القدس وسنوات من الوعود العربية الفارغة
في هذه الأيام هنالك مخاطر جدية تهدد القدس، حيث في كل يوم تسلب أراضيها وتهدم الآثار والمعالم التاريخية لهذه المدينة وتكتب عليها الأسماء العبرية المستوحاة من التوراة.
القدس هي المحور الرئيسي لبرامج رئيس وزراء الكيان الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، فهو دائماً يقول في الدوائر الصهيونية ” لا توجد هناك قدس دون إسرائيل ولا إسرائيل من دون القدس.”
وهو يدعي أن الحرم القدسي هو أحد أقدس الأماكن اليهودية، ويخصص دائماً الميزانية الأكبر للقدس بهدف تدمير منازل الفلسطينيين وتنفيذ مشاريع التهويد. والقدس هي دائماً تتصدر جدول أعمال الكيان الإسرائيلي، والصهاينة يتحينون الفرص لتدمير المسجد الأقصى وبناء الهيكل المزعوم على أنقاضه.
المقدسيون ينامون وعندما يستيقظون يواجهون أعمال الحفر والهدم وبناء المستوطنات اليهودية الجديدة، وهي المستوطنات التي تصادر الأراضي الفلسطينية وتغتصبها وتقطع الصلات بين المدن والقرى الفلسطينية. القدس في هذه الأيام تواجه مؤامرات كبرى تأتي علي الأخضر واليابس وتستهدف وجود الفلسطينيين وأرضهم.
القدس في هذه الأيام تواجه مشروع التقسيم الزمني والمكاني، والصهاينة يستعدون لفرض خرائط جديدة ويحضرون بكثرة في الأعياد اليهودية في هذه المدينة والمسجد الأقصى، ومن خلال توزيع الرسائل والكتيبات يطلبون من الفلسطينيين إخلاء محيط المسجد الأقصى في الأعياد اليهودية.
والجماعات اليهودية المتطرفة تعمل صباح مساء من أجل كسب تأييد الصهاينة لمشاريع التهويد في القدس والمسجد الأقصى. هذه الخلايا تزيد من نشاطها في هذه الأعياد، ومن خلال الشبكات الاجتماعية والإنترنت، يدعون الصهاينة والسياح إلي اقتحام المسجد الأقصى وتدنيس هذا المكان.
يجب أن تكون القدس على رأس أولويات الدول العربية، ويكفي كل هذا القصور تجاه القدس، وتكفي كل هذه الوعود والتصريحات والخطابات والبيانات الفارغة فيما يتعلق باعتداءات الكيان الإسرائيلي ضد القدس والمسجد الاقصى.
هذه الاحداث تجري في حين أنه حتى مساعدات الدول العربية لا تصل إلي القدس، وهذه المدينة تعاني من نقص في الإمكانيات. يجب معالجة أوضاع الفلسطينيين المقيمين في القدس، لأن الكيان الإسرائيلي يهددهم بالإبعاد والتشريد من هذه المدينة، كما أن أوضاع المزارعين والحرفيين والصناعيين الفلسطينيين في القدس ليس علي ما يرام أيضاً. حيث يفرض الكيان الإسرائيلي عليهم دائماً الضرائب الثقيلة ويضيق المجال لأنشطتهم. أوضاع القدس في هذه الأيام صعبة جداً وآخذة في التدهور، فهل من مغيث يلبي نداء هذا الشعب وينقذهم من براثن المحتلين الصهاينة؟
وبينما كان سكان القدس في الحزن والألم، وصلت إلي الجيش الإسرائيلي رسائل المقاومة الفلسطينية وكتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”. حيث أعلنت كتائب عز الدين القسام أن الاستعدادات لتحرير فلسطين قد بدأت. وقد شاهدت القوات الإسرائيلية بأعينهم أن قادة حماس يقفون في حدود غزة وينظرون إلي القواعد العسكرية الإسرائيلية التي تقع على بعد بضعة أمتار من الحدود. وحمل هذا الإجراء رسالة قوية من كتائب القسام إلي الصهاينة.
كشفت وزارة حرب الكيان الإسرائيلي مؤخراً عن نظام جديد يسمى “صولجان القسام”. تم تصميم وبناء هذا النظام تحت إشراف الشركات العسكرية الأمريكية، بهدف مواجهة صواريخ المقاومة القصيرة والمتوسطة المدى، ويجري حالياً اختبار هذا النظام. إلا أن المقاومة الفلسطينية أعلنت: كما أن نظام القبة الحديدية للدفاع الصاروخي قد فشل أمام الصواريخ الفلسطينية، فإن الفشل سيكون من نصيب النظام الجديد المضاد للصواريخ أيضاً أمام صواريخ المقاومة وإرادتها.
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق