نائب نقيب الصحفيين العرب الأميركيين: إيران قوة لا يستهان بها فرضت نفسها على المجتمع الدولي
وكالات ـ سياسة ـ الرأي ـ
رأى نائب نقيب الصحفيين العرب الأميركيين وعضو اللجنة العربية للدفاع عن سورية الدكتور سليمان الصدي، أن لقاء موسكو دوره تجميلي وليس جراحياً والقرار ليس بيد المعارضة السورية المجتمعة في موسكو، والامم المتحدة ورقة يستعملها الأقوياء لفرض مصالح على الدول الفقيرة بشكل قانوني”.
وعن رؤيته للوضع بشكل عام في الوطن العربي وخاصة فيما يخص الأزمة السورية قال الصدي،”قد أثار اهتمامي وأنا أفكر بما سمي بالربيع العربي أن هذا الربيع شكل أزمة في البلد الذي حل به. ففي تونس شكل أزمة للتونسيين وكذلك في مصر واليمن. أما الأزمة السورية فقد استطالت وامتدت حتى غدت أزمة عالمية بالمعنى الحرفي للكلمة وهو الامر الذي أكده كوفي أنان في بداية تنفيذه مهامه بوصفه مبعوثا خاصا للجامعة العربية وهيئة الأمم المتحدة إلى سورية. فقد قال أنان “ان الازمة السورية لا تخص سورية وحدها بل المنطقة وحتى العالم”.
وأضاف الصدي إن أنان يختصر بهذا الكلام الاشكالات التي تعلقت بالأزمة السورية على المستويين الاقليمي والدولي. فالأزمة السورية تخص الاقليم لأن أمنها واستقرارها ينعكسان على الأمن والاستقرار في المنطقة يضاف الى ذلك الانقسام الدولي حولها والذي ابرز بوضوح عمق التناقضات بين مختلف القوى الدولية”.
وتابع: “هي أزمة معقدة وسبب تعقيدها أطراف كثيرة تدخل في الأزمة السورية ولو كانت الأزمة بين دولتين كانت انحلت ولكن أزمتنا لن تحل بالسهولة التي يعتقدها المحللون السياسيون .هذه الحرب غير اخلاقية خلقت فوضى مابين طبقات الشعب السوري التي اعتادت على الأمن والتآخي . وأدوات هذه الأزمة التي حاولت بشكل أو بآخر تفكيك المجتمع السوري الذي زاد الأزمة تأزماً مما يساعد في إطالة الأزمة ويحتاج إلى تثقيف الشعب وأن يصلح الجميع إلى أن مصلحة الوطن أولاً”.
وعن دور المغتربين والمثقفين في الخارج أجاب: نحن في المغترب حاولنا تنظيم العديد من المظاهرات والمسيرات أمام سفارات الدول التي تدعم هذا الارهاب وقد لمست الانتماء والحنين من قبل المغتربين للوطن سورية الذي يضاهي لانتماء أي شخص داخل البلد .
وعن دور الاعلام الغربي صرح بأن الشعب الامريكي مثلا لا علاقة له بالسياسة وبعد ظهور داعش والنصرة في المنطقة العربية بدء بعض النواب الامريكيين يلفتون النظر ويحاولوا ربط ما حدث لاحقا في الشرق الأوسط و بين ما حدث في برجي التجارة العالمية في نيويورك يد الارهاب واحدة مهما اختلفت الجغرافية الموضوع انساني أكثر ما هو سياسي .
وعن الاعلام السوري قال إنه كان له دور متواضع ولكن عمل على تغير بعض مواقف السوريين لاحقا في المغترب وهذا مهم جداً ونحن بالنهاية لا نعتمد على ثناء الامريكي ولا على الاعلام الغربي فالقضية قضية أرض .
وعن الهدف السعودي في اليمن أجاب: هو دور تخريبي بامتياز في سبيل تمزيق دولة واختراق سيادتها. وفي محاولة لابقاء السيطرة السعودية على اليمن جغرافيا واقتصاديا . وماحدث في اليمن يشكل خطرا على جغرافيا السعودية .
وأضاف إن موقف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي “مشين عندما يقرر الدخول في حرب ضد اليمن. أنا لدي ثقة كاملة بأن القرار ليس بيد الحاكم السعودي، فاسرائيل تحيط اليمن بنظراتها لأنه كما تذكر المصادر من البلدان العربية التي تحتوي على عشرات الآلاف من اليهود وقد هاجر قسم من اليهود اليمنيين إلى فلسطين لكنه ظل محط أنظار اسرائيل لمكانته الدينية إذ يزعم اليهود أن اليمن موطن الأسباط العشرة والمكان الذي يضم مدينتي سبأ وعدن المذكورتين في التوراة ولا ننسى موقع اليمن الجغرافي المميز فهو المتحكم بالمنفذ الجنوبي للبحر الأحمر. ويبدو أن كل ما حدث ويحدث أن هذا البلد ضحية طمع صهيوني ومؤامرة لاحتلاله مستقبلاً. اسرائيل لها مصالحها وأمريكا لها مصالحها ونحن نذهب إلى حيث تأخذنا مصالحنا
وعن رأيه بشكل مباشر في ماحصل في موسكو 2، صرح بأنه “عبارة عن توافق بين أطراف لا تقدم اي حل للازمة في سورية ولا تستطيع ان تساهم في حلها لأنها لا تملك الارض ولا علاقة لها مباشرة مع أطراف النزاع. لذا دورها هو تجميلي وليس جراحيا والقرار ليس بيد المعارضة السورية المجتمعة في موسكو وكثير منهم لا يقرأون ولا يكتبون هذا حال معارضة ليس لها قاعدة شعبية”.
واضاف: لقد عبر وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف عن استياء بلاده من استخدام الغرب لمجلس الامن منصة لتمرير المصالح الغربية وفي موقفه هذا تلخيص لجوهر المواجهة الدولية. وها هي روسيا تخوض مواجهة غير مسبوقة مع الولايات المتحدة ودول الغرب والحلفاء من الدول العربية وتظهر هذه القوى ان العنوان الرئيس لمواجهتها هو كيفية حل الازمة السورية. لكن جوهر المواجهة الحقيقي انما يكمن في تناقض مبدئي بين الرؤى الامريكية والروسية للوضع الدولي.
وعن الاتفاق النووي الايراني مع مجموعة الدول الست، قال الصدي “ان هذا الاتفاق وقد جاء في وقت يساعد على تخفيف الضغط على سورية وإيران قوة لا يستهان بها ولها حضورها الدولي وقد فرضت نفسها على المجتمع الدولي بينما الدول العربية في الخليج التهت في بناء القصور وشراء العقارات على الشواطئ الاميركية هم يحاولون بناء حضارة وثقافة.
وعند سؤاله عن منظمات حقوق الانسان والأمم المتحدة في كل هذا الارهاب الذي يحدث في المنطقة العربية وخاصة فيما يخص المجازر والتفحيرات والسيارات المفخخة، قال الصدي: “إنه أمر مضحك ارجعي الى التاريخ تجدي ان الامم المتحدة لم تستطع الالتزام بقرار واحد ضد الدولة المحتلة إسرائيل الى هذا اليوم ولن تستطع لانها محكومة بفئة معينة هي التي تحدد المسارات في النهاية. الارض وصمود الجيش البطل والانتماء الحقيقي وحب الوطن هو من سيقتلع جذور الاٍرهاب الامم المتحدة ورقة يستعملها الأقوياء لفرض مصالح على الدول الفقيرة بشكل قانوني. انتهى