التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, ديسمبر 22, 2024

دي ميستورا يطلق صافرة التسابق نحو دمشق 

وكالات ـ سياسة ـ الرأي ـ

تأكيد المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، ستيفان دي مستورا، ضرورة أن يصغي العالم إلى الرأي الروسي في الأزمة السورية يعكس أن المتحولات الدولية بدأت بأخذ شكل جديد من التبلور فيما يخص الملف السوري الذي يشغل السياسة العالمية منذ ما يزيد عن الأربع سنوات، وذلك بكون دي ميستورا الذي لا يمثل نفسه في هذا التصريح وحسب، لكنه يحاول أن يعطي إشارة الانطلاق في التسابق نحو العودة في العلاقة مع دمشق للوصول إلى حل نهائي للأزمة السورية بما يرضي أطراف الصراع الدولي، ولكن من البوابة الروسية.

فالروس وفق تصريح دي مستورا هم الأكثر قدرة على معرفة الطريقة التي يفكر فيها السوريون، وهذا الفهم يفضي إلى أن موسكو تحظى بثقة كبيرة من قبل دمشق، وعلى ذلك يمكن للعالم أن يبني حلاً للأزمة السورية وفق نقاش قد يفضي إلى توافق يحل جوانب الصراع في سوريا دفعة واحدة من خلال مبادرة أممية الشكل روسية المضمون تطرح في وقت لاحق ليصار إلى تصفية الإرهاب في سوريا والعمل على إنهاء الصراعات في الشرق الأوسط عموماً بما يمنح العالم مرحلة من الأمن والاستقرار، وهو رأي قد توافق عليه الحكومة الأميركية بكونها بحاجة لهامش من الوقت لإعادة هيكلة مشروعها في سوريا خصوصاً، والمنطقة عموماً بعد ثبات فشل التجربة التكفيرية في سوريا والعراق، وذلك باعتبار أن الحكومة السورية قدرت على الصمود في وقت كان من المقدر وفق الدراسات الاستخبارية الأميركية أن دمشق لن تصمد أكثر من ستة أشهر إن لم يكن أقل، لكن عقائدية الجيش السوري أربكت حسابات أميركا التي اعتمدت الميليشيات المسلحة ذات الطابع التكفيرية أداة لها في الداخل السوري لرسم جغرافية جديدة للمنطقة تضمن لـ “إسرائيل” بقائها.
شكل المبادرة الجديدة التي يمكن طرحها من قبل الروس على الحكومات المعادية لسوريا يجب أن تضمن مصالح هذه الدول في الملف السوري، ومن أهم هذه المصالح هو خروج عناصر المخابرات الأجنبية المحاصرين في مناطق من سوريا كحلب الشرقية سالمين، كما ان وصول بعض من أفراد المعارضات الخارجية إلى مناصب قيادية في سوريا أمر مطلوب على المستويين الأميركي والإسرائيلي في آن معاً، وذلك ليكون هؤلاء خناجر في الظهر يستخدمون في العمل ضد الدولة السورية في مرحلة لاحقة، لكن المطلب الأساسي أميركياً هو ضمان الخروج بأقل الخسائر الممكنة لحفظ ماء الوجه، ولا ضير من تحقيق بعض المكاسب التي تضمن لواشنطن القدرة على تصوير نفسها منتصرة، ولا يعتبر الروس أو السوريون الأمر كبيراً، فمنح أميركا هذا الهامش أمر لا يضر مسار الحل في حال كانت واشنطن جادة في حلحلة الأزمة السورية، لكن هل تقبل دمشق بخرق سيادتها..؟.
الجواب القطعي بالنفي، يؤكد أن دي ميستورا إذ يفتح الباب أمام الدول نحو الاستفادة من الوقت والإصغاء للحكومة الروسية في خطوة نحو استعادة العلاقة مع الدولة السوري يأتي لضمان قبول دمشق بالتعاون الأمني مع هذه الدول في ملفات خطيرة من أهمها ملف عودة الجهاديين إلى دول المنشأ، فالأعداد الضخمة للجهاديين المنظمين إلى داعش وغيره من التنظيمات التكفيرية، والمعلن عنها من قبل دول أوروبا الغربية باتت تربك حسابات الأوروبيين في التعامل مع الأزمة السورية، والحل بات ضرورة لإنهاء المخاوف من عودة هؤلاء إلى دولهم.
وبذلك يكون أمام هذه الدول الفرصة لتحقيق أهم الملفات وأكثرها خطورة في حسابات البقاء في الخارطة السياسية لدول غرب أوروبا، ويمكن القول إن دي ميستوار أطلق صافرة البداية والتسابق نحو استعادة العلاقة مع دمشق.انتهى

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق