التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, نوفمبر 10, 2024

نتائج العمليات الجوية السعودية ضد اليمن ودراسة إمكانية العمليات البرية (الجزء الرابع) 

آفاق العمليات العسكرية السعودية ضد اليمن

تشير الأدلة إلي أن العمل العسكري ضد اليمن لا يمكن النظر إليه باعتباره “الحل”. وبالتالي سيضطر السعوديون أخيراً لاختيار واحد من اثنين: إنهاء الحرب دون تحقيق نتيجة خاصة وإعلان وقف إطلاق النار من جانب واحد ، أو تفعيل وسطاء لإيجاد “حل سياسي” والوصول إلي حدود أدني في مواجهة ثورة الشعب اليمني .

ويشير أحد التقارير أن العاهل السعودي في اليوم السادس من الضربات الجوية ضد اليمن قد طرح في اجتماع لمجلس الوزراء في هذا البلد شروطاً لإنهاء العدوان علي اليمن، بما فيها “عودة الحكومة السابقة للحكم علي كل اليمن، إعادة الأسلحة إلى الحكومة، عدم تهديد الحكومة من قبل المجموعات وإحياء محادثات المجموعات والأحزاب مع الحكومة تحت رعاية مجلس التعاون لدول الخليج الفارسي”. على الرغم من أن هذه التصريحات تعتبر للوهلة الاولى، الجهود السعودية لإعادة اليمن إلي أوضاع ما قبل وقوع الثورة الثانية في اليمن، ومع ذلك فإن مسألة “ضرورة الحوار” والدعوة إلي تشكيل “حكومة شاملة” في هذا الوقت وبعد دخول العمليات العسكرية الجوية أسبوعها الثالث، تشير إلي اهتمام السعودية بضرورة تغيير المسار من الجانب العسكري- الأمني إلي الجانب السياسي .

الجيش السعودي لم يكن “ذكياً” في هذه الهجمات، حيث استهدف جزء من العمليات العسكرية الجوية السعودية الأماكن السياسة العامة مثل منازل بعض الشخصيات والقصور والمراكز الإدارية والطبية، وهذا لا يعد ضربة لقدرة الشعب علي المقاومة. استمرار الهجمات علي الصعدة والحديدة وإب، يعتبر من الناحية العسكرية خطأ استراتيجياً، لأن هذه المحافظات وخاصة مراكزها هي تحت سيطرة أنصار الله بشكل كامل واستهدافها لا يمكن أن يغير الأوضاع .

وبالإضافة إلى ذلك فإن الجيش السعودي ومن خلال استهداف بعض المراكز الطبية، مصانع الأغذية ومخيم “المزرق” للاجئين الأفارقة في شمال اليمن والذي أدي إلى وفاة ٤٥ منهم على الأقل، قد ألحق ضغوطاً شديدة على النظام العسكري والسياسي للسعودية، وهذا يدل بحد ذاته علي عدم ذكاء ووعي القيادة العسكرية .

والنقطة الأخرى هي أن تقدم أنصار الله والجيش اليمني في أربع محافظات جنوبية – عدن، لحج، ابين وضالع- والسيطرة عليها تحت القصف السعودي علي شمال وغرب البلاد، يشير بوضوح إلى أن الغارات الجوية ليس فقط لم تنجح في الحد من حكم أنصار الله، بل أدت أيضاً إلي تقدمهم بسرعة أكثر .

اليمن من بين البلدان التي شهدت التغيرات السريعة في عام ٢٠١٢، يعد الأوفي بالصحوة الإسلامية. وعلى الرغم من أن الثورة اليمنية في عام ٢٠١١ قد شهدت تغييرات جوهرية مثل الثورات في مصر وليبيا وتونس ، ولكن الشعب اليمني قد أنقذ نفسه من خلال النهوض مرة أخرى. إعادة إنتاج الثورة والصحوة الإسلامية في اليمن يمكن أن تكون درساً لشعوب مصر وتونس وليبيا لتشجيعهم علي النهوض والتحرك من جديد. وهذا الأمر بالتأكيد سيجلب القلق الشديد لأمريكا والسعودية .

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق