الفصائل الفلسطينية: عملية مخيم اليرموك لن تتوقف حتى آخر موقع لداعش في الحجر الأسود
فلسطين ـ سياسة ـ الرأي ـ
رد فعل الفصائل الفلسطينية المدعومة بقرار وعمل استخباري سوري محكم، أرغم عناصر داعش على التراجع نحو منطقة “الحجر الأسود” في محاولة من مسلحيه لخلق ثغرات باتجاه منطقتي “يلدا” و “ببيلا” في ريف دمشق.
ومنذ تمدد تنظيم “داعش” إلى “مخيم اليرموك” بدمشق في مسعى منه لخلق خاصرة رخوة في جسد العاصمة الدمشقية حاول التنظيم أن يخلق مساحة من الترويج الإعلامي لفكرة أنه أصبح قوياً داخل المخيم بكثافة، وسير المعارك التي يخوضها في الداخل الدمشقي يفضي إلى أن المخيم هو الخطوة الأولى نحو السيطرة على دمشق وإسقاط الدولة السورية، لكن رد فعل الفصائل الفلسطينية أرغم مسلحي داعش على التراجع ، فيما ترك المبايعون الجدد لـ “داعش” من عناصر جبهة النصرة وميليشيا لواء العز إضافة إلى بعض من عناصر أكناف بيت المقدس في الخطوط الأمامية للمواجهات التي تدور في امتداد “ساحة الريجة”، وفي أول شارع “لوبية” من جهة “مخيم فلسطين”، وعلى التماس المباشر لـ “حي التضامن”.
وعلى الخطوط الأولى للمواجهة في “مخيم فلسطين”، يؤكد قادة الميدان من حركة فتح الانتفاضة التي تنفذ جزء مهما ً من العمليات العسكرية في المنطقة أن داعش بات اليوم بين فكي كماشة، من جهة المعركة مع فصائل التحالف الفلسطيني ومن جهة أخرى المعركة مع بقية الميليشيات المتواجدة في “يلدا” و “ببيلا”، من قيام سلاح المدفعية السورية بإسناد الميليشيات المسلحة في يلدا وببيلا بالضربات المدفعية المركزة على خطوط داعش لسببين، الأول يتمثل بأن الحكومة السورية مستفيدة من هذه الحرب بأن داعش والميليشيات يضعفان بعضيهما، والثاني إن المسلحين في يلدا وببيلا يعملون على عقد مصالحة مع الدولة السورية وقد تكون مسألة إسنادهم عاملا مهما في بناء الثقة التي تعيدهم إلى صف الدولة السورية، وبالتالي تكسب ولاءهم ومشاركتهم في المعارك ضد داعش، فكما يؤكد مصدر عسكري في المخيم بأن عناصر من أكناف بيت المقدس، إضافة إلى 400 عنصر من “لواء الانفال” الذي أعلن انشقاقه عن “الجيش الحر” وانضمامه إلى القوات السورية، باتوا اليوم على خطوط المواجهة الأولى مع داعش في مخيم اليرموك ومخيم فلسطين.
وبحسب المعلومات الخاصة فإن داعش حشد لمعركة مخيم فلسطين 3000 عنصر، إلا أن عناصر من “حركة فتح الانتفاضة – الدفاع الوطني السوري” بإسناد مدفعي وسلاح الجو السوري صدوا الهجوم، وتمكنوا من الوصول إلى ما بعد “سوق الخضرة” والوصول إلى نقطة تفصلهم فيها عن دخول “شارع لوبية” مسافة جدار واحد، في حين أن كتل المباني تسيطر عليها القوات المهاجمة تباعاً، ما أجبر داعش على التراجع أكثر على عدة محاور من بينها خطوط “ساحة الريجة” التي خسر التنظيم مسافة 300 متر من المباني المتلاصقة باتجاه عمق مخيم اليرموك، وتؤكد المصادر العسكرية الميدانية إن التنظيم في حالة تراجع مستمرة، وإن عملية الهجوم لن تتوقف حتى الوصول إلى آخر نقاط التنظيم في الحجر الأسود.
وبات مسلحو داعش اليوم أكثر جرأة على التخلي عن فكرة “الجهاد” إلى جانب التنظيم، وباتت الخطوط المختلفة في المخيمات الفلسطينية تشهد حركة “فرار” لمسلحي داعش ليسلموا أنفسهم إلى الفصائل الفلسطينية والقوات الأمنية السورية التي تنتشر في المنطقة، ومن بين هؤلاء خرج 14 مسلحاً مؤكدين أن التنظيم يعمل على إعداد الانتحاريين داخل المساجد معلناً أن “طريق الجنة بقتل الكفار الموالين للحكومة السورية.
يأتي ذلك فيما تستمر العمليات العسكرية للجيش السوري من جهة حيي “القدم” و “سبينة” مستهدفاً الخطوط الخلفية للتنظيم، الأمر الذي يؤكده القادة الميدانيون على إنه الضربات الموجعة التي أرهقت تنظيم داعش وأربكت حساباته في المنطقة، وعلى ذلك يفضي الاشتباك مع تنظيم داعش في المخيم إلى أن التنظيم دخل في معركة خاسرة في رغبة منه لتنفيذ الأوامر التي وصلته من الخارج، وعلى ما يبدو إن داعش لم يع بعد أن الهجوم على المخيم يعد انتحارا جماعيا لعناصره مقابل لاشيء.انتهى