الارهابی أبو علاء العفری خلیفة البغدادی المؤقت لزعامة “داعش”
تقاطعت التقارير الإعلامية والصحفية التي تداولتها كبريات الصحف العالمية بشأن إصابة زعيم تنظيم “داعش” الارهابي ابو بكر البغدادي اثناء غارة جوية في مارس الماضي بمحافظة نينوى شمال العراق، كما تضاربت الانباء بشأن تولي المدعو ” أبو علاء العفري” زعامة التنظيم خلفاً للبغدادي. فمن هو العفري؟
يقول خبراء أمنيون إن “عبد الرحمن مصطفى” العراقي الاصل والمعروف بـ” أبو علاء العفري” متحدر من منطقة الحضر جنوب الموصل وكان يعمل مدرساً لمادة الفيزياء في هذه المنطقة وشغل مناصب عديدة وبارزة في تنظيم “داعش”، منها رئيس ما يسمى مجلس الشورى، و” نائب الخليفة ” لدى التنظيم، وبدأ يترأس ويقود التنظيم الارهابي، بعد إصابة ابي بكر البغدادي غير المؤكدة .
والعفري تم ترشيحه في عام ٢٠١٠ من قبل زعيم تنظيم القاعدة “اسامة بن لادن” بعد مقتل ابو عمر البغدادي وابو ايوب المصري ليكون امير التنظيم في العراق. كما تدرج بمناصب عديدة في صفوف تنظيم “داعش” ليصبح اكثر بروزاً في التنظيم حتى الكشف عن تسلمه قيادة التنظيم .
وقال المستشار لدى الحكومة العراقية هشام الهاشمي: سبق للعفري أن سافر إلى أفغانستان سنة ١٩٩٨، قبل أن يصبح عضوا بارزاً في تنظيم القاعدة وذلك بعد إعلان زعيم القاعدة في العراق أبي مصعب الزرقاوي بيعته للقاعدة عام ٢٠٠٤ .
ووفقا للهاشمي يتمتع العفري بعلاقات أفضل من البغدادي، وهو صاحب كاريزما قوية، ولديه مهارات خطابية وقدرة جيدة على الإدارة. مشيرا الى انه تم تثبيته زعيماً لتنظيم “داعش” الإرهابي بديلاً للبغدادي وبدأ یترأس التنظيم بمساعدة مسؤولین من محافظات أخرى .
من جانبه اكد المحلل السياسي في شؤون الشرق الأوسط حسن حسن خلال مقابلة مع مجلة نيوزويك على الدور الهام الذي كان يقوم به العفري داخل تنظيم “داعش”، مشيراً الى أنه كان يدعى أيضاً “أبو سجى” وبات واحدًا من أكثر الشخصيات أهمية داخل التنظيم في الأشهر الأخيرة، خاصة بعد أن بدأ “داعش” يعاني من هزائم تكتيكية في سوريا والعراق منذ كانون الاول / ديسمبر الماضي .
وفي وقت سابق ترددت أنباء غير مؤكدة عن مقتل العفري الذي كان يتولى القيادة العسكرية لناحية زمار التابعة لمحافظة الموصل نهاية العام المنصرم .
وقبل مدة كشفت مصادر مطلعة أن قيادات في تنظيم “داعش” أكدت إصابة أبو بكر البغدادي بشلل تام وجرح ثلاثة من معاونيه أثناء غارة جوية في آذار الماضي، مبينة أنه نقل بعد ذلك الى مدينة الرقة السورية لتلقي العلاج، ما جعله غير قادر على إدارة التنظيم .
ولا تزال الاخبار غير مؤكدة بشأن تولي العفري قيادة تنظيم “داعش”، غير أن مصدراً رفض الكشف عن اسمه لدواع أمنية ذكر أن قيادات في التنظيم بايعت العفري في الموصل كزعيم للتنظيم .
ويعتقد المراقبون بإمكانية أن يقوم العفری بإجراء مصالحة بين تنظيم داعش والتنظيمات المرتبطة بالقاعدة كتنظيم “جبهة النصرة” وهيكلة وتنسيق هذه التنظيمات لمواصلة عملياتها الارهابية في العراق وسوريا بمشاركة عناصر يحملون جنسيات عربية أو من دول أخرى .
ومن خلال المعطيات المتوفرة والتي تؤكد تكبد “داعش” وباقي التنظيمات الارهابية خسائر كبيرة على يد القوات الامنية والحشد الشعبي في العراق، يبدو أن نهاية هذه التنظيمات باتت قريبة بفضل الانتصارات المتلاحقة التي تحققها القوات العراقية والتي اتسمت بالدقة وسرعة التنفيذ رغم العراقيل التي وضعتها الادارة الامريكية بوجه هذه القوات ومحاولة التدخل في قراراتها كما حصل في السابق خصوصاً بعد أن تمكنت قوات الحشد الشعبي من قتل الكثير من عناصر “داعش” في مدينة تكريت أحد المعاقل الرئيسية لهذا التنظيم في العراق ومقتل عزت الدوري نائب الدكتاتور المقبور صدام، والذي كان يقود فلول حزب البعث المنحل لتنفيذ عمليات إجرامية ضد العراقيين بالتنسيق مع العصابات الارهابية وفي مقدمتها “داعش “.
واخيراً لابد من القول ان التغييرات التي تحصل في صفوف التنظيمات الارهابية ومن بينها “داعش” على مستوى القيادة والهزائم المتلاحقة التي منيت بها هذه التنظيمات في الاونة الاخيرة في العديد من المناطق في سوريا والعراق، تكشف بوضوح ان أيامها باتت معدودة، وهو ما يؤكد من جديد اهمية تعزيز التلاحم بين مختلف فئات الشعب العراقي والتنسيق الكامل مع القوات الامنية لدحر الارهاب وتفويت الفرصة على الدول والاطراف الداعمة له وفي مقدمتها الدول الغربية وعلى رأسها امريكا والانظمة الرجعية والعميلة المتحالفة معها في المنطقة لاسيما السعودية وقطر .
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق