماً في حركة “فتح”، حيث دعا عضو اللجنة المركزية للحركة اللواء توفيق طيراوي “قوات الثورة بمخيمات لبنان إلى التوجه لدعم إخوتهم باليرموك وتحريره من داعش والنصرة”، كما أنه لم يغيّر شيئاً من الوضع الميداني على الأرض، حيث تواصل فصائل المقاومة والشباب الفلسطيني المتطوع من المخيمات اللبنانية بمؤازرة الجيش السوري معاركها ضد تنظيم داعش الإرهابي، حيث تم دحره من حي الزين الواقع بالجهة الشمالية الشرقية من الحجر الأسود والمجاور لبلدة يلدا .

سير المعارك في الأيام الثلاثة الماضية، كشفت عن تقدّم ملموس أحرزه مقاتلو “اللجان الشعبية” والدفاع الوطني وقوى تحالف الفصائل الفلسطينية ومن انضم إليهم من أكناف “بيت المقدس” التابعة لـ”حماس”، حيث تم الدخول إلى محاور قرب شارع لوبية وشارع الـ٣٠ .

وقد أعلن المكتب الإعلامي للجبهة الشعبية -القيادة العامة على صفحته في موقع “فيسبوك” عن وصول “مغاوير الاقتحام” في الجبهة من لبنان، وأن هؤلاء أصبحوا داخل المخيم وعاهدوا الله والشعب الفلسطيني على استرجاع اليرموك من تنظيم داعش الإرهابي .

في السياق ذاته ذكرت صفحات على “فيسبوك” وصول مئات المقاتلين التابعين لحركة فتح من المخيمات الفلسطينية في لبنان للدفاع عن اليرموك.

قلق أممي

الوضع الإنساني في المخيم الفلسطيني أثار قلق المنظمات الحقوقية بسبب الإرهاب الداعشي الذي يحتجز سكان المخيّم كرهائن ودروع بشرية. في هذا السياق أوضح نائب مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا، رمزي عز الدين، أن المنظمة ستعمل مع حكومة دمشق لضمان سلامة اللاجئين الفلسطينيين والسوريين في مخيم اليرموك .

وأكد عز الدين، السبت ١١ أبريل/نيسان، أنه على ثقة بأن الحكومة السورية ستتعاون من اجل تخفيف صعوبة الوضع الذي يواجهه نحو ١٨ ألف شخص في مخيم اليرموك في دمشق والذي يحاول “داعش” السيطرة عليه .

وأضاف “نريد من سكان المخيم أن يكونوا واثقين من أن مصلحتهم تمثل أولوية بالنسبة لنا .

وقال نائب المبعوث الأممي، إنه غادر اجتماعا مع نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد وهو يشعر “بالرضا التام والثقة في أنه سيكون هناك تعاون جيد للغاية “.

إلى ذلك وصل مدير وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بيير كرينبول أمس الأحد إلى العاصمة السورية دمشق لبحث سبل تقديم المساعدة إلى آلاف اللاجئين في مخيم اليرموك في جنوب العاصمة .

وأعرب كرينبول عن “بالغ قلقه” من أوضاع المدنيين داخل مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين بجنوب العاصمة السورية الذي يسيطر تنظيم داعش الإرهابي على أجزاء واسعة منه .

وقال مدير وكالة غوث للاجئين الفلسطينيين للصحفيين خلال زيارته مركز إيواء يقيم فيه أشخاص تمكنوا من الخروج من المخيم “اليوم نحن لا نزال نشعر ببالغ القلق على وضع اللاجئين والمدنيين داخل اليرموك “.

وأضاف بيار كرينبول “نحن مصممون على تقديم المساعدة للذين قرروا الخروج مؤقتا من المخيم وإيجاد مأوى في مكان آخر “.

وأكد المفوض أن الوكالة “تعمل على كيفية تمكين الراغبين من سكان المخيم من الخروج بأمان والحصول على المساعدة” مضيفا “هذه هي الأولوية العليا لدينا في الوقت الحالي لأننا نشعر بالقلق إزاء حفظ حياة الناس في الداخل “. 

وتفيد مصادر فلسطينية أن ٢٥٠٠ مدني من أصل ١٨ ألف مدني فلسطيني وسوري -بينهم ٣٥٠٠ طفل-  تمكنوا من الفرار من المخيم بعد دخول تنظيم داعش الإرهابي، بعضهم بتسهيلات من قوات الجيش السوري .

لا شك في أن سقوط مخيم اليرموك في أيادي الإرهاب الداعشي-الإسرائيلي الذي قرّر أن يحل مشكلة حق العودة عن طريق إبادة الشعب الفلسطيني في الشتات، يؤسس لتصفية قضية اللاجئين في دول الطوق خدمةً للكيان الإسرائيلي، وهذا ما ستسقطه الفصائل الفلسطينية .

 تحالف الفصائل الفلسطينية المقاومة على مختلف انتماءاتها لن تسمح ببقاء اليرموك في أيادي التنظيم الإرهابي لا بل ستحوّله إلى مقبرة للإرهابيين اذا ما قرّروا البقاء، وكما واجهت العدوان الإسرائيلي في غزّة بدعم من القيادة السورية، ستحارب اليوم العدوان الداعشي، كتفاً إلى كتف بجانب الجيش العربي السوري، وفي النهاية ستنتصر .

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق