من هو العدو التالي لاردوغان ؟
يوما بعد يوم تزداد اوضاع الرئيس التركي سوءا بعد اشتداد الخلافات بينه وبين معارضيه في الآونة الاخيرة حيث تنضم اسماء جديدة الى قائمة منتقدي اردوغان في كل يوم وبينهم اصدقاء سابقون للرئيس التركي ومناصرون لحزب العدالة والتنمية .
وكان تصور الخلاف بين اردوغان وعبدالله غول بعيدا الى حد كبير قبل السنوات الاخيرة حيث كان الجميع يعتبرون اردوغان وغول روحا واحدة في جسدين لكن كلما اقتربت سنين رئاسة غول من نهايتها سمع الجميع بان اردوغان يطمع في كرسي الرئاسة وقد تحقق هذا الامر وأصبح اردوغان اول رئيس منتخب بشكل مباشر في تاريخ تركيا، وقد حال النهج السياسي الهادئ الذي يتبعه غول في عدم ظهور الخلافات بينه وبين اردوغان الى العلن لكن رغم ذلك كان هناك بعض الخبراء يتوقعون ظهور الخلافات الى العلن .
وبعد ترشح اردوغان لرئاسة الجمهورية اختار غول التنحي بصمت عن السلطة ولم يبد رغبته في تسلم منصب رئاسة الوزراء رغم ان اردوغان ايضا كان لا يرغب بتسلم غول لهذا المنصب ورغم ذلك كان الجميع يتوقع عدم تنحي غول بالكامل عن السياسة التركية نظرا للخبرات السياسية والتنفيذية لغول وقد صدق هذا التوقع عندما رفع غول صوته اخيرا اعتراضا على إصرار اردوغان لتغيير النظام السياسي التركي وقال غول في احد خطاباته في اسطنبول انه اذا تحول موضوع النظام الرئاسي الى موضوع للجدل فيجب اخذ الاحتياطات اللازمة ومراعاة التعادل والتوازن الخاص بالنظام الرئاسي وذكره بدقة على الورقة .
وجاء خطاب غول بعد ان أعلن حزب العدالة والتنمية بانه قد قدم لائحته للانتخابات البرلمانية المتوقع إجراؤها في السابع من يونيو من العام الجاري وتعهد بتغيير النظام السياسي للبلاد الى نظام رئاسي حسب توجهات اردوغان .
وقد قال رئيس الوزراء احمد داوود اوغلو ايضا في خطاب امام اعضاء الحزب الحاكم: اننا نعتبر النظام الرئاسي انموذجا لإدارة البلاد وهذا ما تضمنه الدستور وان السلطة التنفيذية والسلطة التشريعة هما مستقلتان في هذا النظام الذي يتضمن ايضا التوازن والتعادل الديمقراطي والاختلافات الاجتماعية.
لكن غول قال من جهته ان النظام البرلماني هو افضل لتركيا رغم ان وجود نظام رئاسي كما هو موجود في الدول الديمقراطية لا يمكن وصفه بنظام غير ديمقراطي .
وقد دافع الرئيس التركي السابق عن فترة حكم حزب العدالة والتنمية في البلاد والتي تستمر منذ ١٢ سنة لكنه اكد علي ضرورة العمل بشكل افضل اليوم لأن الحركة “النهضوية” في تركيا قد توقفت خلال العامين او ثلاثة اعوام السابقة .
وأشار غول الى ما يتفوه به اردوغان وقال يجب وقف “القطبية” وإعادة الاوضاع في البلاد الى الحالة الطبيعية، والوصول الى هذه الغاية ليس صعبا .
وهكذا تقترب اللعبة من مراحلها الصعبة حيث تظهر دراسة تصرفات اردوغان الاجتماعية والسياسية بأنه لا يتنازل امام معارضيه ومنتقديه ولا يعترف بصوابية مواقفهم بل على العكس من ذلك يصف جميع منتقديه ومعارضيه بانهم خونة واعداء للشعب والوطن والبلاد وعندما نرى ان المرشد الروحي لاردوغان فتح الله غولن قد تم وضعه في هذه اللائحة فإن بإمكان غول ايضا ان يدخل فيها .
ان الشمولية الموجودة لدى الرئيس التركي سيزيد من عدد المعارضين والمنتقدين للسياسات وافعال اردوغان حتى من داخل حزب العدالة والتنمية وان من سيبقى الى جانب اردوغان هم اراذل السياسيين الذين سيمتدحون اردوغان ويقبلون بما يقوله دون اية معارضة وذلك من اجل بقائهم، وهكذا يمكن لنا ان نتوقع تزايد ثقل المعارضين لاردوغان يوما بعد يوم .
ان الرئيس التركي السابق يرفع الان صوته منتقدا عمل اردوغان بشكل علني وهذا ما ينذر ببدء حقبة سياسية جديدة في تركيا ربما تغير المعادلات السياسية السائدة في هذا البلد .
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق