التحديث الاخير بتاريخ|الخميس, نوفمبر 14, 2024

محلل: حديث الأسد حمل الكثير من الأسئلة للغرب وعلى واشنطن فهمها 

سوريا ـ سياسة ـ الرأي ـ

وصف المحلل السياسي السوري، أحمد حاج علي، تأكيد الرئيس السوري، بشار الأسد، على ان الإرهاب ليس مسألة محصورة في مكان دون آخر، وإنما هو خطر عالمي يعد بمثابة تأكيد على إن دمشق جاهزة ومنفتحة للتعاون مع أي دولة ترغب في مواجهة الإرهاب.

وأكد أحمد حاج علي، ان السياسات الغربية تعتمد على ازدواجية المعايير في تعاملها مع جملة الملفات العالمية وخصوصاً في الشرق الأوسط، وذلك بكون دول الاستعمار باتت تعي تماما ان عودتها إلى المنطقة بالوجود المباشر أمر مستحيل، لذا تركز على الخروج بالتنظيمات الخارجية من الداخل السوري والعراقي إلى بقية دول المنطقة للحفاظ على الفوضى في الشرق الأوسط.

واعتبر ان هذا يعد خدمة من دمشق للعالم، فالمسألة في سوريا باتت مسألة وقت بالنسبة لوجود التنظيمات الارهابية على الأرض السورية وبالتالي على العالم أن يعني تماماً إن مسألة ارتداد الارهابيين إلى دولهم الأساسية باتت مسألة وقت أيضاً، وميزان الوقت لايميل لصالح الغرب في هذا الأمر وعليهم أن يسارعوا لإعادة العلاقات مع سوريا للاستفادة من الخبرة التراكمية في مواجهة التنظيمات الجهادية ومن المعلومات التي تمتلكها سوريا في هذا الخصوص والتي ألمح الرئيس الأسد إليها في حديثها الإعلامي الأخير.

وبيّن علي أن تطرق الأسد إلى مسألة استقلالية كل من قطر والسعودية وتركيا، ومدى جدية الحديث عن وجود أنظمة مستقلة بقرارها عن منظومة العمل الأميركي في المنطقة هو إيضاحه منه للفهم السوري لطبيعة العلاقات بين هذه الدول الثلاث مع واشنطن والتي تقوم على التبعية المطلقة ومجرد التحول إلى أدوات طيعة في اليد الأميركية لصالح خدمة الكيان الإسرائيلي لجهة رسم خارطة جديدة للمنطقة تضمن وجوده فيها على حساب دول شرق المتوسط.

وبين المحلل السياسي السوري إن هذه الدول لم ولن تخرج يوماً عن المظلة الأميركية في قرارها بكونها ترى أن البقاء في هذه المظلة هو الضامن الوحيد لمسألة وجود أنظمتها الحاكمة على واقعها، وبالتالي فإن الفهم السوري يصب في خانة إن البحث عن نقاط تلاقي للتحاور مع هذه الدول فيما يخص الأزمة السورية هو حالة عبثية و بالتالي فإن الأساس هو البحث عن مفاتيح الإدارة الأميركية لكي تصل إلى قناعة إن إخضاع الدولة السورية أو أياً من الشعوب الرافضة لهيمنة الإدارة الأميركية أو التمدد الإسرائيلي إلى قلب هذه الدول والتي منها اليمن على سبيل المثال، هو أمر مرفوض وبالتالي فإن على واشنطن أن تبحث عما تقدمه لهذه الشعوب من مغريات ضمن إطار السيادة لتتمكن من الوصول إلى علاقة قائمة على الاحترام المتبادل بينها وبين سوريا أو اليمن أو الجمهورية الإسلامية الإيرانية أو القوى الوطنية في العراق ولبنان.

وختم علي حديثه بالتأكيد على إن حديث الرئيس السوري حمل جملة من الرسائل إذا ما تلقاها الغرب وخاصة أميركا بالعين المتبصرة والفاهمة لمجريات الأمور، فإن عليه أن يتوجه إلى النقطة التي انطلق منها في عدوانه على سوريا والعراق واليمن وإيران، ويجب أن يعيد النظر في سياسته ليضمن أن هذه الدول ستقبل بعودته إلى المنطقة كشريك يحترم الدول والشعوب، فسياسة الهيمنة مرفوضة وفاشلة في المنطقة من قبل الدول و الشعوب الممانعة والمقاومة.انتهى

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق