التحديث الاخير بتاريخ|الخميس, ديسمبر 26, 2024

كيف ستنهار السعودية داخلياً، وعلي أعتاب اليمن؟ (الجزء الأول) 

 تشن السعودية عدوانها العسكري على الشعب اليمني، والذي يسمى بعاصفة الحزم تحت ذريعة استعادة شرعية مفقودة من رئيس منتهية ولايته، قدّم استقالته في أصعب ظروفٍ مرّت بها البلاد، وها هو اليوم لاجئٌ في الرياض يستنجد بالغرباء ليقتل أهله. لكن الحماقة السعودية المتمثلة بالضربات الجوية لما يسمى بالتحالف العربي بقيادة السعودية، لم تمنع الجيش اليمني واللجان الشعبية من التقدم ميدانياً في مواجهة القاعدة وأتباع هادي. كما أن التدخل البري الذي تهدد به الأفعى السعودية، سيكون له نتائج كارثية على السعودية والأسرة الحاكمة. ولعل الجيش اليمني واللجان الشعبية ينتظرون هذه اللحظة بفارغ الصبر كي ينزلوا جام غضبهم على القوات المعتدية. فكيف ستنهار السعودية من خلال اعتدائها؟ وكيف سيكون لذلك أثر على الداخل السعودي؟

أولاً: شرق السعودية الرافض للعدوان على اليمن، مثالٌ للداخل السعودي المتردي :

شهدت بلدة العوامية بمحافظة القطيف شرق السعودية مؤخراً، مظاهرات وأحداث شغب احتجاجاً على الحملة العسكرية التي تقودها السعودية ضد اليمن، وقد أعقبتها اعتقالات في صفوف المواطنين السعوديين في المنطقة. وتداولت مواقع سعودية وصفحات على الفيسبوك صوراً وفيديوهات لاعتقالات وإطلاق نار كثيف وسط أنباء عن اعتقالات واسعة في صفوف المعارضين. وتأتي هذه الاعتقالات بعد احتجاجات غاضبة لأهالي المنطقة رفضاً للقصف الجوي السعودي على اليمن، ونشرت صوراً لشوارع تم إحراق الإطارات فيها، ما حدا بالسلطات السعودية لمحاصرة البلدة وإغلاق بعض شوارعها .

ثانياً: السعودية تقطف ما زرعته على الصعيد الداخلي :

إن من أهم تجليات الفشل السعودي، هو حقيقة أن الحرب السعودية يقودها أصغر وزير دفاع في العالم وهو الشاب الثلاثيني الطائش محمد بن سلمان والذي لا يملك أي خبرة عسكرية. ولعل هذه الحقيقة هي أحد مشاهد الفشل، لكن أموراً أخرى ستتبين في القادم من الأيام، سواءً في الداخل السعودي أو الخارج، لتؤكد حجم هذه الحماقة الخليجية، ولعلها هي المرة الأولى التي تأخذ فيها السعودية زمام المبادرة وتقود حرباً. ولعله يمكن تلخيص التداعيات الداخلية للعدوان السعودي الأمريكي على الشعب اليمني بالتالي :

تعيش السعودية اليوم حالةً من عدم الاستقرار الداخلي وخاصةً بعد استلام الملك سلمان الحكم وإطاحته برموز سلفه عبدالله. لذلك فإن العدوان السعودي سيثير أزمات عدّة في الداخل السعودي أبرزها في البيت الداخلي لآل سعود. فقد تبين في الآونة الاخيرة الخلاف بين المحمدين (محمد بن سلمان ومحمد بن نايف) حول قضية التدخل البري، الأمر الذي قد يؤدي لتحجيم الأخير وربما الإطاحة به، إذا نجح الأول في إقناع والده بذلك خاصةً أنه يرأس ٣ مناصب أساسية في الدولة: وزارة الدفاع ورئاسة الديوان الملكي ورئاسة مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، والذي يقوم بترتيب كل ما له صلة بالشؤون الاقتصادية والتنموية .

إن تداعيات هذا الوضع ستؤسس لبداية إشعال ثورة داخلية. فقد سمعنا عبر وسائل الإعلام أن الوليد بن طلال ينبه باكراً بأن هذه بداية نهاية حكم آل سعود. وكلامه ليس محبةً بالشعب اليمني بل يمثل عقلانيةً ما. فقد نصح السعودية بالرجوع عن غيهم في محاربة اليمن لأنها ستكون أول مطب أو أول مستنقع يغرق فيه آل سعود كما حصل مع صدام حسين، عندما أغروه بدخول الكويت ثم قضوا عليه. ولذلك طالب كبار العائلة الحاكمة، بوقف ما أسماهم “الصبية المتهورين” أمثال محمد بن سلمان ومحمد بن نايف من اللعب بمستقبل السعودية وسلامتها .وهو ما يؤكد الحالة الداخلية الهشة التي تعاني منها السعودية اليوم .

إن استمرار العدوان سيؤدي الى انكشاف الخلافات والانقسامات الحادة بين افراد العائلة الحاكمة حول تداعيات العدوان على مصير العائلة. خاصةً أن ولي العهد مقرن بن عبد العزيز أعرب عن مخالفته للعملية العسكرية، لينضم الى المعارضين بشكل خفي، نجل الملك الراحل ووزير الحرس الوطني متعب بن عبدالله، كما أن خالد بن طلال هو الآخر انضم الى قطار المعارضين للعدوان السعودي .

إن العوامل الثلاثة المذكورة تؤسس لحالة من الخطر الوجودي لبنية آل سعود الهشة. فالكثير من التجارب المماثلة عبر التاريخ انتهت بانهيار الحكم، وقيام أطراف داخلية، أو حتى خارجية، بالدخول وبالوكالة عبر أطراف تسعى لفرض نفسها، من أجل إيصال الأشخاص المرغوب بهم لسدة الحكم. قد لا يكون الوضع في السعودية مماثلاً بسبب التركيبة الخاصة المعقدة لآل سعود. لكن قيام ثورةٍ داخلية شعبية هو أمرٌ مرجحٌ بسبب الوضع الاجتماعي الهش الموجود داخل البلاد. كما أن قيام رجالات الدولة الذين لا يستطيعون فرض نفسهم اليوم، باستغلال الوضع القائم، في زيادة الخلافات وتغذيتها، هو أمرٌ مرجحٌ أيضاً. لذلك فمستقبل السعودية قد لا يكون واضحاً، لكن المؤكد أن آل سعود سينتهون قريباً .

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق