السعودية تحرق اليمن بحثاً عن أنصار ل”شرعية” هادي
منيب السائح /
لا يحتاج المتابع ان يكون خبيرا عسكريا او ملما بالشؤون العسكرية، ليكتشف ان السعودية فشلت في عدوانها على اليمن فشلا ذريعا ، وان سلوكها في هذا البلد اشبه بسلوك فتى نزق متهتك ، لا يحسب اي حساب لتبعات تصرفاته الصبيانة والعبثية ، اتكلا على حفنة من الاشقياء وقتلة مأجورين واوغاد ، يدفع لهم لتوفير حماية له من غضبة ضحاياه.
كما لا يحتاج المرء ان يكون خبيرا بالشؤون السياسية ، ليعرف ان الحرب التي تشنها السعودية ، تحت شعارات وذرائع سخيفة ومضحكة، هي عدوان اجرامي وحشي سافر ، على شعب عربي مسلم مسالم فقير ، لم ولن يهدد يوما لا السعودية ولا اي بلد آخر .
ولا يحتاج المرء ان يكون خبيرا قانونيا ، ليعرف ان السعودية ترتكب جرائم حرب وإبادة وجرائم ضد الانسانية ضد اليمنيين ، لقتلها اكثر من 1000 يمني اغلبهم من الاطفال والنساء ، ولاصابتها اكثر من 5000 يمني اصابة الكثير منهم حرجة وجلهم من الاطفال والنساء، ولاستخدامها اسلحة محرمة دولياً لضرب أهداف مدنية.
كما لا يحتاج المرء للكثير من المشاعر الانسانية ، ليعرف ان السعودية ليست وحدها من يقتل الشعب اليمني ، بل لها شركاء في هذه الجريمة ، وهم كل من دعمها عسكريا وسياسيا واعلاميا ، وكل من وقف على الحياد ، وكل من لاذ بالصمت ، ازاء المجازر التي ترتكب ضد الشعب اليمني.
ان حال السعودية ، هو حال من اخذته العزة بالاثم ، فهي تعلم علم اليقين ، ان رجلها الضعيف عبدربه منصور هادي لا شرعية له في اليمن ، ولا شعبية له بين اليمنيين ، وان من يحاربون تحت رايتها في اليمن ليسوا سوى القاعدة و “داعش” والتكفيريين والارهابيين وبعض من باع وطنه وشعبه لها بثمن بخس ، ورغم كل ذلك تواصل منذ شهر قصفها لليمن من الجو والبر والبحر ، عسى ان تجد بين اليمنيين من ينتصر ل”شرعية” هادي ولعدوانها.
لم تضع السعودية امامها اي خطوط حمراء ، انسانية او اخلاقية او دينية ، للحصول على انصار ل”شرعية ” هادي في اليمن ، فقد دعمت وسلحت “القاعدة” واطلقت عليها اسم “المقاومة الشعبية” و “مقاتلين قبليين” ، واستخدمت قنابل تحتوي على اليورانيوم المنضب ، ونفذت طائراتها الاف الغارات، وقصفت المناطق السكنية والمستشفيات والاسواق والمدارس ومعامل الالبان ومخيمات اللاجئين ومخازن الغذاء والدواء ومحطات الكهرباء والمطارات والموانىء ، وفرضت حظرا جويا وبريا وبحريا على اليمن لمنع وصول المساعدات الطبية والغذائية ، في الوقت الذي تحذر منظمات الاغاثة الدولية من احتمال وقوع كارثة انسانية في اليمن بسبب هذا الحصار ، الا انها لم تفلح ان تجد بين كل هذا الدمار ، انصارا ل”شرعية” هادي.
وعندما فشلت كل هذه المحاولات السعودية في العثور على انصار ل”شرعية” هادي في اليمن ، شهرت السعودية سلاح “داعش” بوجه اليمنيين على المكشوف، حيث تم الاعلان في تسجيل مصور قبل يومين عن تاسيس فرع ل”داعش” رسميا في صحراء اليمن ، وكما كان متوقعا ، هددت “داعش” في التسجيل “الحوثيين” بالمفخخات ، وكما بدا واضحا في التسجيل المصور ان “دواعش” السعودية الباحثين عن انصار ل”شرعية” هادي ، يسكنون في صحراء محافظة المهرة او حضرموت.
صحيح ان السعودية استخدمت كل ما تملك من امكانيات هائلة : عسكرية وسياسية واعلامية ، وثروتها المالية ، وشبكة علاقاتها ونفوذها في المنطقة والعالم ، خلال اكثر من شهر ، الا انها فشلت في مهمتها في الحصول على انصار ل”شرعية” هادي في اليمن ، وهذا الفشل سببه الاول هو : لا وجود لهؤلاء الانصار اصلا ، وثانيا : ان من تطلق عليهم السعودية ب “الانقلابيين الحوثيين”، ليسوا سوى حركة وطنية يمنية اصيلة ، وجد الشعب اليمني فيها ضالته ، فالتف حولها وتتبنى برنامجها السياسي ، البعيد كل البعد عن الطائفية ، للتخلص من العملاء والفاسدين ، وللانعتاق من التبعية للسعودية ، والتحرر من الوهابية المتخلفة.