التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, نوفمبر 15, 2024

السيد نصر الله مخاطباً السعودية: كفي 

في كلمة مفصلية ثانية له منذ بدء العدوان السعودي على اليمن، أكد الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله أمس الجمعة، موقف حزب الله الرافض والمندد بالعدوان السعودي الامريكي على اليمن، مطالباً “من أجل سوريا ولبنان والعراق واليمن ودول الخليج ومصر وليبيا… من أجل كل بلد فيه عصابة إرهابية تكفيرية تقتل وترتكب المجازر يجب أن يقف العالم ليقول للسعودية كفى “.

هذا ليس موقف القلوب الصماء

وأوضح السيد نصر الله في مهرجان، بعنوان التضامن مع اليمن “أننا نرى ان من واجبنا الاخلاقي والديني والشرعي ان نتخذ هذا الموقف”، ودعا “جميع ابناء هذه الامة ان يراجعوا مواقفهم”، وأكد “نحن لن يمنعنا شيء ان نواصل موقفنا وتنديدنا للعدوان السعودي الامريكي على اليمن وموقفنا المؤيد للشعب اليمني المظلوم والصابر والمنتصر بإذن الله “.

وتابع السيد نصرالله قائلاً: “نحن قوم مسؤولون امام الله وسنحاسب على الموقف والمسؤولية في هذه المرحلة التاريخية على الامة والمنطقة جمعاء”، وتابع “موقفنا حول العدوان على اليمن نابع من العقل والقلب والعقل والعاطفة فموقفنا ليس موقف القلوب القاسية الصماء “.

واعتبر أن الأمور تحتاج إلى وقت ليقتنع النظام السعودي بأن الأفق مسدود في اليمن، وتوجه إليه قائلا «اعمل معروف انزل من على الشجرة»، داعيا «العالم الإسلامي» إلى التدخل .

أهداف الحرب وشعاراتها الجديدة

في الاهداف والشعارات التي تطرح، أسف السيد نصر الله ان “المعتدين على اليمن قالوا إن هذه حرب العرب للدفاع عن عروبة اليمن”، وسأل “هل فوضت الشعوب العربية النظام السعودي بالحرب على اليمن؟”، وتساءل “إن لم يكن الشعب اليمني من العرب فمن العرب؟”، ودعا “من يعتدي على الشعب اليمني يجب أن يبحث عن شهادة لإسلامه وعروبته”، ولفت الى انهم “حاولوا إعطاء الحرب بعدا طائفيا بأنها حرب سنية شيعية، وهذا العدوان السعودي على اليمن هو لأهداف سياسية “.

ولفت السيد نصرالله الى ان “المعتدين يحاولون الإيحاء بان الحرمين الشريفين في مكة المكرمة والمدينة المنورة بخطر”، وسأل “من الذي يهدد الحرمين الشريفين؟ هل الشعب اليمني، الجيش اليمني؟”، وأكد ان “اليمنيين يعشقون رسول الله(ص) وآل بيته(ع)”، وحذّر ان “الحرم النبوي في خطر من داخل السعودية والفكر والثقافة الوهابية وكتب التاريخ تشهد على ذلك”، مشيرا الى ان “هناك تهديد للحرمين الشريفين من قبل تنظيم داعش الارهابي لانهم يعتبرون الكعبة مجموعة أحجار تعبد من دون الله وتتنافى مع التوحيد بالنسبة لهم “.

وسأل السيد نصر الله “هل يكون الدفاع عن الشعب اليمني هو بقتله؟”، وأضاف “يمكن للبنانيين أن يستحضروا حرب تموز والعثور على التشابه بين الحربين اي الحرب السعودية على اليمن والحرب الاسرائيلية على لبنان”، وتابع “نحن كنا المغامرين والمنتصرين”، وأكد ان “السعودي يفشل في تحقيق اهدافه لذلك بدأ بتخفيض هذه الاهداف المتوقعة من العدوان”، وأضاف “من المضحك أن يناشد نائب عبد ربه منصور هادي اي خالد البحاح الجيش السعودي بعدم الدخول البري إلى اليمن “.

فشل العدوان السعودي

وشدد السيد نصر الله على ان “نتيجة العدوان على اليمن هي صمود يمني كبير جدا جيشا وشعبا وثبات وصبر ومظاهرات رغم القصف والاستعداد لحرب طويلة”، ولفت الى ان “العدوان فشل في تحويل المواجهة الى مواجهة داخلية بين زيدي وشافعي او بين شيعي وسني او بين جنوبي وشمالي”، وأكد ان “السعودي فشل في عدوانه لا سيما في العدوان الجوي وليس امامه الا الدخول البري الى اليمن وهنا سنرى ماذا سيفعل الجيش السعودي”، مؤكدا ان “القصف الجوي لا يحسم معركة والهجوم البري مكلف والصمود يفشل العدوان”، وتابع “من تبريرات العدوان هو التهديد المحتمل للسعودية وبعد العدوان تحول التهديد من محتمل الى قطعي “.

وقال السيد نصر الله إنه “حتى الآن اليمنيون لم يلجأوا الى خياراتهم وعدم الرد لغاية الآن من قبل اليمنيين هو صبر استراتيجي”، ورأى ان “النظام السعودي حتى الآن لا يبدو انه جاهز لتقبل التسوية السعودية رغم وجود الكثير من الدول الجاهزة لإنزاله الى الارض وليتواضع ويقبل بالوقائع ويفتش عن مخرج”، وأضاف ان “غالبية دول العالم ضد هذا العدوان لانه اصلا لن يحقق شيئا للجلاد”، وتابع “مجلس الامن الذي يفترض ان يقدم حلا للحرب على اليمن أصدر ما أصدر قبل يومين وهذا متوقع ولا يفاجئنا كما اليمنيين”، وتابع “قرارات مجلس الامن لا قيمة لها “.

وأكد السيد نصر الله ان “نتيجة الحرب على اليمن هي الهزيمة النكراء للمعتدين جميعا”، وتقدم بالشكر “للبرلمان الباكستاني الذي منع الجيش الباكستاني من التوجه للقتال ضد الشعب اليمني”، ودعا “باكستان ومصر لمنع هدم بلد عربي واسلامي”، وطالب “بتدخل كل الدول العربية والاسلامية لوقف كل هؤلاء الذين يريدون الاستمرار في الحرب على الشعب اليمني وإنقاذ اليمن من هذه الكارثة المتعمدة “.

الدور السعودي من الوكيل إلى الأصيل

ولفت السيد نصر الله الى ان “البعض في لبنان يعتبر ان النقد الموجه الى السعودية هو إهانة لها”، وأضاف “رغم كل معلوماتنا عن دور السعودية في الماضي في لبنان خلال الحرب الاهلية ودورها اليوم في الازمة السورية وتدخلها المباشر في سقط الشعب البحريني كنا ندعو دائما للحوار لكن اليوم السعودية لم تعد تتدخل بالواسطة انما هي التي أعلنت الحرب فهذه مملكة الخير”، ولفت الى ان السعودية هي التي تكابر بعد فشلها في لبنان وسوريا والعراق”، وأكد انه “آن الاوان لكل العالم العربي والاسلامي ان يقف ويقول للسعودية كفى “.

وسأل السيد نصر الله “من الذي يبني مدارس في كل انحاء العالم لتعلم شباب المسلمين مناهج التكفير والارهاب، من يقوم بذلك هي المملكة العربية السعودية”، وتابع “لذلك يجب علي العالم العربي والاسلامي الوقوف بوجه السعودية ليقول لها كفى”، وأضاف “نقول اليوم شكرا سوريا لانك صمدت ولم تخضعي للارهاب التكفيري”، وتابع لانه “لولا صمود سوريا وجيشها وشعبها فأين كان سيصبح لبنان؟ “.

وقال السيد نصر الله “نحن نرفع الصوت ضد العدوان على اليمن وضد نشر الارهاب ولن يمنعنا شيء في العالم اي تهويل او تهديد عن أن نرفع هذا الصوت وسموه ما شئتم لانه صوت لله وفي سبيل لله”، وأضاف “سنواصل رفع الصوت رغم التهديد من اجل الناس الذين تسفك دماؤهم في العالم”، ولفت الى ان “الخاسر الاكبر من كل ما يجري هو فلسطين والرابح الاكبر هو اسرائيل”، وتابع “كفى تضليلا باسم الحرمين الشريفين”، وأكد “اليمنيون سيصمدون ويملكون الكفاءة والقيادة والجيش ومن كان لديه هذه الصفات هو منتصر لا محالة “.

شكراً سوريا

وبعدما توجه بالشكر إلى سوريا «لأنكِ صمدتِ ولم تستسلمي، ولم تخضعي للفكر التكفيري الأسود»، قال: «آن الأوان لأن يقف المسلمون والعرب ليقولوا للمملكة العربية السعودية كفى كفى». وأكد أن «الخاسر الأكبر في كل ما جرى ويجري منذ سنوات إلى اليوم هو فلسطين، والرابح الأكبر هو إسرائيل ».

حيّدوا لبنان

داخلياً، دعا السيد نصر الله “البعض في لبنان لعدم الرهان على العدوان السعودي الامريكي على اليمن وان يرسموا مستقبلهم ان هذا العدوان نجح وحقق اهدافه”، وتابع “نحن في لبنان نريد ان نعيش سويا ولكن ليس بالضرورة اذا قدمنا نقداً معيناً ان نعتبره شتما وسبا”، وأوضح “نريد أن لا ننقل ما يجري في اليمن إلى لبنان”، وأضاف “ليعبر كل منا عن موقفه بالطريقة المناسبة مع الالتزام بالضوابط الاخلاقية، نحن في لبنان نريد أن نعمل معا “.

ودعا بعض اللبنانيين إلى أن «يهدّئوا أحصنتهم»، وأن «لا يحتفلوا بنصر عاصفة الحزم من الآن». وتوجه إليهم قائلا: «انتظروا قليلاً .. لا تخطئوا بالحسابات، أبقوا احتمالاً.. قبل أربع سنوات بنيتم كل سياساتكم واستراتيجياتكم وتكتيكاتكم وخطابكم السياسي وشعاراتكم وتحالفاتكم على قاعدة أن النظام في سوريا سيسقط بعد شهرين، وهذه السنة الخامسة. واضطررتم أن تصلوا إلى مكان وتقولوا نعم ».

أضاف: «لكم قراءة ولنا قراءة، ولا مشكلة في الانتقاد، طبعاً، ليس من الصواب أن نشتم بعضنا بعضاً ولا أن نعتبر النقد شتائم. اليوم في المسألة اليمنية ليحتفظ كل منا بموقفه، ليعبّر عن موقفه وعن قناعته وعن رأيه بالطريقة التي يراها مناسبة مع التوصية بالالتزام بالحدود والضوابط الأخلاقية. وكما عملنا على تحييد لبنان عن المأزق أو الأزمة أو الصراع في سوريا برغم مخاطره الكبرى، كذلك نحن لا نريد أن ننقل هذا الخلاف وهذا الصراع في الموضوع اليمني إلى لبنان ».

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق