التحديث الاخير بتاريخ|الأربعاء, نوفمبر 6, 2024

من يحق له ان يقرر مصائر البشر …؟! 

د. ماجد اسد
لو كنت محققا حياديا لا مع اليسار ولا ضد اليمين و لا مع اليمين ولا ضد اليسار ، حياديا اتوخى العدل بما يضمن استبعاد الهوى
 والانفعال و في مقدمتها – سأترك شبيهاتها او ما جاورها من قضايا كالفساد او الجور او التزوير او نقص الخدمات – قضايا الاغتيالات ولا اقول القتل بالثأر او بالمصادفة .
و سألت هؤلاء .. لطفا
لماذا تتم تصفية الاطباء ..؟ ورجال المرور ..؟ و لماذا يتم اغتيال اساتذة الجامعات والاطفال و النساء … الخ …؟
هل تكفي اية اجابة ينطق بها ( المذنب ) – وقد امسكت به اجهزة العدالة – كي استطيع تبرير اغتيال الاطباء و رجال المرور و الصحفيين و العلماء و الاطفال و اساتذة الجامعات و شيوخ العشائر … الخ
ربما سيقول القاتل انه لا يعمل في منظمة ولم يفعل ذلك بدوافع شريرة وانه لم يكن بحاجة الى المال وانما لان التدخل في صحة الناس و العمل على شفاء المرضى ضد ارادة الله وشرائعه .. !
و ربما سيقول ان اغتيال رجال المرور شبيه بأغتيال اساتذة الجامعات و المزارعين و شيوخ العشائر والمراجع الدينية و الشعراء و الصحفيين … الخ . لا علاقة له بمخططات بالغة الدقة لانه سيستبعد نضرية المؤامرة – وانا مثله استبعدتها لانها اصبحت كقميص عثمان قديما و كبعض مواد دستورنا حديثا – و انه لم يرتكب اثامه من اجل المال او اشباعا لسادية لا اصلاح لها وانما يفعل ذلك : لان رجال المرور يعملون طوال اليوم لتنضيم سير المركبات و السابلة و حفظ انظمة الشوارع ! …
و ربما يقول انه اغتال العالم او الكاتب او الشيخ لاسباب مماثلة .. لانهم يعملون على بناء وطنهم وانه – لم يقتلهم – تنفيذا لأوامر اعلى منه ، بل لانه اراد ان يزيل اية علامة جميلة تذكرنا بأساتذتنا الذين علمونا ، او لمقاتلينا وهم يحمون امننا ، او لكل من يؤدي الواجب بكرامة ونبل ، ولكن ما التبرير لأغتيال الاطفال و قتلهم …؟ ربما سيقول انه اراد التخلص منهم لانهم عندما يكبرون لن يكونوا اسوياء ! و انه تخلص منهم كي لا يكون هناك اي مستقبل !
ايها القاضي العادل ساعدك الله فأنت هو الاخر كنت مستهدفا كي لا تختلط الاوراق و الاسماء و العلامات … وانت تنطق بالحكم العادل .  ولكن لا …. فمنذ سبعة الاف عام تتذكر البشرية علماء و حكماء و شعراء ارض السلام و السواد و الانبياء و الصالحين ، ارض مابين النهرين كل الذين دونوا مجد اعمالهم و فضائلهم و حفروها في قلوبنا و لم يبقى من الاشرار الا الذي يذهب مع الريح !
فطوبا للابرياء ضحايا الشر و الاشرار ، و اسفا ان تصدع حياتنا بما لا يستحق الا النسيان !.
طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق