التحديث الاخير بتاريخ|الأربعاء, نوفمبر 13, 2024

الربیع الأفغانی .. موسم المواجهة بین قوات الأمن الأفغانیة وطالبان 

بعدما أعلنت جماعة طالبان في أفغانستان الاسبوع الماضي انها تبدأ هجوما ربيعيا تحت مسمى “عملية العزم” اعتبارا من يوم الجمعة القادم مدعية انه سيتم خلالها التركيز على استهداف الجنود الأجانب الذين لا يزالون منتشرين في البلاد، فضلا عن مسؤولي السلطات المحلية، ذكر مسؤول أفغاني يوم السبت أن خمسة أفراد من أسرة واحدة قتلوا وأصيب ١١ آخرون عندما استهدفت قذيفة هاون أطلقها متمردو طالبان على منزلهم شرق أفغانستان.

وقال المتحدث الإقليمي سارهادي زواك: “أطلق الأعداء (طالبان) قذيفة الهاون الليلة الماضية مما أسفر عن مقتل أربع نساء ورجل من نفس الأسرة.

وأضاف أن ١١ فرداً من الأسرة معظمهم من الأطفال نقلوا إلى المستشفى لتعرضهم لإصابات.

وقالت وزارة الدفاع إن هجمات صاروخية تسببت في مقتل ١٢ جندياً في مناطق مختلفة، وذكرت الشرطة أن اثنين من أفرادها قتلا في هجوم لطالبان في إقليم قندز شمال البلاد.

وكانت جماعة طالبان قد اصدرت بيانا قالت فيه إن الأهداف الرئيسية لهذه العملية التي سميت بالعزم هم “المحتلون الأجانب”، ولا سيما قواعدهم العسكرية الدائمة ومراكزهم الاستخبارية والدبلوماسية، وأضافت أنه “إذا أراد المحتل الأجنبي التخفيف على نفسه من إزعاج هذا القتال فإن عليه الانسحاب على الفور”.

 وكانت جماعة طالبان قد تعهدت بمواصلة العمل المسلح في افغانستان، فيما وصف قادة الجماعة انتهاء المهمة القتالية للقوات الامريكية والاوروبية على الاراضي الافغانية وخروج تلك القوات بنهاية العام ٢٠١٤، بالانتصار للحركة وبمثابة إعلان هزيمة لتلك القوات.

وأكدت الجماعة في بيان لها،”ان قيام القوات الأمريكية بطي عملها والرحيل عن الاراضي الافغانية دونما إحراز هدف معين هو الفشل بعينه بالنسبة لها.”

وتصعّد طالبان عملياتها العسكرية كل عام مع حلول الربيع مستفيدة من تحسن الأحوال الجوية الذي يسهل حركة مقاتليها وأسلحتها، ولم تشر الجماعة في بيانها إلى عملية السلام التي قال الرئيس الأفغاني أشرف غني قبل عدة أشهر إنه اقترب من إطلاقها.

وشهد العام الماضي سقوط أكبر عدد من الضحايا بين المدنيين منذ أن بدأت الأمم المتحدة تسجيل أعداد القتلى والجرحى في عام ٢٠٠٩، إذ قتل وأصيب أكثر من عشرة آلاف مدني في الصراع عام ٢٠١٤.

ويذكر أن قوات الناتو أنهت أواخر العام الماضي مهماتها القتالية في أفغانستان، غير أن ١٢٥٠٠ جندي من الحلف -بينهم ٩٨٠٠ أمریكي- ما زالوا منتشرين في البلاد لتدريب القوات الأفغانية.

وتشن حركة طالبان التي يتزعمها الملا عمر كل عام سلسلة هجمات مع حلول الربيع تستهدف القوات الاجنبية التي طردتها من الحكم مع نهاية ٢٠٠١ وحلفاءها القوات الافغانية.

وتجد القوات الافغانية نفسها للمرة الاولى هذه السنة على “خط الجبهة” في بداية هذه الفترة المضطربة، لان مهمة حلف الناتو في البلاد انتهت في كانون الاول/ديسمبر الماضي.

وسجلت الاشهر الثلاثة الاولى من العام ٢٠١٥ (من كانون الثاني/يناير الى اذار/مارس) ارتفاعا بنسبة ٨% للضحايا المدنيين مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، كما تفيد الاحصاءات التي نشرتها الامم المتحدة الاسبوع الماضي. ويحمل هذا الامر على التخوف من حصيلة قياسية للقتلى المدنيين في ٢٠١٥.

وكان حوالي ثلاثين مدنيا قتلوا السبت الماضي في عملية انتحارية وقعت امام مصرف خاص في مدينة جلال اباد الكبيرة في جنوب شرق افغانستان قرب الحدود الباكستانية. ويعد هذا الهجوم الاكثر دموية منذ تشرين الثاني/نوفمبر في افغانستان.

وكان الرئيس الافغاني اشرف غني الذي يحاول إقناع طالبان بالانضمام الى عملية السلام والحفاظ على اهتمام المجموعة الدولية ببلاده، تحدث ايضا عن خطر تنظيم داعش، لكن عددا كبيرا من المحللين ما زالوا يشككون في اي وجود منظم للجهاديين في افغانستان، وخصوصا في ما يتعلق بدورها في هذا الهجوم.

وردا على الهجمات الجديدة لطالبان، دعا المجلس الاعلى الافغاني للسلام، وهو هيئة أنشأتها الحكومة في كابول، المتمردين الى تسليم اسلحتهم.

وقال المجلس في بيان له ان “التهرب من المحادثات والاستمرار في الحرب لن يؤدي الى تسوية مشاكل الشعب الافغاني”. وأضاف ان “الشعب يؤيد السلام ويريد ان يعرف بأسرع وقت موقف المتمردين من هذه المسألة”.

وكانت قوات الأمن الأفغانية قد بدأت عملية “ذو الفقار” في منتصف فبراير/شباط لطرد مقاتلي طالبان من إقليم هلمند بهدف إضعافهم قبل بدء “موسم المعارك” في الربيع. وتعتبر هذه العملية بمثابة أول تحرك للقوات الوطنية من دون مساندة قوية من قوات أجنبية. وقال رئيس هيئة أركان الجيش الأفغاني إن الجيش الوطني أثبت خلال السنوات الماضية أنه قادر على مواجهة “العدو” بشكل مستقل عن القوات الأجنبية.

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق