عزت الدوري .. سجل إجرامي اسود يُطوي بيد الحشد الشعبي
أعلنت كتائب حزب الله في العراق أنه تم التأكد من جثة نائب الدكتاتور السابق صدام والمطلوب للقضاء العراقي، الإرهابي عزت الدوري، كاشفة أنه قتل على يد أبناء عشائر مدعومة من قبل قوات الحشد الشعبي .
وقالت الكتائب في بيان نشر على موقعها الرسمي في الانترنت إن استخبارات الكتائب كانت تزود العشائر بالمعلومات لتسهيل القبض على الدوري أو قتله، مبينة أن إحدى العشائر المرابطة في محور حمرين هي من باشرت بقتل هذا المجرم. وأضافت أنه تم التأكد من أن الجثة تعود للدوري بحسب الفحوصات ومعاينات وشهادات المقربين منه. وذكرت وزيرة الصحة العراقية عديلة حمود في تصريح أن الوزارة لم تتسلم بعد جثة الدوري .
يذكر أن محافظ صلاح الدين رائد الجبوري أعلن قبل يومين عن مقتل الدوري بعملية استباقية في منطقة علاس بجبال حمرين شرقي مدينة تكريت، في حين أشار الأمين العام لمنظمة بدر هادي العامري إلى أن العمل جار للتأكد من جثة الدوري عبر مطابقة بصماته وفحص حمض الـDNA الخاص به .
واستطاعت قوات الحشد الشعبي والاجهزة الامنية القبض على عدد من قيادات “داعش” وارهابيين آخرين بينهم سعودي الجنسية كانوا برفقة الدوري أثناء مهاجمة موكبه المؤلف من ثلاث سيارات، إحداها رباعية الدفع في منطقة جبال حمرين. وتداولت وسائل الاعلام وصفحات التواصل الاجتماعي صور مقتل الدوري بينما سارعت الكثير من الشخصيات السياسية لتؤكد هذا الخبر .
والدوري كان يمثل حلقة الوصل بين حزب البعث المنحل وبعض التنظيمات الارهابية المسلحة لاسيما تنظيم “داعش” التي كانت تنفذ عمليات إجرامية بشعة في محافظات نينوى وصلاح الدين والأنبار. وتولى قيادة حزب البعث المنحل بعد إعدام صدام نهاية عام ٢٠٠٦، وهو متهم بالمشاركة في قتل المئات من الجنود العراقيين في المجزرة المعروفة باسم “سبايكر” التي نفذتها عناصر “داعش” في حزيران/ يونيو من العام الماضي .
والعراقيون يحملون في خاطراتهم الكثير من النكات والطرائف التي تتندر من عزت الدوري باعتباره شخصاً لا يملك شيئاً من المؤهلات التي تمكنه من أداء دور مهم سوى قدرته الفائقة على الإجرام وقتل الابرياء كما حصل أثناء انتفاضة الشعب العراقي في آذار/مارس عام ١٩٩١ حيث شارك بإزهاق ارواح المئات من المدنيين ودفنهم في مقابر جماعية لإثبات ولائه لسيده الديكتاتور المعدوم صدام .
كما يؤكد الكثير من العراقيين بأن الدوري لم يكن في بداية حياته سوى بائعاً للثلج على أرصفة بغداد وترك مقاعد الدراسة ليتفرغ للقتل والجريمة من خلال انخراطه في صفوف حزب البعث الذي أذاق العراقيين الويلات طيلة حكمه الاسود مدة ٣٥ عاماً .
وشغل الدوري منصب نائب الرئيس إبان حكم المقبور صدام وأنيطت به رتبة النائب العام لقائد القوات المسلحة بعد غزو الكويت عام ١٩٩٠ وكان وزيراً للداخلية في وقت سابق، وبقي ملازماً لصدام كظله منذ انقلاب تموز/يوليو ١٩٦٨ الذي جاء بحزب البعث الى سدة الحكم وحتى سقوط النظام في نيسان/ابريل عام ٢٠٠٣ .
والدوري كانت لديه علاقات واسعة مع عدد من الانظمة الرجعية والعميلة في المنطقة التي ساهمت في دعم العصابات الارهابية بالمال والسلاح ومن بينها “داعش” و”القاعدة”. وفي وقت سابق نُشر على عدد من مواقع الانترنت تسجيل صوتي منسوب الى الدوري، يشيد فيه بالتنظيمات الارهابية المسلحة وعلى رأسها “داعش” التي احتلت مناطق واسعة في الموصل والانبار وصلاح الدين في حزيران / يونيو من العام الماضي .
ورغم الدعم الكبير الذي تتلقاه هذه العصابات من الدول الغربية وفي مقدمتها امريكا تمكنت قوات الحشد الشعبي في العراق من قتل هذا المجرم لتثبت للعالم مدى قدرتها على دحر العدوان. وقد وجه مقتل الدوري رسالة لــ “داعش” وفلول البعث المنحل وباقي الجماعات الارهابية بأن نهايتهم باتت قريبة وسيهزمون بيد الحشد الشعبي بمساندة القوات الامنية وابناء العشائر الغيارى .
ومن دون شك فإن مقتل الدوري سيكون له تأثير كبير على مجريات الاحداث على الساحة العسكرية والقتال مع “داعش” التي سطّر فيها أبناء الحشد الشعبي والقوات الامنية اروع البطولات للقضاء نهائياً على هذا التنظيم الارهابي. وسيكشف مقتله الكثير من الاوراق التي تؤكد تورط شخصيات سياسية بدعم هذا التنظيم، وسيكون لذلك دور في حسم المعركة مع الجماعات الارهابية .
ومن يدرك الشأن العراقي يعرف تماماً أن الدوري كان بمثابة الرجل الثاني في أركان نظام صدام، وبالتالي كانت هنالك رغبة مجتمعية للقصاص منه لأهمية مكانته القيادية في حزب البعث المتورط بجرائم لا تعد ولا تحصى بحق العراقيين. وبإعلان مقتل الدوري على يد الحشد الشعبي يكون العراق قد طوى والى الأبد هذه الصفحة الإجرامية السوداء .
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق