بولندا تعلن عن رغبتها بشراء باتريوت امريكي وروسيا تلتزم الصمت حول وارسو وتصعد ضد كييف
في خطوة جدية نحو استفزاز موسكو أعلنت الحكومة البولندية عن رغبتها بشراء مجموعة اسلحة جديدة أمريكية وفرنسية الصنع تصل قيمتها إلى ثمانية مليارات دولار والتي تشمل صواريخ باتريوت التي تنتجها شركة رايثون الأمريكية وعدة طائرات هليكوبتر تنتجها شركة إيرباص الفرنسية وذلك في ظل سعيها لتطوير قدراتها العسكرية خاصة في ظل الأجواء المتوترة مع موسكو .
وفي هذا السياق قال الرئيس البولندي برونيسلاف كوموروفسكي إن بلاده تتفاوض مع أمريكا على صفقة لشراء صواريخ أرض-جو لدرعها المضادة للصواريخ، في صفقة تقدر قيمتها بأكثر من خمسة مليارات دولارمعتبراً “إن صفقة الأسلحة تتعلق بالتحديث الفني والقوات المسلحة البولندية، ولكي تكون قدرتها على الصمود فعالة يجب أن تكون الدرع المضادة للصواريخ… أولوية الأولويات” بحسب تعبير وصف الرئيس البولندي .
و تعتبر هذه الصفقة الأضخم على الإطلاق في تاريخ الجيش البولندي، حيث ستدخل بولندا في محادثات حصرية مع الحكومة الأمريكية حول هذه الصفقة في أيار/مايو. وتعتزم بولندا شراء ثماني بطاريات صواريخ باتريوت بحلول عام ٢٠٢٥ من بينها منظومتان خلال ثلاث سنوات من التوقيع .
وفي سياق متصل رحبت أمريكا الثلاثاء باعتزام بولندا العضو في حلف الأطلسي وحليفتها القوية على حد وصفها بشراء صواريخ “باتريوت” وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية ماري هارف في بيان إن “بولندا هي دعامة في حلف شمال الأطلسي وبرنامجها لتحديث منظومتها الدفاعية يعزز بشكل مباشر القدرة العسكرية للحلف”. وأضافت المتحدثة الأمريكية في بيان إن من المتوقع أن يؤدي البرنامج “إلى صادرات أمريكية قيمتها ٢.٥ مليار دولار – ويعني ذلك دعم الوظائف الأمريكية في الداخل ونمو قاعدتنا الصناعية .”
الى ذلك اختارت بولندا شراء طائرات هليكوبتر من طراز كاراكال إي.سي. ٧٢٥ التي تنتجها شركة إيرباص الفرنسية في صفقة تبلغ قيمتها ثلاثة مليارات دولار، تخضع لاختبارات يجريها الجيش مستبعدة بذلك منافسين أمريكيين وإيطاليين. وخفضت الطلب المحتمل من ٧٠ طائرة كانت تعتزم أصلاً شراءها إلى ٥٠ طائرة. لكنها ستظل أكبر عملية شراء لمعدات عسكرية تجريها بولندا منذ نهاية الحرب الباردة. ويتوقع أن يبدأ تسليم الطائرات في أوائل عام ٢٠١٧ .
من جانبها لم تعلق موسكو رسمياٌ حتى الان على القرار البولندي بشراء صواريخ الباتريوت ولكن الجدير ذكره هنا، أن روسيا تواجه أزمة أخرى لا تقل أهمية عن جارتها وحليفها السابق أوكرانيا والتي تخوض بدورها حرب منذ حوالي السنة بين المقاطعات الشرقية المؤيدة للتقارب مع موسكو وبين المقاطعات الغربية التي أيدت الإنضمام للإتحاد الأوروبي وتقوم بين الوقت واللآخر بعدة خطوات تحاول استفزاز الجانب الروسي. وكان اخرها أزمة دبلوماسية بين كييف وموسكو على خلفية تصريحات المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الأوكرانية يفغيني بيريبينوس بشأن “التهديد الروسي”، إذ اعتبر أن “روسيا بأفعالها، تدفع بالعالم بأسره، وليس أوكرانيا فحسب، بل أوروبا والولايات المتحدة أيضاً، إلى التفكير في سبل التصدي للخطر الروسي الذي يتجلى في أوضح صورة .
رد موسكو على اتهامات أوكرانيا جاء سريعاً وعلى لسان الأمين العام لمجلس الأمن الروسي نيقولاي باتروشيف الذي طالب اليوم الأربعاء سلطات كييف إلى التركيز على حل القضايا الواقعية التي تواجه أوكرانيا بدلاً من التصدي للتهديد الروسي الوهمي. وسخر باتروشيف من مزاعم كييف حول وجود خطر يهدد أوكرانيا مصدره روسيا، قائلاً: “عليهم التفكير ليس في التصدي لخطر لا وجود له، بل في سبل إعمار اقتصاد البلاد وتوفير الضمانات الإجتماعية لسكان أوكرانيا برمتها”. كما دعا المسؤول الروسي كييف إلى التفكير في سبل الوفاء بالإلتزامات التي أخذها على عاتقه الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو في إطار اتفاقات مينسك السلمية .
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق