مابعد عاصفة الحزم لیس کما قبله.. لقد مرغ انف السعودیة وتحطم کبریاءها !!
يوما تلو الاخر وسط أجواء الهرج والمرج التي تسود المنطقة، يزداد وجه السعودية انكشافا وظهورا على حقيقته، ويظهر جليا أن السعودية هي رأس الحربة للمشروع الاميركي الاسرائيلي في الشرق الاوسط.
فقد لعبت دور الحراسة للمصالح الغربية في اكثر من ساحة، وادارت ظهرها طول عقود من الزمن لاكثر القضايا العربية عدالة ومشروعية بل اطالت عمر الاغتصاب الصهيوني لفلسطين وبالتالي ساهمت في الانقضاض على حركات التحررالعربية والاسلامية ومارست دور القامع والمناهض لها مستخدمة المال تارة والافكار الوهابية تارة اخرى في ابشع حملة مناهضة للحقوق العربية في فلسطين والصومال وسوريا والعراق والبحرين وليبيا وايران والبوسنة والهرسك والشيشان راح ضحيتها الاف الشهداء لقاء بذخ ثروات مالية ضخمة من صندوق الشعب العربي السعودي لتنفيذ هذه السياسات…
ولما لم تعد تجدي مؤامراتها الغير مباشرة التي كانت تديرها الاستخبارات السعودية من خلف الستار، وحيث ان سيدها الامريكي اصيب بالهوان والضعف وضاعت من يده الهيمنة المتفردة على العالم، نتيجة خوضه لحروب عدة بقواته التي غزت العراق وافغانستان، مما كلفه الكثير وحطم جبروته امام المقاومة تنوي في هذه البلدان واستنزفت هذه الحروب الكبيرة من طاقاته وقدراته وسط تخبط في تحقيق اي هدف يذكر سوى سرقة الثروات والخيرات للبلدان التي غزاها.
وحين اصاب التعب والعجز الدولة العظمى، راحت تبحث عمن يؤدي هذا الدور بدلا عنها فكان الكيان الإسرائیلي المرشح الاول لولا انه ايضا يقبع تحت وطأة الهزائم المتوالية التي تسددها له حركات المقاومة كلما طمع بحرب يغذي فيها جشعه للسيطرة واعادة تحصيل هيبته وسيطرته.
فكان الخيار البديل السعودية ودخلت الى الميدان بقواها الذاتيه بعد فشل مشروعها الارهابي وعدم تمكنه من تحقيق اهدافها الحاقدة، فاضطرت الى الدخول بنفسها لتؤدي وظيفة فشلت هي الاخرى في الحاقها بوكيل يضمن تنفيذها.
وبدخول السعودية المعركة بشخصها، لم تجد نصيرا لها ولفلوسها الذي لفظته الدول بعدما لم يفي بالغرض من خلال التنظيمات الارهابية التي رعتها ومدتها بالسلاح والمال لتنال من حركات التحرر العربي خدمة للکیان الاسرائيلي واعوانه…
هذه هي الخلاصة الواضحة الجلية، لما قامت وتقوم به السعودية والتي كان اخرها، العدوان على الشعب اليمني. والذي انتهى، بعد أربعة أسابيع من الحقد الأسود، بإعلان وقف «عاصفة الحزم»، من دون تحقيق أي من أهدافها السياسي .
لم يركع الشعب اليمني للقصف الهمجيّ، ولم تنسحب قوات الجيش واللجان الشعبية من أي شبرٍ استطاعت السيطرة عليه، ولم يتوقف كفاحها المشروع ضد إرهابيي «القاعدة» في حضرموت وسواها…
فالسعودية ارتكبت جرائم حربٍ موصوفة بحق اليمنيين؛ قتلت الأطفال والنساء والشيوخ، ودمّرت المنشآت والجسور ومرافق الخدمات والبنى التحتية، وعطّلت دورة الحياة اليومية للعائلات والعاملين والطلاب، ولكنها لم تتمكن من تحقيق هدفها المعلَن المتمثل في إعادة عبد ربه هادي إلى السلطة، ولا حتى في تمزيق الشعب الأبيّ اليمني على أسس مذهبية أو عشائرية، تمهيدا لإشعال حرب أهلية .
واجه اليمنيون العدوان بشجاعة وأنفة، بلا أنينٍ ولا شكوى، موحّدين وصابرين، ومستعدّين للأسوأ. أما أولئك الذين أيّدوا العدوان من الأحزاب السياسية البالية، فقد أصدروا على أنفسهم الحكم بالإقصاء بصفتهم خونة للوطن والشعب …
والمفارقة أن الذين أعطوا الرياض سلّم النزول عن شجرة العدوان اليائس، هم مَن تعتبرهم أعداءها، أي روسيا وإيران.
فقد تحرّكت هذه الدولتان من منطلق مسؤول لحلحلة الازمة القائمة، وأبدت رغم الاتهامات السابقة لها انها دول تشجع على الحروب والقتال، بأنها دول ترعى صيانة امن المنطقة وتجهد لحفظ وحدتها واستقراراها، وتتصرف بعقلانية ومسؤولية اكثر من كل الدول المستهترة والتي تسير وفق منافع شخصية لها ولحكامها.
وكان سلوك هذه الدولتين المسؤول هو فرصة بالحقيقة لإيقاف السعودية من سكرة جنونها وحقدها، حيث اتّبعتا نهج التهدئة والمبادرة السلمية.
فبينما مررت موسكو للرياض قراراً دولياً يحفظ ماء وجه المملكة، مارس الرئيس فلاديمير بوتین سياسة احتواء الانتحار السعودي؛ فقد حذّر الملك سلمان من التداعيات الخطيرة للعدوان، ودعاه إلى زيارة الكرملن، للتفاهم؛ فروسيا مستعدّة لضمان أمن السعودية، مقابل وقف حروبها في اليمن وسوريا والعراق.
وفي هذا الخط نفسه، وبالتفاهم الثنائي، سارت الدبلوماسية الإيرانية نحو التوصل إلى صيغة لإطفاء الحرائق، لا في الجزيرة العربية فقط، بل أيضاً في المشرق العربي.
إذا كان العدوان السعودي الفاشل على اليمن يهدف، على مستوى مباشر، إلى منع الشعب اليمني من الاستقلال، والحيلولة دون الحضور الإيراني ـ الروسي في جوار المملكة, فإن آل سعود، المرعوبين من الاعتراف الغربي بإيران كقوة إقليمية رئيسية، ومن التحالف الإيراني الروسي، سعوا نحو التصعيد مع هذا المحور، في ما سمّوه «عاصفة الحزم».
وهو ما عكس الرُهاب السعودي من التحولات الاستراتيجية الحاصلة على المستويين الإقليمي والدولي، ومنها الاتفاق مع طهران على تسوية الملف النووي، ورفع الحصار عن الجمهورية الإسلامية، وتوجّه الأخيرة إلى الانضمام إلى حلف شنغهاي الدفاعي، وإفراج موسكو عن صفقة صواريخ أس ٣٠٠, وإعلان الرئيس الأميركي باراك أوباما أن الأخطار التي تواجه دول الخليج تأتي من داخلها ـ بسبب انسداد الأفق السياسي الاجتماعي أمام شعوبها ـ وليس من جهة إيران.
لتأتي الحرب السعودية على اليمن محاولة فتح جبهة تستدرج ايران الى معركة مع ما كان في مخيلة السعودية انها تستطيع جمعه من جيوش دول صديقة لها، وبهذا تزج بايران في معركة الدفاع عن حلفائها اليمنيين حسب زعم السعودية وتجيش لصراع عربي ايران كبير على ارض اليمن.
لكن التخطيط السعودي افشله الذكاء اليمني الايراني واوصلت سياسة التركيز على استكمال تطهير الاراضي اليمنية والصبرعلى الاذى السعودي لوقت يحين موعده الى الحاق الهزيمة بالسعودية وادخالها في حرب وحسابات طويلة وبعيدة مع الجار الذي تركت فيه ندبات ومجازر لن ينساها ابدا.
فقد اطلقت السعودية بعدوانها الحرب على مصرعيها مع الشعب الذي يختزن في قلبه اضطهاد وظلم سنین طوال من السعودية. واليوم يضاف الى السجال مجازر ودمار سيبقى يزكي كل نهار في نفوس اليمنيين عزمهم وعقيدتهم بالعداء والقتال لقطع اليد السعودية عن بلادهم وتحرير الاراضي اليمنية المحتلة من السعودية منذ عشرات السنين. فهل ستتحمل السعودية حرب استنزاف طويلة مع شعب لا ينسى ولا يسكت على ضين وظلم وخيانة.
واقع الغد لن يكون كما الامس، فليس أمام السعودية للخروج من المأزق سوى الاعتراف بحقوق الشعب اليمني والتعويض ليس بالمال فقط بل بسياسات جديدة ندية تحفظ حقوق بلد عزيز مستقل بشكل كامل، وكذلك الاعتراف بموازين القوى الجديدة التي اظهرت ان امريكا نفسها لا تقوى على مواجهتها ولا تستطيع تجاوزها والوقوف عند خياراتها.
فعلى المستويين الإقليمي والدولي، إن حفظ بقاء السعودية موحدة غير مفككة غداً، أصبح مرهوناً بما تتوصّل إليه من تفاهمات استراتيجية مع موسكو وطهران.
ما بعد الهزيمة، سوف يذهب الملك سلمان إلى «كامب ديفيد سعودي اسرائيلي امريكي» ليصغي، جيداً هذه المرة، إلى الإملاءات الأميركية بشأن أولوية الاصلاح السياسي والثقافي والديني الداخلي؛ فالغرب ـ الذي لطالما استخدم الوهابية ومنتجاتها الإرهابية كأداة سياسية في بلادنا ـ أصبح، اليوم، يتحسّس رأسه؛ فالسعودية القديمة ـ الوهّابية ـ الإرهابية، تحوّلت إلى خطر على العالم كله، ولم يعد أمام العالم سوى وضع حد للممارسات السعودية الفائتة التي لم تحقق الا الخراب وباتت تشكل خطرا على الاسياد، وهذا أصبح اليوم مفروضا على السعودية لا تستطيع رفضه بعدما باتت تعرف حجمها وبالفعل بعد ان مرغ انفها في التراب اليمني حين عملت اقصى ما تستطيع واكتشفت ان دولاراه ونفطها لا يمكنه ان يحميها ويحقق سياساتها حين تقرع طبول الحرب وتهب رياح الموت لا يستقطب الدولار مقاتلا شجاعا لا باكستانيا ولا مصريا ولا سعوديا ولا اردنيا ولا امريكيا حتى!!!.
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق