التحديث الاخير بتاريخ|الخميس, نوفمبر 14, 2024

المواجهة الروسية الامريكية؛ أدلة روسية حول تورط امريكي في هجمات ١١ سبتمبر 

 على ضوء الاحداث الاوكرانية وما سبقها في جورجيا، وما يشوب العلاقة الروسية الأمريكية خصوصا والعلاقات الخارجية لروسيا عموما من توتر وتصاعد كبير في حدة الخطاب والمواجهة مع الغرب، يصبح الحديث عن مرحلة مشابهة للحرب الباردة كلاما ليس مبالغا فيه أبدا .

العلاقات الامريكية الروسية التي تشهد تصاعدا كبيرا في مستوى المواجهة، مواجهة تتخذ اشكالا عديدة على سبيل الازمة القائمة اليوم على الاراضي الاوكرانية التي تعتبر صورة واحدة من صور الاشتباك القائم بين المصالح الامريكية والروسية في منطقة الشرق الاوسط واوروبا .

فأمريكا صعدت من نبرة الخطاب وبادرت الى اتخاذ خطوات تنقل المواجهة من مستوى الصراع البارد الى صراع بدأت مراحل سخونته بالتزايد التدريجي لتصل الى مرحلة من الصراع المسلح بين روسيا وامريكا ومن يقف معها من الدول الاوروبية والكيان الاسرائيلي .

فالحرب المشتعلة في اوكرانيا هي صراع خرج من حدود الحرب الباردة واتخذ منحى ساخنا لتتدحرج الامور نحو جبهة مفتوحة حولتها امريكا الى ساحة نارية تهدد فيها روسيا وتستهدف امنها الاستراتيجي في العمق .

هذه التوجهات الغربية والامريكية شكلت خطا احمر لروسيا التي لم تعد الا امام خيار المواجهة لان التجاوزات والمضايقات الغربية وصلت الى نقطة تتطلب التحرك الروسي قبل فوات الاوان .

ملف المقارعة الغربية لروسيا تجدد وبقوة، فروسيا التي بدأت في زمن الرئيس بوتين باستعادة سيطرتها ومكانتها في الشرق الاوسط ودورها الريادي مع بعض الدول ذات النفوذ في العالم ككل، تتعرض الى استهداف واضح جدا من قبل امريكا وبعض الدول الغربية، استهداف بدأ بأزمة الصواريخ التي عرفت بالدرع الصاروخي وانتشار حلف الناو بطريقة تهدد الامن القومي الروسي تلتها ازمة جورجيا وما تبعها من عقوبات فرضت على الاقتصاد الروسي وبعدها الازمة السورية التي تعتبر من صلب الاهتمام الروسي وبعدها الازمة الاوكرانية القائمة وتزايد فرض العقوبات الى مستوى التضييق الشديد عليها ومحاربتها بسلاح النفط والغاز .

إذاً هي حرب يعلنها الغرب على روسيا، هكذا يدركها ويفهمها المراقب لمسار المواجهة المتصاعدة بين امريكا وروسيا، مواجهة دخلت مرحلة الاحتدام الخطر الذي يؤشر الى مواجهات كبرى قد تندلع فيما لو استمر مسار التهديد الغربي للمصالح الروسية على حاله وقد تخرج المواجهة من ساحات بديلة الى مواجهات مباشرة قد تدخل المنطقة في مجهول خطير جدا غير محسوب التداعيات .

وفي جديد الازمة الروسية، أطلقت مؤخراً روسيا قيدها على تسليم ايران سلاح اس ٣٠٠ المضاد للطيران بعد تخلف عن تسليم السلاح في موعده منذ سنوات على اثر حسابات روسية وضغوطات تدخلت لمنع وصول هذا السلاح الى ايران .

وفي ظل الازمة القائمة في الشرق الاوسط وما تستشعره روسيا من تهديدات في ساحات عديدة تشكل جزءا مهما من المصالح الروسية في الشرق الاسط، وفي ظل تزايد التهديدات الامريكية والاسرائيلية والعربية للدول التي تقف في خانة سياسة مقارعة السياسة الامريكية في الشرق الاوسط، تجاوزت روسيا الضغوط وتخطت المخاوف والتهديدات ويبدو انها تتوجه لإتمام الصفقة التي تخلفت عنها مع ايران وسط تزايد التهويل والوعيد من قبل امريكا والكيان الاسرائيلي لمنع حصول هذه الصفقة .

وفي جديد السجال المحتدم المفتوح بين امريكا وروسيا، تناقلت وسائل الاعلام الروسية والدولية أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يستعد لنشر عدد من الأدلة على تورط الحكومة الأمريكية في هجمات الحادي عشر من سبتمبر، والتي أطاحت ببرجي التجارة العالميين في “نيويورك” والتي أعقبتها حملة مكافحة الارهاب التي شنتها امريكا على الشرق الاوسط واتخذتها ستارا لاحتلال العراق وافغانستان وإطلاق مشروع تفتيت الشرق الاوسط . 

موقع “أنينموس”، أحد مواقع القراصنة الإلكترونيين، ذكر أن الرئيس بويتن سيقدم  صورا تم التقاطها بالأقمار الصناعية وأدلة تشير الى تورط أمريكا في العمليات التي استهدفت برجي التجارة العالميين .

من جهتها نشرت صحيفة برافدا الروسية الداعمة للحزب الاشتراكي الروسي تقريراً صحفياً يشير إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سوف يعلن للعالم أجمع أدلة دامغة، تشمل صوراً بالأقمار الصناعية، تثبت ضلوع أمريكا في شن هجمات ضد نفسها في الحادي عشر من سبتمبر عام ٢٠٠١، مدعية أنها تتعرض لهجوم على أراضيها وعلى شعبها من قبل منظمة إرهابية دولية، وذلك من أجل تحقيق مصالح لها بالشرق الأوسط والسيطرة على منافذ البترول في العالم، واصفةً أمريكا بأن هذا الأمر ليس غريباً عليها فقد أقدمت أكثر من مرة على أفعال مماثلة إلا أن الأدلة في ١١ سبتمبر دامغة بحسب وصف الصحيفة.

وكانت الصحيفة قد ذكرت أن الرئيس بوتين سيضرب مرة واحدة ولكنها ستكون ضربة موجعة، وأن روسيا كان لديها منذ البداية هذه الأدلة ولكنها كانت تستخدمها كورقة لعب للاستفادة منها في تبادل المصالح السياسية، إلا أن تدهور العلاقات الأمريكية الروسية في الفترة الراهنة والتي يعتبرها البعض العلاقات الأسوأ منذ الحرب الباردة، قد سبب في إقدام بوتين على هذه الخطوة .

ولم تتوقف الصحيفة عند هذا الحد فحسب، بل أشارت إلى أن أمريكا تعلم ذلك ولديها خطة بديلة لتحسين صورتها أمام العالم وذلك بتقديم كبش فداء من حكومة بوش .

يذكر أن نظرية المؤامرة هذه لا تعد جديدة بل تطرق إليها عدد من المحللين منهم مواطنين أمريكيين، ومنهم المخرج الحائز على الأوسكار والمحلل السياسي الأمريكي الشهير مايكل مور، والذي تطرق إلى أن أمريكا قد تكون متورطة في أحداث سبتمبر في فيلم وثائقي من إخراجه، وقد أشار لنقاط عدة منها سماع دوي انفجارات بعد وقوع الحادث مثلاً !

ان صدقت مزاعم الصحيفة الروسية الشهيرة بنشر الفضائح الامريكية، فإن شكلا جديدا من اشكال السجال المفتوح سيتخذ طابع التعرض للقضايا الكبرى بين البلدين، سجال قد يوسع دائرة المواجهة الى حد كبير يخرجه من شكله الصامت المتستر بالسياسة .

هو فصل جديد من فصول الصراع الغربي لتطويق روسيا، تفتتحه روسيا كرد عبر توسيع دائرة المواجهة الى ابعد من اوكرانيا وسوريا والجغرافيا، الى كليات الازمة وعمليات استخباراتية تضع المواجهة بحكم المفتوحة على خيارات مجهولة وتوجيه رسالة للدول الغربية بأن روسيا تستعد للدفاع عن مصالحها عبر الذهاب الى مواجهة مفتوحة بعيدة المدى .

فهل تنجح المحاولات الروسية في تثبيت روسيا في الشرق الاوسط كبديل عن هيمنة سياسات امريكا ومحورها التي باءت بالفشل في ساحات المواجهة مع قوى الممانعة التي تعتبر حليفا لروسيا ضمن معادلة التوازن مع المحور الامريكي الصهيوني العربي؟؟ وهل يفشل مشروع تطويق روسيا لمنعها من الحلول مكان الفشل الامريكي عبر اختلاق ازمات تستنزفها وتقود حركتها في المنطقة أم ان مجريات الصراع الدائر ستتخذ طابعا دمويا اكثر وشكلا مباشرا من اشكال المواجهة بين المحور الغربي واتباعه ومحور الشرق المقارع للهيمنة الغربية؟؟

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق