التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, نوفمبر 15, 2024

التطورات المستجدة الاخیرة فی محافظة الأنبار 

تشهد معارك الانبار غرب العراق اوجها بين الجيش العراقي ومسلحي تنظيم داعش الأرهابي والتي بدأت منذ ما يقارب الشهرين بصورة فعلية، خصوصا مع تقارب وجهات النظر بين كافة الأطياف العراقية واتحاد الموقف بضرورة مواجهة داعش وتحرير كافة المناطق العراقية من خطرهم وتواجدهم. وتشير التقارير الى ان القوات الأمنية من الجيش والشرطة مدعومة بالقوات الشعبية من التشكيلات الشعبية العشائرية لا زالت في مواجهة عناصر تنظيم داعش الذي بدأ يهرب الى الصحراء الغربية من محافظة الأنبار بعد تقدم القطعات البرية الى عمق المناطق التي يسيطر عليها الإرهاب.

وفي هذا الإطار أعلن قائد عمليات الأنبار بالوكالة التابعة لوزارة الدفاع اللواء الركن محمد خلف، اليوم، أن القوات الأمنية من قيادة عمليات الأنبار وبالاشتراك مع قيادة عمليات بغداد وبالمساندة من القوات الشعبية وعشائر الانبار، حررت مناطق في المحور الجنوبي لبلدة الكرمة التي تقع على بعد ٤٠ كيلومتراً غرب العاصمة بغداد من تنظيم «داعش»، مشيراً إلى مقتل ٢٣ من عناصر التنظيم بالإضافة الى تدمير مركبة تحمل سلاحا ثقيلا في المواجهات. يأتي هذا التقدم بعد ان قامت القوات العراقية المتخصصة بتفكيك العبوات وتفجير عشرات العبوات الناسفة، وتشير التقارير الى ان العمليات هناك مستمرة حتى طرد التنظيم بشكل كامل وإعادة الهدوء الى المدينة.

يأتي هذا تزامناً مع تحقيق القوات العراقية والشعبية للمزيد من الانتصارات على التخوم الشرقية للمحافظة، اذ تمكنت القوات العراقية وبحسب تصريح نقل عن اللواء الركن محد خلف، من تحرير ٣٠% من منطقة الصوفية شرقي الرماد. فيما أوضح ان كثرة العبوات الناسفة في بعض الاماكن تعيق تقدم القوات الأمنية، لكن الإجراءات لا زالت مستمرة في إزالة كافة المعوقات.

كما نقل عن قائد عمليات الانبار بالوكالة اللواء الركن محمد خلف نفيه سيطرة تنظيم داعش على منطقتي ناظم والثرثار. يأتي ذلك في اطار توارد معلومات عن شن التنظيم هجوما على مقر للجيش وناظم الثرثار شمال الفلوجة، ما أدى الى اندلاع مواجهات واشتباكات عنيفة مع القوات من دون تمكن التنظيم من تحقيق اي تقدم.

من جانب آخر تفيد مصادر ان مركز مدينة الرمادي يشهد استقراراً أمنياً وعودة لكثير من الأسر إلى مناطقها بعد انتهاء المعارك التى شهدتها المدينة في الأيام الماضية، باستثناء بعض العمليات التعرضية للقوات الأمنية على بعض الجيوب التي يتواجد فيها التنظيم، الا ان القوات الأمنية استطاعت ان تلحق بهم خسائر كبيرة بالأرواح والمعدات.

وعلى المستوى الشعبي والعشائري، أعلنت الفرقة الذهبية في العراق وبالاتفاق بين رئيسها اللواء فاضل برواري ورئيس محافظة الانبار حميد الهايس تطويع ٢٠٠٠ من أبناء عشائر المحافظة للقتال مع الفرقة، وتشير التقديرات ان ابناء العشائر الانبارية الذين يعلنون استعدادهم للمشاركة والانخراط في محاربة داعش نحو ازدياد.

على المستوى الرسمي بحث رئيس مجلس النواب سليم الجبوري مع السفير الامریكي في العراق آخر التطورات الميدانية في محافظة الانبار، وبين مكتب الجبوري في بيان له أن رئيس مجلس النواب استقبل السفير “ستيوارت جونز” وجرى خلال اللقاء استعراض مستجدات الوضع السياسي والأمني في البلاد.

ونقل عن فال العيساوي نائب رئيس مجلس الأنبار أن “تعزيزات عسكرية مستمرة من الأسلحة تصل للمحافظة من قبل حكومة بغداد لكن تلك التعزيزات لا تزال خجولة ونحن في انتظار المزيد”، وأضاف أن “تلك التعزيزات هي للدفاع عن مدن المحافظة من الهجمات التي ينفذها داعش بشكل يومي.”

فيما أكد نائب رئيس مجلس الأنبار: ”إذا استمر الدعم الحكومي الخجول بهذه الحال فنقول إن معركة تحرير الأنبار ستطول لشهور عدة حتى تصل للمحافظة أسلحة تكفي لتحريرها بشكل كامل”.

وفي الإطار المرتقب للقاء الذي سيجمع بين الرئيس الأمریكي باراك أوباما، الثلاثاء، في البيت الأبيض، ورئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي طالب العبادي في تصريح له بأنه علاوة على السلاح والغارات، فلا بد من  ”إجراءات حازمة” لوقف تدفق المقاتلين الأجانب، وبجهد من الجميع لوقف تهريب النفط والآثار، وهي من مصادر دخل المتطرفين، والذي اعتبره العبادي ان من شأنه ان يسهم كثيرا في حسم المعركة. ياتي ذلك في ظل معلومات من مصادر محلية متاخمة للحدود السورية العراقية وبالتحديد مدينة الرقة، من دخول مجموعات مسلحة داعشية بشكل يومي مستغلين ضعف المراقبة علی هذه المنطقة من الحدود.

وأعلنت وزارة الدفاع العراقية في بيان لها انها تمكنت من قتل مجموعة ارهابية انتحارية في البو ذياب اتخذت من احد المنازل وكرا لها للاختباء، جاء ذلك بناء على معلومات استخباراتية دقيقة، حيث دكت هاونات لواء التدخل السريع المنزل وقتلت جميع الإرهابيين فيه.

وفي ظل المعارك الدائرة تمكنت القوات العراقية اليوم مسنودة بالعشائر من السيطرة على جسر الحوز وشارع المعارض وسط مدينة الرمادي بعد مواجهات واشتباكات عنيفة، وتعد هذه المناطق الخطوط الدفاعية والصد لداعش الارهابي داخل المدينة.

وفي الجانب الآخر ومع تمديد فترة إيقاف العمليات في الفلوجة، توقعت اوساط سیاسیة واجتماعیة ودينیة في الانبار ان یفضي تمديد هذه الفترة والتي وافقت علیها وزارة الدفاع وتستمر لغاية نهایة الاسبوع الحالي، الى نتائج ايجابیة من شأنها حسم الاوضاع بشكل نهائي في المدينة، التي تحاصرها القوات العسكرية منذ قرابة شهرین، مؤكدة بلوغ المحادثات بین مختلف الاطراف في الفلوجة الى نتائج مهمة، لاسیما عقب اتفاق الجمیع على طرد افراد “داعش” الذين تكبدوا خسائر جسیمة خلال الیومین الماضیین، تمثلت في قتل قرابة ٤٠ شخصا من اتباع التنظیم، فضلا عن تدمیر رتل للعجلات التابعة لـ “داعش” بین الحدود السورية العراقیة. وبینما رجحت مصادر في الحكومة المحلیة للانبار ان تشهد الايام القلیلة المقبلة تطورات هامة وأنباء سارة بشأن الفلوجة بشكل خاص والأنبار بشكل عام، كشف رئیس لجنة الأمن والدفاع النیابیة حسن السنید عن امكانیة شمول العراقیین الذين ينتمون الى تنظیم “داعش” من دون ان يرتكبوا جرائم او ان يكونوا مطلوبین للقضاء بالعفو من الملاحقة الامنیة.

تأتي تلك التطورات في وقت أكد فیه وزير المالیة بالوكالة صفاء الدين الصافي ان جمیع التخصیصات المالیة التي أقرها مجلس الوزراء لمحافظة الأنبار مؤخرا، سلمت إلى إدارتها.

وعليه فإن كل التقديرات تشير الى ان الاوضاع متجهة نحو الافضل، وان الأيام القادمة ستشهد المزيد من التقدم وتحقيق المزيد من الانتصارات، على أمل عراق ينعم بالهدوء والامن والاستقرار.

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق