قراءة سریعة لآخر المستجدات علی الساحة الیمنیة
رغم انتقال العدوان العسكري السعودي على اليمن إلى مرحلة ما يسمى بـ”إعادة الأمل”، إلا أن وقائع المشهد اليمني تشير إلى العكس تماماً، في ظل استمرار الغارات من قبل التحالف السعودي. وعلى الجانب الآخر تشير وقائع الميدان إلى فشل مراهنات السعودية في السيطرة على عدن لإعادة الرئيس المستقيل عبد ربه منصور بمساندة مجلس الأمن، بسبب تقدّم الجيش اليمني في مختلف المناطق والمحافظات.
الطائرات السعودية كثفت غاراتها على المحافظات اليمنية لا سيما في عدن، حيث استهدفت مطار عدن ومعسكر بدر ومحيط قصر المعاشيق وجزيرة العمال في المدينة، وأغارت على المنطقة الممتدة من ساحل أبين إلى معسكر الصولبان والمدينة الخضراء شمال عدن. واستهدفت طائرات التحالف تعز ومأرب ومدينة زبيد في الحديدة غرب البلاد، كما أن الغارات السعودية طالت مستشفى في صرواح بمأرب ومنشآت مدنية أخرى.
لكم السماء والأرض لنا
السيطرة المطلقة لطائرات التحالف العربي على سماء اليمن سريعاً ما تتبدّد وتندثر عندما ننتقل إلى المعارك التي تجري على الأراضي اليمنية، حيث بات الجيش اليمني على مشارف ٦ كيلومترات من مدينة مأرب، ويتوقع أن يسيطر عليها خلال ساعات .
خورمكسر في عدن شهدت اشتباكات هي الأعنف من نوعها بين الجيش اليمني وقوات موالية للرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي، بالتزامن مع استمرار المعارك في صرواح ومعسكر ماس. في الوقت الذي حقق فيه الجيش اليمني ومعه أنصار الله تقدماً في مأرب وسيطر على مناطق نفطية فيها.
إلى ذلك أعلنت وزارة الصحة اليمنية ارتفاع ضحايا الغارات السعودية على اليمن إلى ٤١٠٠ شهيد وجريح، يأتي ذلك فيما أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسيف” أن ١١٥ طفلاً على الأقل استشهدوا منذ بدء “عاصفة الحزم”.
اذاً، الفشل السعودي الذي ختم “عاصفة الحزم”، يسري حالياً على ما يسمى بـ”إعادة الامل” في ظل سيطرة شبه تامّة للجيش اليمني واللجان الشعبية، ما يطرح العديد من التساؤلات حول مستقبل العدوان، وهل ستنجح المبادرات السلمية لإنهاء العدوان في ظل تأكيد أنصار الله على استعدادها للعودة إلى طاولة الحوار شريطة وقف العدوان، خاصةً أن القاعدة باتت قوّة لا يستهان بها على الساحة اليمنية بعد استلامها لمخازن أسلحة الجيش اليمني من قوات هادي.
لا ريب في أن نشر تنظيم داعش شريط فيديو على الإنترنت زعم أنه تم تصويره في اليمن، وتظهر في الفيديو مجموعة من المسلحين الملثمين يقومون بتدريبات عسكرية في الصحراء زاد المشهد اليمني تعقيداً.
بين صالح وأنصار الله
آخر مستجدات المشهد اليمني أعادت الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح إلى الواجهة من جديد، حيث دعا إلى التصالح ووقف الاقتتال بين اليمنيين وحوار يمني يمني، كما دعا أنصار الله إلى القبول بقرارات مجلس الأمن الدولي مقابل وقف العدوان السعودي على اليمن.
ووجّه صالح في بيانه نداءً للشعب اليمني، دعا فيه إلى التصالح ووقف الاقتتال والعودة إلى حوار يمني – يمني، إضافة إلى حوار يمني – سعودي في جنيف.
كذلك دعا الرئيس السابق أنصار الله إلى القبول بقرارات مجلس الأمن وتنفيذها مقابل وقف العدوان لقوى التحالف، كما دعا جميع الميليشيات وتنظيم القاعدة والمسلحين التابعين للرئيس عبد ربه منصور هادي إلى الانسحاب من جميع المحافظات وتسليمها للجيش والأمن.
موقف صالح لم يلق ترحيباً من قبل حركة أنصار الله التي اعتبرت أن نداء الرئيس السابق يعبر عن قناعاته ومصالحه ولا يعني الحركة في شيء، موضحةً أن بيان علي عبدالله صالح يؤكد عدم وجود تحالفات لأنصارالله معه.
صالح الذي اعتمد في سياسته الحالية مقولة “ضربة عالحافر وضربة عالمسمار” ربّما يريد العودة إلى رئاسة اليمن من بابها الواسع، فقد حاول من خلال بيانه الأخير كسب ودّ المجتمع الدولي عبر القبول بمبادرة مجلس الأمن التي ربّما تعيده إلى المشهد اليمني، كما أن دعوته جميع الميليشيات وتنظيم القاعدة والمسلحين التابعين للرئيس عبد ربه منصور هادي إلى الانسحاب من جميع المحافظات وتسليمها للجيش والأمن، تؤكد رغبته في العودة إلى القصر الرئاسي من باب العسكر.
الرئيس السابق يريد تكرار سيناريو “مصر المجلس العسكري” في اليمن، لطرح ابنه أحمد علي بصفته عميد “سابق” في الحرس الجمهوري لأن مياه كثيرة مرّت من تحت جسر الأب، وما يدعم حظوظه في هذا السياق هو امتلاكه لولاءات في الجيش من ناحية، ودعم مجلس الأمن لعسكرة الحكم في اليمن من ناحية أخرى، خاصةً أن هذه الخطوة قد تكون حلاً وسطاً في نظر المجتمع الدولي بين أنصار الله والسعودية.
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق