التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, نوفمبر 25, 2024

تل ابيب تعرف أن أي نمو اقتصادي لسوريا وإيران سيعني نمواً لقوة المقاومة 

سوريا ـ سياسة  ـ الرأي ـ

أكد نائب عميد كلية الاقتصاد في جامعة دمشق الدكتور رغيد قيصومة إن اللقاءات الثلاثية التي جمعت سوريا وإيران والعراق إلى طاولة التباحث في العاصمة الإيرانية ستزيد من التعاون الاقتصادي فيما بين الدول الثلاث.

قيصومة قال ان اللقاءات الثلاثية ستحول الثقل الاقتصادي في الشرق الأوسط خلال المرحلة القادمة من الجهة الخليجية إلى جهة التحالف الثلاثي بين هذه الدول والذي يبرز دوره أكثر على صعيد السياسة العالمية.

وأشار إلى صعود القوى المشتركة لهذه الدول الثلاث سيربك حسابات الدول الخليجية، كما إنه سيثير مخاوف الكيان الإسرائيلي من احتمالات زواله، بكونه يرى أن أي عملية وحدوية ما بين القوى المعادية له هي خطوة أضافية على طريق نهايته وبالتالي لابد للكيان في المرحلة القادمة أن يعمل على دفع الدول الخليجية نحو المزيد من التصعيد هذه الدول خاصة سوريا وإيران مستغلا الملفات الإنسانية في سوريا والملف النووي الإيراني فيما يخص العلاقة مع طهران، مشيراً إلى أن الكيان السعودي الذي بات لا يستحي من الإفصاح عن أهداف تتطابق مع الأهداف الإسرائيلية في المنطقة سيعمل خلال المرحلة القادمة على تحريك أدواته في الداخل السوري نحو المزيد من التصعيد الميداني لأنه يرى في هذا التحالف صعوداً للقوة السورية في غير وقته بالنسبة للرياض التي فشلت بشكل ذريع في الملف اليمني ولا تريد أن تحشر في خانة المهزومين أكثر.
وأوضح الأكاديمي السوري أن تلاقي هذه الدول على الأهداف ذاتها وخصوصاً على مكافحة الإرهاب سيفضي إلى تحسين المناخ الاستثماري العام في المنطقة خصوصاً في أراضي هذه الدول، فالجمهورية الإسلامية الإيرانية تحضر بطريقة منهجية وعلمية لمرحلة ما بعد العقوبات وتعمل على زيادة الدعم لحلفائها الاستراتيجيين في المنطقة الأمر الذي سينعكس بشكل إيجابي على السوق الإيرانية من خلال خلق الظروف المهنية المواتية لزيادة الحركة الاستثمارية وجذب رؤوس الأموال إلى الداخل الإيراني.
وأضاف إن تطهير الأراضي السورية من الإرهاب سيكون له الأثر الكبير في تشجيع المستثمر العالمي وخصوصاً الإيراني والروسي والصيني على العودة بقوة إلى السوق السورية التي باتت بحاجة إلى حركة استثمارية كبرى ستكون الحكومة السورة قد هيأت لها الظروف الإدارية واللوجستية لتتمكن من جذب الاستثمارات وعلى رأسها الاستثمارات الإيرانية بكون الحكومة السورية تقيم عالياً الأداء التشاركي لطهران في محاربة الإرهاب وإنهاء الأزمة السورية، وهذا ما سيحقق تكامل اقتصادي بين الدول الثلاث، فالعراق واحدة من الدول النفطية المهمة في حسابات سوق الطاقة والعمل المشترك بين دمشق وبغداد وطهران سيكون له تأثيره في مسار سوق الطاقة العالمي، وهو ما سينعكس بطبيعة الحال على السياسة الدولية.
وأشار قيصومة إلى أن عمل هذه الدول الثلاث في المرحلة القادمة سينصب على محاولة إنهاء الصراعات بين الدول الإقليمية بما يفضي إلى حالة من التوازن الذي تحتاجه المنطقة لنموها الاقتصادي وإن كانت الدول الخليجية غير راغبة بهذا التحالف الثلاثي فلأنها تعرف إنها في مرحلة انحسار في المد الاقتصادي الذي مولت من خلاله الحروب الأمريكية في المنطقة وأثرت على القضايا الحساسة وخصوصاً القضية الفلسطينية وذلك ضماناً من حكامها لبقائهم في السلطة.
وختم قيصومة حديثه بالتأكيد على إن الشق الاقتصادي من التلاقي بين سياسات هذه الدول الثلاث سيكون له تأثيره على كل شعوب المنطقة، وإسرائيل تعرف أن أي نمو اقتصادي لسوريا وإيران سيعني نمواً لقوة المقاومة اللبنانية والفلسطينية عسكرياً، وذلك بكون المقاومة هي العنوان الأساسي لهذا التحالف وللعلاقة ما بين الحكومتين الإيرانية والسورية، والطريق نحو تحرير فلسطين هو من يجمع ما بين طهران ودمشق.انتهى

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق