عاصفة الکذب فی الاعلام السعودی
بدأ “الدمع المرتعد” أو ما سمي بعاصفة الحزم على اليمن وبدأت معه عواصف الكذب من كل حدب وصوب. وأطلقت معها العنان للأبواق الإعلامية التي عزفت على الحان الطائفية والعرقية كل اخبارها، علها بذلك تغير شيئاً من الواقع التي وصلت اليه نتيجة الكذب.
فسعت الى تركيز سهامها الاعلامية في ما ابتدعته عقولها المترهلة من تدخل للجمهورية الاسلامية في الداخل اليمني، التي اعلنت مرارا” وتكرارا” انها بعيدة كل البعد عن الدخول في اتون الساحة اليمنية.
لم يكن الاعلام السعودي او من يتغذى على فتات مال مملكة القهر، رائداً في المصداقية بل بنى كل منظومته الاعلامية على ترهات واكاذيب، حتى وصل بهم الحال الى استخدام ارشيف الغزو الامريكي للعراق عام ٢٠٠٣ من اجل دس مشاهد علها تجذب الى شاشتهم الصغيرة بعض المشاهدين او ليعطوا الغزو السعودي لليمن بعداً جماهرياً، والانكى من ذلك البعد الطائفي والمذهبي والتحريض على ايران، والزرع في فكر المشاهد ان سبب الغزو هو التدخل الايراني في اليمن والحفاظ على امن السعودية الاستراتيجي.
تدخل نفته طهران مراراً وتكراراً، ونددت باتهامات وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل لها بالتدخل في اليمن ومد حركة أنصار الله بالسلاح مضيفة أن التصريحات “تفتقر إلى الدقة”، نافية أي تدخل إيراني في اليمن.
وكان سعود الفيصل قال خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الفرنسي أن المملكة ليست في حالة حرب مع إيران داعياً طهران إلى “وقف دعمها للحوثيين وتزويدهم بالأسلحة”.
وفي رد مباشر علق الناطق باسم “البنتاجون” ستيفن وارن، على تصريح وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل الأخير بشأن اليمن بالقول ” إن ما يهم أمریکا باليمن هو القضاء على تنظيم “القاعدة” وليس التدخل الإيراني.
الى ذلك قالت مرضية أفخم المتحدثة باسم الخارجية الإيرانية “إن المسؤول السعودي (سعود الفيصل) يتحدث عن التدخل في الشؤون اليمنية، بينما القوات العسكرية لدولته ومنذ أكثر من أسبوعين، تستهدف البنية التحتية والمناطق السكنية، وتقتل المئات من النساء والأطفال العزل”، وأضافت أفخم “إن السعودية ضربت القوانين وموازين القوى الدولية المتعارف عليها عرض الحائط، وغير جاهزة للاستماع إلى المطالب الدولية، لإيقاف الحرب على اليمن وشعبه”.
وفي شأن متصل قال حسين أمير عبد اللهيان نائب وزير الخارجية الإيراني إن “تعزيز الإرهاب في اليمن، من شأنه أن يسهم في تعقيد واتساع هذه الظاهرة الخطيرة على الأمن العالمي، وان ايران لا تتدخل فى شؤون البلدان الاخرى، ولا يوجد اي دليل على تدخل طهران في الداخل اليمني”.
ولم یکتف الاعلام السعودي عند هذا الحد بل قامت قناة العربية والتي تبث من دبي ببث مقطع فيديو لمدربین قالت انهما ايرانيان يدربان يمنيا على قيادة طائرة حربية، ولم توضح القناة تفاصيل عن هذا الفيديو، الذي يتبين من خلال التدقيق الفني فيه انه غير صحيح ومفبرك، بالاضافة الى انه لم يظهر اي تدريب يمارسه الطيار، وهنا سؤال يطرح نفسه كيف يمكن تعلم قيادة الطائرات في ايام معدودة على بدء العدوان علما” ان تعلم التحليق بالطائرات يتطلب سنوات؟؟؟
سیل من الاتهامات قامت به مملكة القهر لم تتوقف عند طهران فقط، بل تعدته الى “حزب الله” اللبناني بالتورط في الأزمة اليمنية عبر دعمه حرکة أنصار الله التي انقلبت على الشرعية على حد تعبيرها، مؤكدة أن إيران والحزب ساهما بشكل مباشر في تغذية الصراعات بالمنطقة العربية.
وقال عادل الجبير، السفير السعودي لدى واشنطن، في مؤتمر صحفي، عقده بالعاصمة الأمريكية واشنطن، أمس الجمعة: إن “جماعة الحوثي لم يكن بإمكانها أن تتقدم وتستولي على المدن لولا دعم علي عبدالله صالح وإيران وحزب الله”، مضيفًا: “توجد في لبنان ميليشيا حزب الله التي تسيطر على الدولة ولا نريد أن يحدث مثل هذا الأمر في اليمن عن طريق الحوثيين”.
كل هذة الادعاءات تم نفيها ولكن هذة المرة من الاعلام الغربي والتي ورد في مقالة لصحيفة foreignaffairs الامريكية والتي رفضت مزاعم التورط الايراني في العراق والسعودية واليمن، واعتبرت ان الهجوم السعودي “خطأ استراتيجي” مضيفة “لكن المملكة العربية السعودية لتبرير أهدافها التوسعية والمبالغ فيه داخل اليمن، عمدت الى اتهام ايران بالتدخل في الشأن اليمني، محدثة فوضى عارمة”.
هذه الافتراءات التي قادها الاعلام السعودي ما هو الا ذر الرماد في العيون لتغطية فشلها وحربها الاجرامية ضد شعب فقير اعزل، ولجر ما تبقى من شعوب المسلمين نحو العداء مع الجمهورية الاسلامية، والتي ستثبت الايام ان السعودية تقود نفسها الى المجهول، لأن من صرع الحق صرعه.
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق