التحديث الاخير بتاريخ|الثلاثاء, ديسمبر 24, 2024

رويترز؛ أبعاد العداء والنفاق الإعلامي 

 إن الأبعاد التاريخية والسياسية والثقافية والإعلامية توضح ان هناك جذوراً عميقة للحقد على الاسلام كدين وعقيدة، ومحاربته لابد ان تأخذ ابعاداً تتجاوز قدرات الشعوب المسلمة المغلوبة بالاحتلال سابقاً ويعتبر فساد بعض الانظمة في التاريخ المعاصر الذين حولوا شعوبهم الى لاجئين من مجتمعات عربية الى غربية من الاسباب الموجهة لهذه التصرفات .

وما تقوم به رويترز للانباء من دور خبيث حيث تعد في مطابخها لدى أمريكا ومن قلب للحقائق ما يؤكد ذلك وهي حلقة من حلقات الإساءة للمسلمين تمتد الى الحروب الصليبية حيث انتقل إرث هذا الحقد من اوروبا الى أمريكا، وغذته سيطرة المال اليهودي الصهيوني على مجريات الامور وعلى الآلة الإعلامية بالدرجة الاولى، وهذه تأتي من ان الغربيين ومنذ القرن التاسع عشر لهم نظرة تعكس نظرة اوروبا علي العالم العربي والشرق الاوسط على انها من مناطق الاحتلال الاستعماري واعتبرت شعوبها خاضعة مستعبَدة .

إن هذه المواقف التي تغذيها حالياً قنوات اللوبي الصهيوني المرتبطة بحكومات المنطقة وبإضافة تهمة الارهاب موازية لكل ما هو مسلم وعربي! وهناك تغلغل للصورة التقليدية المشوهة للعرب في جميع فروع الثقافة الشعبية وأخذت تنقلها للعالم عبر وسائل في منطقة الشرق الاوسط بعد ان سيطرت عليها بالمال العربي نفسه .

ان الحاضر السيء هو صورة اشترك البعض بتخاذله وارتباطه بالطابور الخامس في مجتمعاتنا وفي إلصاق تهم الارهاب للمسلم والعربي وقيام هؤلاء بتزوير الحقائق وإسقاط وزر حقدهم على الاسلام بنشر الطائفية وتغذيتها إعلامياً. وقد بدأت بالحملة المشينة بالإساءة للرسول محمد صلى الله عليه واله وسلم الذي عنده تهون كل الصور المشوهة للاسلام، وسكوت اكثر المؤسسات الاسلامية والعربية دون ان تحرك ساكناً تجاه هذه الاساءة والتي تمس قلب الامة. هذه الحرب الشرسة لابد من مواجهة شاملة وشرسة لها بنفس المقاييس .

ومن المواقف المفضوحة لها قامت رويترز بعرض صور تختص بالشأن اللبناني على انها صور احداث سوريا لكن الحقائق ظهرت سريعا ما اضطر “رويترز” الى تقديم اعتذار الى سوريا بسبب هذه الفضيحة التي لا تعد الاولى بالنسبة الى “رويترز” بعدما قامت من قبل بنشر صور مصطنعة عن دول اخرى مثلما فعلت في ايران في الفترة التي أعقبت الانتخابات الايرانية عام ٢٠٠٩ , وكان آخر ما قامت به العمل بجد لتضخيم احداث سوريا عبر نشر اخبار وصور كاذبة من الارشيف تعود في الاساس الى دول اخرى غير سوريا بعدما ادعت انها تعود الى تظاهرات مدينة درعا السورية او مواقع اخرى بعد فبركتها وفتح نوافذ الوكالة من خلال دعم قوى الارهاب المسلحة في سوريا. واليوم تقوم بنفس الادوار بعد الانتصارات الاخيرة للجيش العراقي والحشد الشعبي في تكريت في نقل واقع مغاير واتهام هذه القوات بالقتل والسلب والنهب مما حفز الشارع وصب غضبه على هذه الوكالة وسبب مغادرة مديرها نيد باركر بعد نشره تلك الاكاذيب وكشف اباطيله في بغداد. وكذلك سحب الاعتماد لرويترز في الجزائر بعد قيام الوكالة بنشر خبر كاذب عن انفجار قنبلة في محطة للحافلات في مدينة البويرة (١٢٠ كلم شرقي العاصمة الجزائرية) وأن هذا الانفجار خلف ٢٠ قتيلاً حسب الوكالة، لإشاعة الفوضى .

إن هذه الافعال غير السليمة تبقي رويترز خارج نطاق المهنية ووقحة حد النخاع وهي تقلب الحقائق الى درجة لا تكاد ان تصدق فيغلب عليها الكذب والنفاق فتكون في أعين الكثير من متابعيها عبارة عن ألعوبة بيد المال الخليجي والعقول المتحجرة في عواصمها، وعلينا ان نعرف ان تحريك الاهواء والاجندات في اروقة الوسائل يخضع لترتيبات ومخططات الحركات الارهابية ومتابعة نشاطهم لتحفيز المشاكل والقلاقل في المنطقة التي يرغبون في تلويث الاجواء السياسية الخاصة بكل دولها وحسب التفصيل الاسرائيلي المطلوب منهم تنفيذه .

 لذلك لاحظنا اليأس كبيراً جدا عند هذه الوكالة عندما لا تجد شيئا تشغل به الرأي العام فتعمد الى بث مقطع مفبرك لا طعم فيه ولا رائحة ولا حتى صورة وهي محاولة إلصاق تهمة القتل والانتقام بمن تريد وحسب الطلب .

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق