التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, ديسمبر 29, 2024

سوريا واعدائها؛ إعادة طرح الملف الكيميائي 

 صوت مجلس الامن الدولي على مسودة قرار قدمه ١٤ عضوا فيه (باستثناء فنزويلا) اعتبر موضوع استخدام غاز الكلور كسلاح عسكري في سوريا تحت الفصل السابع ليكون ذلك بداية لإدانة سوريا في ملف استخدام السلاح الكيميائي وذلك في وقت تعلم فيه منظمة منع انتشار السلاح الكيميائي ان سوريا تتعاون معها في هذا الملف وفي ملف تدمير ترسانتها الكيميائية.

 وتعتبر محاولات اعداء سوريا لإيجاد ادلة ضد سوريا في هذا المجال وجمع شهادات من قبل اطباء سوريين يعملون في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة والتي تقول بأن الجيش السوري قد استخدم الاسلحة الكيميائية وتحديدا غاز الكلور ضد المعارضة والجماعات المسلحة، منعطفا هاما وخطيرا في هذه القضية.

وليست هذه هي المرة الاولى التي يستعين فيها اعداء دمشق بشهادات كاذبة وان هذا النموذج قد تكرر ايضا في قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري والتي تم استخدام شهادات مزورة فيها لإدانة دمشق.

 ويتم الان بذل محاولات لاتهام دمشق مباشرة بالضلوع في عمليات تعتبر جرائم ضد الانسانية وذلك تمهيدا لتدخل عسكري مباشر من قبل امريكا او حلف الناتو او ائتلاف تركيا والسعودية، خاصة وان هناك تمهيدات اعلامية تمت في هذا المجال في وسائل الاعلام الاقليمية.

هل سوريا في موقف الضعف؟

ان تحرك الاوروبيين نحو دمشق والاستدارة الغربية نحو التعامل مع النظام السوري للاستفادة من تجاربها في مكافحة الارهاب وخاصة الجماعات التكفيرية يؤكد ان الغربيين قد عرفوا جيدا قدرة وقوة النظام السوري وان احتمال تحركهم نحو مواجهة عسكرية مع النظام السوري احتمال غير وارد خاصة مع انشغال الاوروبيين بملفات اخرى مثل ملف الطاقة ونقل الغاز الروسي الى الغرب .

 ماذا يكن الاعداء لسوريا؟

من الواضح ان السياسة المتبعة حاليا تجاه سوريا لا تروق لمحور اعداء سوريا وان اجتماع موسكو – ٢ بين الحكومة السورية واطياف المعارضة والذي أسفر عن توحد في الرؤى بين الحكومة السورية وهذه الاطياف المعارضة لا تستسيغه السعودية والكيان الإسرائيلي وتركيا ولهذا ستتحرك هذه الدول لعرقلة الاتفاق الحاصل في موسكو وعرقلة العملية السياسية لكي تستمر الازمة والحرب الداخلية في سوريا ومن جهة اخرى يتم إيقاف الاستدارة الاوروبية نحو دمشق من اجل فتح باب التعاون الامني ضد الجماعات التكفيرية الارهابية ومنها تنظيم داعش .

ولذلك تعتقد هذه الدول والاطراف التي تكن السوء لسوريا ان إيجاد حل للازمة السورية تحتاج الى وقت اطول لتوفير الفرصة امام خلق الازمات لكي تتورط الحكومة السورية في ازمات اكبر من جهة وتتوفر الفرصة للدول المتورطة في سوريا من تخليص نفسها من المأزق السوري بأقل الخسائر الممكنة من جهة اخرى .

 ويمكن القول ايضا إن هناك اهدافاً اخرى وراء إثارة قضية استخدام الغاز الكيميائي في سوريا ووضع ذلك الامر تحت الفصل السابع للامم المتحدة، منها الضغط على حلفاء دمشق مثل ايران في الملف النووي والملفات الاخرى مثل العراق ولبنان وحتى اليمن لأن معظم المشاكل في المنطقة هي مرتبطة ببعضها البعض بشكل مباشر وتشمل معظم الدول واعضاء محور المقاومة والممانعة.

 ما هي اهداف اعداء سوريا؟

 ان عرقلة التوصل الى حل لأي ازمة من ازمات المنطقة تتسبب بتعقيد الازمات الاخرى في المنطقة وان الجهة التي تستفيد من هذه الاوضاع بدرجة اكبر من غيرها هي الكيان الإسرائيلي لأن إطالة امد الازمات الاخرى في المنطقة ستبعد انظار الدول العربية والاسلامية عن القضية الفلسطينية وهذا سيساعد المشاريع الصهيونية في الاراضي المحتلة وان استهداف سوريا يعتبر خطوة هامة في مسار تقسيم وتمزيق المنطقة وضمان بقاء هذا الكيان ولذلك نرى ان الدول العربية في الخليج الفارسي وبعض الانظمة العربية الاخرى تتماشى مع هذه المشاريع من اجل الاحتفاظ بكراسي الحكم حتى اذا كلف هذا الامر إراقة الدماء في الدول العربية وخاصة في سوريا.

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق