التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, نوفمبر 15, 2024

هل یتدخل نتانیاهو فی اوکرانیا مع تحذیر بوتین له؟ 

في الوقت الذي اشتدّت فيه حدّة الأزمة الأوكرانيّة بين روسيا وأمریکا، الأزمة التي ليست الا تعبيرا صريحا عن صراع النفوذ الأمريكي الرّوسي في العالم وخصوص أوروبا الشرقية. فأمریکا تريد تضييق الخناق على روسيا في الدّول المجاورة لها عبر القيام بإجراءات وتدابير عسكريّة، وروسيا تعتبر التصرّفات الغربيّة عبثا بالأمن القومي الرّوسي لأنها على حدودها وخطّاً احمر لا يمكن القبول بتجاوزه. والكيان الاسرائيلي دخل على خطّ الأزمة وشارك الغرب في محاولة محاصرة روسيا للضغط عليها انطلاقا من اهداف خاصّة له تتعلّق بهواجس وتخوّفات من الجمهوريّة الاسلاميّة الايرانيّة، ولكنّ الموقف الرّوسي لم يعر اهتماما للكيان الاسرائيلي. فماذا تفعل أمریکا والکیان الاسرائيلي في اوكرانيا وجوار روسيا؟ وما هو الموقف الرّوسي؟ وهل سیفلح الکیان الاسرائيلي بضغوطه ام سیفشل؟

أمریکا تسلّح في اوكرانيا وبولندا

في الأزمة الأوكرانيّة تقوم أمریکا بعدة أمور من شأنها تعميق حدّة الخلاف مع روسيا، منها إیفاد ٣٠٠ من المظليين الامريكيين للمشاركة في تدريب قوات “الحرس الوطني” الاوكراني الذي يحارب المتمردين الموالين لروسيا شرقي البلاد، حسبما جاء في بيان أصدره الجيش الأمريكي. وجاء في تقرير استخباراتي: “ان شحنات المساعدات العسكرية الامريكية والبريطانية والكندية والفرنسية نقلت الى اوكرانيا، ومن المقرر ان يدخل ٢٩٠ ضابط امریكي من لواء ١٧٣ القوات الخاصة في الايام القادمة الى اوكرانيا للتدريب في هذه الدولة “.

کذلك أبرمت بولندا صفقة مع أمریکا لشراء صواريخ باتريوت أرض-جو، وقال الرئيس برونيسلاف كوموروفسكي إن بولندا ستتفاوض مع أمریکا لإتمام الصفقة التي تبلغ قيمتها ٥ مليارات دولار .

الكيان الاسرائيلي والحنق من ايران

الكيان الاسرائيلي ايضا دخل على خط إشعال الأزمة، فبعد ان كان قد أعرب عن دعمه موقف أوكرانيا ضد روسيا في أزمة إقليم “القرم”، قرر العمل على مسار مضاد لمساعي روسيا تسليح إيران بصفقة صواريخ أس ٣٠٠، فاتجه إلى تسليح كييف. فوفقا لصحيفة “روسيسكايا جازيتا” الروسية أكد مصدر في وزارة حرب الكيان الاسرائيلي أن بلاده لا تستبعد إمكانية استئناف تصدير السلاح إلى أوكرانيا وجورجيا بعد رفع الحظر الروسي عن إيران .

ونقلت الصحيفة عن المصدر نفسه قوله إنه من الممكن أن ترفع بلاده الحظر المؤقت عن تصدير السلاح إلى أوكرانيا وجورجيا، وبالأخص الطائرات دون طيار الموجهة عن بعد التي أحجم الكيان الاسرائيلي عن توريدها لجيران روسيا في الأعوام القليلة الماضية “حرصاً على العلاقات مع روسيا “.

وکان رئيس وزراء الكيان الاسرائيلي بنيامين نتنياهو قد اعتبر قرار روسيا بتوريد منظومة الصواريخ “إس-٣٠٠” إلى إيران أنه “بمنتهى الخطورة”.  وقال نتنياهو في الاجتماع الحكومي الأسبوعي الأحد ١٩ أبريل/نيسان إن إسرائيل تنظر بخطورة كذلك إلى امتناع الدول الكبرى عن التطرق إلى الاتفاق الآخذ بالتبلور حول برنامج طهران النووي، مؤكدا أن تل أبيب ستعمل كل ما هو ضروري دفاعا عن أمنها ومواطنيها .

الغضب الرّوسي

موسكو لن تقف مكتوفة الأيدي ازاء هذه التحركات فقد حذّر بوتين عدة مرات واشنطن ان تسليح اوكرانيا العسكري سيبعث على اجراءات روسيا في ضرب المصالح الامریكية في اوروبا ومختلف نقاط العالم .

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قد قال تعليقا على تصريحات من تل أبيب حول إمكانية توريد أسلحة إسرائيلية إلى أوكرانيا ردا على عزم روسيا تصدير منظمة “إس-٣٠٠” الصاروخية إلى إيران، إن “هذا خيار القيادة الإسرائيلية، وهي تملك الحق بفعل ما تراه مناسبا”. وأضاف الرئيس الروسي في الوقت ذاته أنه “إذا كان الحديث يدور حول توريد أسلحة قاتلة فأعتقد أن هذا الأمر سيكون له مفعول عكسي ..”

وفي هذا الصّدد قال وزیر الخارجيّة الرّوسي سیرغی لافروف إنه “كنتيجة لتوريد اس-٣٠٠ لإيران، فإن أولئك الذين لايزالون يفكرون بالقيام بهجوم استراتيجي على إيران، سيقومون بالتفكير مرتين قبل فعل ذلك “

خلاصة

أخيرا، أثبتت روسيا بعد وصول بوتين للحكم خصوصا في السّنوات الأخيرة ان التحرّكات في الدول المتاخمة للحدود الروسية هي امر لا يمكن إغضاء البصر عنه والتهاون به. وكانت روسيا قد قامت بحرب جرّارة في جورجيا على خلفيّات مشابهة للأزمة الأوكرانيّة، وهناك معلومات عن تواجد أكثر من ١٠٠ ألف جندي روسي اليوم قرب الحدود الروسية الأوكرانية. عليه فإنّ المساعدات الاسرائيليّة لأوكرانيا إن حصلت سيكون ثمنها باهضا، ومن المؤكد انها ستواجه برد قاسي من طرف بوتين. وعموما فإن الكيان الاسرائيلي وان تمادى بغروره وعنجهيّته فلن يستطيع الوقوف في مناطق نفوذ روسيا لمواجهتها .

 ومن جهة أخرى مع وصول منظومات اس ٣٠٠ الى ايران فإن القدرة الاسرائيليّة قد صغرت بشكل كبير ويمكن القول انّه لم يعد بإمكانها التعويل على سلاح الجو التابع لها في تحرّكاتها في المنطقة. اليوم وبعد نفاذ اوراق القوّة التي كانت بيد الکیان الاسرائيلي، هل يمكن التكهّن بماذا سوف يفعله هذا الكيان؟ وماذا سيحيك من مؤامرات ويفتعل من حروب؟

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق