التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, ديسمبر 22, 2024

زهران علوش..Made In KSA 

زينة اليوسف /

يختلف “ثوار” الغفلة السورية حول كل شيء يتعلق بـ “بثورتهم” لكنهم يتفقون على أن زهران علوش هو الرجل الوحيد الذي استفاد من “الثورة” بشكل مطلق، ولم يتضرر مما حصل للسوريين بتاتاً. لا بل يتفق كل “ثوار” الغفلة على أن زهران علوش خدع “الثوار” السلميين، وسرق “ثورتهم” قبل أن يعتقلهم ويقتلهم ويسحلهم، ويسجن من له شفاعة عائلية أو عشائرية في الغوطة عنده.

إنه أمير لإمارة وهابية سلحها بندر بن سلطان مباشرة، وراهن عليها السفير “الأسود” السيرة والسلوك، على اعتبار أن الخمسين ألف مسلح الذين يضمهم جيش علوش الوهابي العقيدة، سوف يفتح دمشق ويسلم لبندر مفتاحها في احتفال منتظر.

لكن حلم الأمير بندر بنصر الأمير علوش تحول إلى كابوس، فلا آلاف علوش المسلحة، ولا أموال بندر، فتحت دمشق، لا بل إن الغوطة تخرج رويداً رويداً من قبضة الديكتاتور الوحيد في التاريخ الحديث الذي صنع طغيانه باسم أهل السنة في دمشق، وهو الوحيد الذي قتلهم وقاتلهم بصواريخ “أم المذهب الوهابي” في السعودية.

فمن هو أمير الغوطة الذي سرق الثورة، وقصف أهل السنة وقتلهم؟؟

 

ولد محمد زهران عبد الله علوش في مدينة دوما عام ١٩٦٠ من عائلة معروفة باتباعها المنهج الوهابي المتشدد، وخاصة والده عبد الله علوش، الذي كان أحد أهم قيادات التيار الوهابي في الإخوان المسلمين في سورية.

درس زهران في كلية الشريعة في جامعة دمشق وتخرج منها بدرجة بكالوريوس بالشريعة الإسلامية، ثم سافر إلى السعودية حيث درس هناك على يد كبار شيوخ الوهابية في السعودية، مثل عبد العزيز بن باز (الذي كان مفتي السعودية آنذاك) وعبد الله بن عبد العزيز العقيل (الذي كان رئيس الهيئة الدائمة بمجلس القضاء الأعلى في السعودية).

 

ومن ثم عاد إلى سورية ليعمل في مجال المقاولات, حيث افتتح شركة للخدمات المساندة للإعمار بتمويل من شريك سعودي. وفي الوقت عينه مارس الرجل سراً عملاً أمنياً وتنظيمياً لصالح الإخوان والاستخبارات السعودية.

حيث قام بحشد من تمكن من التأثير عليهم من شباب دوما أولاً، ثم الغوطة لاحقاً، تحت إطار الدعوة إلى الوهابية دينياً. لكنه في الواقع كان يسعى لتكوين خلايا إرهابية مصغرة, مما جعل السلطات الأمنية السورية تتابعه عن كثب منذ عام ١٩٨٧ لينتهي الأمر بتوقيفه عام ٢٠٠٩ بعد ثبوت إدانته في التخطيط لتنفيذ أعمال إرهابية, وتم سجنه في سجن صيدنايا العسكري الأول حتى حزيران ٢٠١١ حيث شمله العفو الرئاسي الذي صدر آنذاك فخرج من سجنه.

 

الأمر الذي يثير حيرة كثيرين هو التالي:

تعرف السلطات السورية أن زهران علوش قيادي من الجهاز الأمني للإخوان، الذي مولته وأنشأته ونظمته المخابرات السعودية. وهو اعترف بذلك، فلماذا أطلقت سراحه وهي تعرف أنه قيادي مدرب على التحشيد والتنظيم، ومدرب عسكرياً، ويملك خبرة قتالية كسبها في السعودية وبرعاية سعودية؟!

 

 

على ذلك يجيب الزميل خضر عواركة فيقول:

مارست السلطات السورية عملية ضبط نفس رهيبة في قسوتها (على الدولة وعلى الأجهزة) وذلك حصل بأمر الرئيس، مراعاة منه لمبدأ عدم تلويث يدي أجهزة الأمن بالدماء. هذا الأمر تمثل في عدم الرد بعنف على عمليات عنف قام بها قناصة من بين الفئات التي كانت تنظم التظاهر ضد الأمنيين. كما أن السلطات أعطت أمراً بإخلاء كل منطقة يمكن أن تقع فيها مواجهات دموية مع المواطنين، إلا الساحات العامة في وسط المدن، لأن سيطرة المتظاهرين عليها تعني سقوط الدولة.

 

وفي الفترة نفسها بدأ الرئيس الأسد في استقبال وجهاء مناطق جرت فيها تظاهرات، بغرض محاورة الذين ينظمون التظاهرات والذين يساندونهم. وكان هدف الرئيس فتح بابه لكل صاحب مظلمة، وحقق هذا الأمر هدوءاً وتوافقاً في العديد من المناطق قبل أن ينقض الحوار مسلحون تحولوا إلى العمل المسلح, لمنع الحوار بين الدولة وبين متظاهرين لهم فعلاً حقوق مهدورة ومطالب محقة.

في تلك المرحلة, أي في الأشهر الخمسة الأولى من الحراك العنفي في سورية، جاء الآلاف من الوجهاء من مناطق عدة لمقابلة الرئيس الذي استمع إلى صغيرهم وكبيرهم, وحقق مطالب آلاف منهم، ومن بين المطالب التي حققها لوجهاء دوما “إصدار عفو يشمل من شاركوا في عمليات مسلحة, على أن يضمنهم وجهاء المناطق, وأن لا يعودوا إلى أعمال العنف” من بين هؤلاء خرجت خلية إرهابية كانت قد قتلت دركياً سورياً أثناء هجمة لتلك الخلية على قناة الفضائية السورية قبل سنوات. وتلك الخلية من عربين، في حين خرج أغلب المسجونين من الإسلاميين بعفو مماثل لأسباب مماثلة، أي سعياً لإرضاء المتظاهرين في مناطق مضطربة، سقط فيها قتلى من المتظاهرين ومن الأمنيين، دون أن يعرف أحد واقعاً من قتل من، ولماذا؟ لأن السلطات السورية كانت ترسل الأمنيين مع أوامر باستعمال وسائل عديدة لمواجهة المتظاهرين ليس بينها السلاح الناري.

هذا لا يعني أنه ليس هناك مدنيين قتلهم الأمنيون، وهذا لا يعني أن كل الأمنيين قتلوا بالحجارة، بل أن أغلب الأمنيين قتلوا برصاص وأسلحة رشاشة كانت بحوذة خلايا زعمت أنها تحمي التظاهرات.

 

لكن أوامر السلطة، خاصة أوامر الرئيس كانت عدم إيقاع خسائر في الأرواح، وعدم استعمال السلاح الناري القاتل ضد المتظاهرين (استعملت أسلحة مطاطية لفترة).

 

هكذا خرج زهران علوش في ذلك العفو، لا لشخصه، ولا إكراماً له, ولا ثقة به. بل لتهدئة آلاف تظاهروا في دوما لعدة أسابيع، وسعياً للسيطرة على الفوضى التي خلقوها، فتنازلت لهم الدولة، ومن بين التنازلات إصدار عفو عن أبناء تلك المدينة من المسجونين لأسباب عدة ومختلفة.

 

 

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق