التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, نوفمبر 15, 2024

تركيا تضاعف تنسيقها مع التنظيمات الارهابية ضد دول المنطقة 

لا زالت تركيا ومنذ اكثر من اربع سنوات تبذل قصارى جهدها لإسقاط حكومة الرئيس السوري بشار الاسد من خلال التنسيق والدعم الكامل للجماعات الارهابية التي ترتكب أفضع الجرائم في هذا البلد لاسيما ما يسمى بـ “جبهة النصرة” و”داعش” الارهابييْن .

وزادت انقرة من مستوى هذا التنسيق في الآونة الاخيرة خصوصاً بعد الخسائر الفادحة التي تكبدتها الجماعات الارهابية على يد القوات السورية رغم الدعم اللوجستي والاستخباراتي الكبير الذي تتلقاه هذه الجماعات من قبل السلطات التركية واجهزة الاستخبارت الغربية وفي مقدمتها الامريكية والاسرائيلية اضافة الى الدعم المالي الهائل الذي تقدمه الانظمة الرجعية والعميلة في المنطقة لهذه الجماعات وفي مقدمتها النظاميْن السعودي والقطري .

واكدت مصادر مطلعة ان تنظيم “داعش” الارهابي قام حتى الآن بإصدار اكثر من ١٠٠ الف جواز سفر مزور في مكتبه الكائن في مدينة اسطنبول التركية والمعروف باسم “مركز زيتون بورنو”. كما اكدت المعلومات المتوفرة التي حصلت عليها القوات السورية في وقت سابق لدى تحريرها مناطق في مدينة ادلب، وجود وثائق دامغة تؤكد تورط تركيا والسعودية وقطر بدعم هذه الجماعات استخبارياً ومالياً وتسليحياً .

ومنذ احتلال تنظيم “داعش” الارهابي لمناطق واسعة من الاراضي العراقية قبل نحو عشرة أشهر لاسيما في محافظات نينوى والانبار وصلاح الدين، واستيلاء هذه الجماعات على عدد من مصافي النفط في هذه المناطق، قامت السلطات التركية بمساعدة هذا التنظيم بتصدير النفط العراقي عبر موانئها واراضيها وباسعار مخفضة جداً، من أجل إضعاف الاقتصاد العراقي خدمة للمشروع الصهيوامريكي في المنطقة الذي يستهدف تمزيق هذا البلد وباقي بلدان المنطقة للاستحواذ على مقدراتها ونهب ثرواتها والتحكم بمصيرها .  

ويعتقد المراقبون ان التعاون التركي مع التنظيمات الارهابية بلغ حداً لا يمكن إخفاؤه أو التستر عليه من قبل سلطات انقرة، وقد تجلى هذا التعاون بوضوح من خلال منح الضباط المعارضين الهاربين من سوريا والعراق حق الإقامة في الاراضي التركية ودعمهم بالامكانات اللازمة لتدريب الجماعات المسلحة والمتطرفة بالاشتراك مع الاستخبارات الامريكية والاسرائيلية، وإرسال هذه الجماعات الى داخل الاراضي العراقية والسورية لتنفيذ عمليات إجرامية تستهدف بالدرجة الاولى المدنيين والبنى التحتية لهذين البلدين. كما تأوي تركيا بعض الهاربين من العراق وسوريا ممن يسمون انفسهم “رجال دين” للترويج لسياساتها المخربة في المنطقة .

ومن الدلائل الاخرى التي تؤكد تورط انقرة بدعم الجماعات الارهابية، اللقاء الاخير الذي حصل بين “زهران علوش” زعيم ما يسمى “جيش الاسلام” المدعوم سعودياً مع عناصر الاستخبارات التركية في اسطنبول من أجل تنسيق الخطط الرامية الى إضعاف حكومة الرئيس السوري بشار الاسد وضرب القوات السورية ومهاجمة المؤسسات الحكومية والبنى التحتية لهذا البلد، والتي ادت حتى الآن الى مقتل وجرح عشرات الآلاف من المدنيين السوريين وتهجير ملايين آخرين من مناطق سكناهم بعد استهدافهم من قبل هذه الجماعات وترويعهم بشتى الاساليب الوحشية .

وتجدر الاشارة الى ان الدعم التركي للجماعات الارهابية في المنطقة يدخل ضمن المساعي التي تبذلها حكومة رجب طيب اردوغان، لتوسيع نفوذها في الدول المجاورة واستعادة الهيمنة التركية على المنطقة كما كانت في زمن الامبراطورية العثمانية. وتواجه مساعي الحكومة التركية للتدخل في شؤون الدول الاخرى ودعم الجماعات الارهابية لتنفيذ عمليات اجرامية في هذه الدول لاسيما في سوريا والعراق، معارضة شديدة من قبل الشعب التركي ونخبه المثقفة الفاعلة التي ترفض هذه السياسة جملة وتفصيلا. وقد اندلعت الكثير من المواجهات بين قوات الامن التركية والشعب التركي خصوصاً طلبة الجامعات في كثير من مدن البلاد لاسيما المحاذية للحدود السورية والعراقية بسبب رفضهم للسياسة التي تنتهجها حكومة اردوغان تجاه المنطقة، والتي انعكست سلباً على سمعة تركيا على الصعيدين الاقليمي والدولي. كما طالبت الاحزاب التركية المعارضة حكومة اردوغان بوقف دعمها للجماعات الارهابية وعدم التدخل بالشؤون الداخلية للدول الاخرى وإقامة علاقات جيدة مع هذه الدول على اساس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة وعدم السماح للقوى الاجنبية بالتدخل في شؤون الدول المجاورة والاصطفاف الى جانب شعوبها لتحقيق الامن والاستقرار في عموم المنطقة .

ويعتقد المراقبون ان الحكومة التركية التي مُنيت الجماعات الارهابية الموالية لها بهزائم سياسية وعسكرية منكرة في العراق وسوريا، لم تتعظ حتى الآن من الدروس والعبر التي أفرزتها التطورات الاقليمية والدولية والتي تؤكد جميعها على ضرورة احترام إرادة ومشاعر الشعوب وعدم دعم اعدائها بالمال والسلاح كما يحصل الآن في العديد من دول المنطقة. ومن هنا لابد من التأكيد على أهمية توحد جميع الجهود لمواجهة هذه السياسة المدمرة وعدم التراخي امام اي تحدٍ ارهابي مدعوم من قبل المعسكر الغربي وعملائه في المنطقة، كما ينبغي التحلي بالوعي والحذر الكامليْن ازاء هذه التحركات لتجنيب المنطقة المزيد من إراقة الدماء على يد الجماعات الارهابية والانظمة الرجعية الداعمة لها .

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق