جنرالات السعودية وكابوس الهجوم البرّي على اليمن
سامي رمزي /
لم ار ولم اسمع في حياتي عدوانا أخرق كالعدوان السعودي على اليمن. ولم ار ولم اسمع في حياتي عن جنرالات أجبن ، من جنرالات السعودية الذين يقودون “عاصفة الحزم” على الشعب اليمني المظلوم . فهذا العدوان لا يشبه اي عدوان آخر لعبثيته وسخفه ، كما ان هؤلاء الجنرالات اشتروا العار في الدنيا والخزي في الاخرة ، لقتلهم اطفال ونساء اليمن الابرياء من ارتفاع الاف الامتار ، بينما ترتعد فرائصهم رعبا وخوفا من ذكر المنازلة على الارض مع ابناء اليمن ، الذي مازالوا يتعرضون لقصف الطائرات السعودية على مدار الساعة ومنذ نحو اربعة اسابيع.
ارادت السعودية من خلال عدوانها السافر على اليمن ، ان تبين للعالم انها لم تعد ذلك البلد الذي يدمر ويخرب البلدان الاخرى بامواله وبوهابيته ومرتزقته من الزمر التكفيرية التي تعيث في ارض العرب والمسلمين فسادا ، وانه قد آن الاوان ان تحارب بجيشها ، كما تحارب باقي جيوش العالم ، فاذا بهذا العدوان وبعد مضي نحو اربع اسابيع فقط ، يفضح السعودية اكثر من يستر عليها ، ويكشف عن مدى جبن جنرالاتها وهشاشة جيشها وبلاهة قادتها ، الذين تتحكم بهم الاحقاد القبلية وروح الانتقام وضيق الافق والبلادة.
لقد انكشف للعالم اجمع انه لا الناطق الرسمي باسم العدوان السعودي على اليمن، الذي تحول مادة للسخرية والاستهزاء لاكاذيبه وعنترياته الفارغة ، ولا باقي جنرالات السعودية ولاحتى مسؤوليها السياسيين ، يملكون الجرأة للحديث او حتى الاشارة الى الهجوم البري ، الذي يجب ان يكون قد بدا قبل الان ، لاسيما ان الطائرات السعودية اسقطت كل مالديها من صواريخ وقنابل ، حتى المحرمة دوليا ، على رؤوس الشعب اليمني. هذا الموقف السعودي الذي لا تحسد عليه بالمرة ، هو الذي دفع مسؤولي هذا البلد الى التنقل بين باكستان ومصر وتركيا بحثا عن “رجال” يحاربون على الارض بدلا عن جنرالات وجيش السعودية وجيوش درع الجزيرة على ارض اليمن.
العار الذي اخذ يلف “عاصفة الحزم” السعودية ، اخذ يتكثف مع فشل السعودية في استئجار “رجال” من وراء اعالي البحار للحرب في اليمن نيابة عن “جنرالات وصناديد السعودية وقطر والامارات والكويت والبحرين”. فقد رفضت مصر وباكستان وتركيا التضحية ب”رجالها” في ارض اليمن الصعبة التضاريس كصعوبة رجال اليمن وعزمهم ، في مقابل بعض مليارات من الدولارات.
يبدو ان مصر وباكستان وتركيا ، تجنبت تأجير جيوشها للدول الخليجية الثرية وعلى راسها السعودية ، لارسالها الى اليمن لقتال الشعب اليمني ، ليس فقط بسبب الاحراج الذي سيسببه هذا الاجراء لحكومات هذه الدول امام شعوبها والراي العام العالمي ، والطعنة التي ستوجه الى الكرامة الوطنية لهذه الدول وجيوشها ، بل لمعرفة هذه الحكومات ان الذهاب الى اليمن لن يكون نزهة لجيوشها ، بل تكون مغامرة محفوفة بالمخاطر ، وهي مخاطر عاشها الجيش المصري قبل اكثر من خمسين عاما عندما غرق في المستنقع اليمني.
ان الجيش المصري واجه قبل خمسين عاما رجالا اشداء يعرفون تضاريس جغرافية بلادهم الوعرة والقاسية ، ورجال اليوم هم احفاد واولاد اولئك الرجال ، وهم على اهبة الاستعداد لمواجهة كل جيوش العالم على ارضهم ، فالحق والجغرافيا وكل قوانين العالم معهم ، فهؤلاء الرجال لم يهددوا اي بلد في العالم ، وحتى انهم لم يهددوا السعودية ، ولم يفكروا بمعاداتها ، بل هي السعودية من عادتهم وقتلت اطفالهم ونساءهم ، لذلك فكل من قبل بالعار ان يكون مرتزقا لدى آل سعود ليحارب الشعب اليمني المظلوم من اجل دولارات السعودية ، فلن يجد في اليمن الا الموت او الاسر.
ان على مصر وتركيا وباكستان وكذلك السودان والاردن ، ان تتعظ من السعودية ، التي ترى في التدخل البري في اليمن كابوسا يلاحق مسؤوليها وجنرالاتها وجيشها وكل جيوش درع الجزيرة ، وان هذا الربع السعودي من الشعب اليمني لم يأت من فراغ ، فالسعوديون ادرى الناس باهل اليمن . لذلك على هذه الدول ان تتذرع بحجج ، وهي كثيرة ، كما تذرعت باكستان ، للتخلص من الالحاح السعودي ، قبل ان تتورط في المستنقع اليمني.
امام هذه الوقائع الدامغة ليس امام السعودية الا الاصغاء لصوت العقل ، والقبول بالمباردات التي تتقدم بها بعض الدول العربية والاسلامية ومن بينها ايران ، للحفاظ على ما تبقى من ماء وجه جنرالات السعودية وجيشها ، والذي سيسقط لا محالة في اول مواجهة برية مع ابناء اليمن الذين يعدون الايام لمثل هذه المنازلة ، وعندها لن تقوم لجنرالات السعودية وجيشها قائمة.