أهداف وتداعیات الملتقی الشعبی الفلسطینی “مخیماتنا .. بوابة عودتنا” فی دمشق
أقيم في العاصمة السورية دمشق الملتقى الشعبي الفلسطيني تحت عنوان: “مخيماتنا .. بوابة عودتنا”، تأكيداً على حق العودة والوقوف إلى جانب سوريا في تصديها للمؤامرة الصهيو – أمريكية، وذلك بحضور ممثلين عن حركات المقاومة الفلسطينية في دمشق، فضلاً عن وزير المصالحة السوري علي حيدر الذي أكد أن فلسطين المقاومة هي صاحبة الحق الذي لم يسقط، ولن يسقط لأنه حق مقدس لكل فلسطيني موجود بيننا، واننا نخوض معرکة واحدة للوصول للانتصار الواحد، الذي سنحییه معاً قریباً إن شاء الله.
وقال الوزیر حیدر: إن فلسطین المقاومة هي التي لا تساوم والتي لیس لأحد الحق في التخلي عنها، مؤکداً أن المؤامرة على فلسطین لم تبدأ منذ وعد بلفور بل بدأت منذ أن أعطى آل سعود وعداً للیهود بإنشاء کیان لهم.
وفیما یتعلق بالمخیمات أوضح حیدر أن القرار في المخیمات هو قرار فلسطیني سوري انطلاقاً من قاعدة أنه لیس هناك ضیف فلسطیني على الأراضي السوریة ولیس انطلاقاً من قاعدة الاتفاقات والمساومات بین بلدین، مشدداً على أن قرارنا هو قرار المقاومة الذي یدافع عن الحقوق، ومن یدافع عن حقوق فلسطین فإنه یدافع عن سوریا ضد الإرهاب.
ولفت حیدر إلی أنه لا فرق بین “داعش” بتشکیلاته المختلفة وبین الیهود الصهاینة الذین احتلوا أرضنا، ونحن مع الشعب الفلسطیني الذي یؤمن بمبدأ المقاومة لا المساومة، المقاومة الممتدة من طهران إلى بغداد مروراً بدمشق فبیروت ففلسطین فالقدس التي لن نتخلى عنها أبداً.
من جانبه أکد الأمین العام المساعد للجبهة الشعبیة لتحریر فلسطین – القیادة العامة – طلال ناجي في کلمة له: نحن نؤمن بأن التمسك بحق العودة یضمن طریق النصر لفلسطین، لافتاً إلى أن المؤامرة على فلسطین کانت إلغائیة عن طریق المجيء بشذاذ الآفاق وإحلالهم بدل الشعب الفلسطیني بهدف طمس حق العودة للشعب الفلسطیني.
واعتبر ناجي أن سوریا تتعرض لمؤامرة کبرى لأنها تتمسك بحق العودة، والرئیس بشار الأسد رفض أن یساوم منذ أن أصبح رئیساً، لذلك فإنه تعرض للضغط من قبل القوى الإمبریالیة للتخلي عن مبادئ الشعب الفلسطیني والتخلي عن مبدأ المقاومة في لبنان وفلسطین وقطع علاقاته بالجمهوریة الإسلامیة في إیران ولکنه لم یفعل.
ولفت ناجي أن أحد الأهداف من هجوم تنظیم “داعش” على مخیم الیرموك هو اتخاذه منطلقاً للوصول إلى العاصمة السوریة دمشق، مؤکداً: إننا سنتصدى لهذه المؤامرة على المخیمات لأننا نؤمن بأن النصر لسوریا هو النصر لفلسطین.
وفي کلمة له خلال الملتقى أکد الأمین العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطیني خالد عبد المجید أن الشعب الفلسطیني بذل دمه في سوریا لیمتزج بدماء الشعب والجیش السوري، لافتاً أنه ومنذ بدایة استهداف المخیمات کان هناك وجهتا نظر في الساحة الفلسطینیة أدت إلى العدید من الذرائع وشکلت الغطاء للجماعات الارهابية للتنکيل بشعبنا، مشدداً أنه لو کان هناك موقف فلسطیني موحد لاستطعنا دحر هذه الجماعات وحصنّا مخیماتنا. وعزى عبد المجید هذا الانقسام في المواقف قائلاً: إن سببه التواطؤ من البعض والتورط من البعض الآخر، الأمر الذي أدى لدخول “داعش” إلى مخیم الیرموك.
وقال عبد المجید: لقد أصبحت بعض الفصائل الفلسطینیة متهمة لأنها تقاتل “داعش” و”جبهة النصرة” وحاولت استعادة المخیم من أیدي الإرهابیین، مؤکداً أن الفصائل الفلسطینیة المقاومة استطاعت أن تصل إلى نصف مخیم الیرموك، وأن تضعف “داعش” وتجبره على الانسحاب باتجاه منطقة الحجر الأسود.
وهنا لابد من القول إن الدعم السياسي والمادي الذي خصته القيادة السورية لاهالي المخيمات في سوريا، يحمل رمزية خاصة للفلسطينيين كافة. فالمعركة واحدة والمصير واحد في ظل ما تتعرض له سوريا من إرهاب منظم بسبب تمسكها بالمقاومة ودعمها للقضية الفلسطينية. كما أن استهداف المخيمات الفلسطينية هو جزء لا يتجزأ من استهداف سوريا لكون المخيمات تشكل العمق القومي لها والحارس للقضية الفلسطينية.
وتجدر الاشارة هنا الى ان مخيم اليرموك الذي بني بأيدي السوريين والفلسطينيين منذ عقود، دخله المئات من مسلحي تنظيم “داعش” الارهابي بالتواطؤ مع مسلحي ما يسمى بـ “جبهة النصرة” في الأول من نيسان / ابريل الجاري بهدف تعطيل وإسقاط اتفاق المصالحة المحلية فيه وارتكاب المزيد من الجرائم ضد أهالي المخيم ودفعهم إلى مغادرته.
ومن المعروف ان استغلال الوضع الجغرافي والسياسي لمخيم اليرموك، بسبب قربه من العاصمة السورية دمشق واعتباره البوابة الجنوبية لها، ساهم وبشكل كبير باختياره ساحة لانطلاق العمليات من قبل “داعش” وغيره من التنظيمات الإرهابية في مسعى منها لدخول دمشق ومحاولة إضعاف معنويات السوريين وجر الجيش السوري لمعركة داخل المخيم وبالتالي التمهيد لاتهام السلطات السورية بقتل الفلسطينيين واتخاذها ذريعة سياسية ضد دمشق في المحافل الدولية.
ومما لا شك فيه أن ما شهده مخيم اليرموك في الآونة اﻷخيرة لم يأتِ فجأة ومن باب الصدفة ودون تخطيط وإعداد مسبق لذلك. فأزمة المخيم بدأت منذ عام ٢٠١٢ مع قيام مسلحين تابعين للتنظيمات اﻹرهابية بالسيطرة على المخيم وتهجير أكثر من مليون فلسطيني وسوري من بيوتهم. وعملت هذه التنظيمات على إيجاد أرضية خصبة ليكون المخيم بؤرة للإرهاب والقتل والتدمير، من خلال قيام عناصرها المدعومة من قبل الكيان الاسرائيلي مباشرة وبعض الدول الاقليمية المتواطئة معه لاسيما قطر والسعودية، بتنفيذ اعمال اجرامية تهدف للهيمنة على المنطقة على حساب الدول التي قدمت الدعم السياسي والعسكري للمقاومة واحتضنتها ومن بينها سوريا.
وشعار ” مخيماتنا .. بوابة عودتنا” الذي تبناه الملتقى الشعبي الفلسطيني في دمشق، يعبر بشكل واضح عن شعور الفلسطينيين بأن ما يجري الآن يستهدف المخيمات الفلسطينية ويستهدف حق عودة اللاجئين الفلسطينيين. كما يعبر الشعار عن ضرورة التمسك بالحراك المدني باعتباره ركيزة حيوية لدعم المقاومة الفلسطينية على طريق استعادة الحقوق المغتصبة في الارض والوطن وفي مقدمتها حق العودة.
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق