التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, سبتمبر 22, 2024

كيف أثبتت السعودية أنها وجهٌ للصهيونية من خلال الجرائم الإنسانية؟ 

في الماضي كان يعرف الكثيرون حقيقة الخلفية العقائدية للسعودية. وكان يدرك الكثيرون أن هذه الدولة ليست سوى وجه آخر للصهيونية، تقوم بالدور الذي لا يستطيع الكيان الإسرائيلي القيام به. وكان من الصعب إثبات ذلك، لأن الوجه الإسلامي للسعودية، كان يحميها من الإتهام، وهي الدولة التي نافقت باسم الإسلام لسنين طويلة. لكن الجرائم البشعة التي يقوم بها آل سعود من خلال عدوانهم على اليمن، جعل وجههم الحقيقي البشع، يظهر للعالم، ولكن بصورة المجرم الذي يجب أن يحاكم. فما هي التقارير التي تثبت مخالفة السعودية للأعراف والقوانين الدولية والإنسانية؟ وماذا يعني ذلك؟

أولاً: مخالفة السعودية للقوانين الدولية وبالأرقام :

إن رصد العدوان السعودي على الشعب اليمني الأعزل، يشير الى حجم الجرائم الإنسانية التي تقوم بها السعودية، والتي تذكر العالم بالجرائم الصهيونية. وهذه الإحصاءات التي سنعرضها والتي تبين وبالأرقام المسجلة وحتى الرابع من نيسان ٢٠١٥، بعض الأمثلة المتنوعة لحجم المخالفات، والتي يمكن اعتبارها إخباراً للمحكمة الدولية .

–         مجزرة بني حوات جوار مطار صنعاء والتي أدت الى تدمير ١٤ منزلاً على ساكنيها، واستشهد ٢٤ مواطناً يميناً وجرح ٤٣ آخرون معظمهم من النساء والاطفال، إضافة الى مجزرتي كتاف والبقع في صعدة حيث استشهد فيهما ٣٠ مدنياً وأصيب ٤١ معظمهم أيضاً نساء وأطفال. وقد نشرت وسائل الإعلام الصور البشعة للجرائم هذه .

–         استهداف الطيران السعودي وخلال الأيام الأولى للعدوان، لمخيم النازحين السلميين في منطقة المزرق بمحافظة حجة(غرب اليمن) ما أدّى إلى استشهاد أكثر من ثلاثين مدنياً وجرح أكثر من ٤٠ معظمهم نساء وأطفال، في جريمة إعتبرها خبراء القانون جريمة حرب ضدّ الإنسانية وطالبوا بمقاضاة مرتكبيها في المحاكم الدولية .

–         استهداف ناقلات غاز ومحطات وقود في مديرية يريم بمحافظة إب (جنوب اليمن)، وكانت الحصيلة إستشهاد أكثر من أربعة عشر مدنياً وجرح العشرات .

–         ارتكاب الطيران الجوي السعودي أيضاً مجزرة كبيرة باستهدافه مصنع يماني للألبان والأغذية في الحديدة (غرب اليمن)، حيث استشهد ٣٨ مواطناً وجرح العشرات وفي نفس اليوم استشهد أربعة آخرون بينهم أطفال ونساء في قصف صاروخي سعودي على أبناء مديرية رازح الحدودية في محافظة صعدة (شمال اليمن). وفي المديرية ذاتها، استشهد ثمانية أفراد من أسرة واحدة وجرح سبعة إثر إنقلاب سيارتهم بسبب القصف المدفعي لحرس الحدود السعودي .

–         دمّر العدوان السعودي المنشآت الاقتصادية والخدماتية حيث قصف المطارات المدنية فى صنعاء والحديدة وعدن وتعز وصعدة، والموانئ في المخاء وعدن وميدى، اضافة الى قصفه محطة كهرباء ومحطة غاز في صعدة وجمرك حرض، ومستشفى ٤٨ .

–         طاول العدوان تدمير مصنع إسمنت الوطنية في لحج ومصنع الألبان والزيوت في الحديده ومصنع الكوكا كولا في عدن ومخازن الأغذية التابعة للمؤسسة الاقتصادية في صنعاء، ومحطة وقود في يريم وأخرى فى رازح وقافلتين نفط، كما قصف طريق صنعاء صعده وطريق صعده المزرق .

–         قام العدوان السعودي بحظر جوي تسبّب في منع وصول المساعدات الى أكثر من ٥٠٠٠ مواطن يمني معظمهم في حالات مرضية، ومنع وصول مساعدات الإغاثة والهلال الأحمر من الوصول الى اليمن .

–         ساهم العدوان السعودي في نزوح آلاف الأسر، وإغلاق المدارس وحرمان أكثر من ٦ مليون طالب وطالبة من حقهم في التعليم، وبثّ الرعب والهلع عند الأطفال والنساء، وفرض حصار على الموانئ ومنع وصول الحاجات الأساسية للعيش، وهذه جريمة إبادة جماعية بحق شعب بأكمله.

ثانياً: من يستغرب العدوان السعودي، عليه أن يعرف :

إن السعودية بعدوانها هذا أكدت العديد من الأمور والتي يجب بموجبها التحرك لمعاقبتها كمجرمة حرب. ولذلك يجب الإشارة الى التالي :

–         نزعت السعودية وجهها الحقيقي، والذي طالما ادعت أنه إسلامي. وأثبتت أنها صهيونية الفكر والهدف والسياسة. ولا حاجة للحديث حول هذا الموضوع. فالأفعال المجرمة للسعودية والتي لا يرضاها الدين الإسلامي أصلاً، ولا حتى شرعة حقوق الإنسان، كافية لإثبات ذلك .

–         قدمت السعودية نفسها بديلاً عن الكيان الإسرائيلي، في جرائمه بحق المدنيين. بل يمكن القول أن الفعلة السعودية هذه والتي رحب به الكيان الإسرائيلي، تدل على قدرة السعودية القيام بالدور الذي لا يستطيع القيام به الكيان،  لحيثيته الجغرافية، من ناحية أن قيامه بأي عملٍ، قد يؤدي الى ردات فعل عسكرية معينة. وبالتالي أثبتت السعودية أنها تستطيع الحلول مكان الكيان الإسرائيلي، كورقة ضغطٍ، خدمةً للسياسة الأمريكية .

–         أثبت دول الخليج الفارسي، وبعض الدول الأخرى المؤيدة للعدوان السعودي الأمريكي، أنهم لا يحترمون حقوق الإنسان وليسوا دولاً ديمقراطية. بل إنهم جميعاً كسيدتهم أمريكا وحليفهم الكيان الإسرائيلي، يعملون في نفس الإطار ولنفس الهدف الوجودي، أي خدمة الصهيونية العالمية .

–         أكد المجتمع الدولي نفاقه في التعاطي مع ما يسمى بحقوق الإنسان. وإلا فلماذا لا تخرج الإدانات للجرائم هذه. فقد أكدت منظمة “هيومن رايتس ووتش” أنها “تمتلك أدلة حول استخدام السعودية أسلحة محرمة دوليا في عدوانها ضد اليمن”. وقالت المنظمة في تقرير لها “إن السعودية والدول المتحالفة معها استخدمت قنابل عنقودية في غاراتها الجوية لقصف اليمن “مشيرة إلى أن الطائرات السعوديةَ قصفت مناطق سكنية في أحياء العاصمة صنعاء .

–         إن المحكمة الجنائية الدولية متهمة بالتقصير في حال لم تقدم على محاسبة المسؤولين السعوديين عن هذه الجرائم، والتي تنضوي تحت “جرائم الحرب” التي هي خروقات خطيرة لاتفاقيات جنيف الموقعة عام ١٩٤٩ وانتهاكات خطيرة أخرى لقوانين الحرب، متى ارتكبت على نطاق واسع في إطار نزاع مسلح دولي أو داخلي. وتشير المادة ١٤٧ من اتفاقية جنيف الرابعة إلى أن المخالفات الجسيمة التي تشير اليها المادة ١٤٦ هي التي تتضمن أحد الأفعال التالية إذا اقترفت ضد أشخاص محميين أو ممتلكات محمية بالاتفاقية: القتل العمد، والتعذيب أو المعاملة اللاإنسانية، وتعمّد إحداث آلام شديدة أو إضرار خطير بالسلامة البدنية أو بالصحة .

لا يوجد عاقلٌ يراهن على قيام المحكمة الدولية أو المجتمع الدولي، بمحاكمة السعودية. فهذه المؤسسات تقع تحت سلطة الصهيونية العالمية. لكن السؤال الأهم والأخطر، والذي يحتاج لإجابةٍ من السعودية ذاتها هو: هل هي صدفة أن تكون أفعال السعودية المجرمة مشابهةً لأفعال الكيان الإسرائيلي، من حيث الهدف والسياسة، وبعيدةً عن المحاكمة والحساب؟

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق