باحث سياسي سوري: اللقاءات الثلاثية بين سوريا والعراق وإيران ضربة موجعة لـ “إسرائيل” والخليجيين
سوريا ـ سياسة ـ الرأي ـ
أكد الباحث في الشأن السياسي والاقتصادي السوري الدكتور حيان سليمان إن محور المقاومة يتمدد بقوته بدءً من جنوب لبنان و انتهاءً بطهران على مستويات عديدة.
سليمان قال إن اللقاءات الثلاثية التي عقدت في العاصمة الإيرانية بين سوريا والعراق وإيران، تؤكد بأن موازين القوى باتت تخضع لمبدأ الحتمية في التغيير لتصب في مصلحة محور المقاومة بما يزيد من فعالية العمل المقاوم سواء للإرهاب أو للكيان الإسرائيلي الذين يشكلان وجهان لعملة واحدة
وأشار إلى أن ساحات المواجهة الميدانية التي باتت تمتد على رقعة جغرافية واسعة ومتصلة من شمال العراق إلى جنوب سوريا، تفضي إلى أن اللقاءات الثلاثية حملت في جانب مهم منها مناقشة تنسيق سياسي على مستوى ميداني، ليكون العمل العسكري ضد الإرهاب في كل الأراضي السورية والعراقية عملاً تشاركياً، بما يفضي إلى إنهاء وجود الاحتلال التكفيري للأراضي العراقية والسورية، ومن ثم العمل على إنهاء أدوات الاحتلال الإسرائيلي في داخل كل من البلدين.
وتوقع الباحث السوري أن تلمس نتائج هذه اللقاءات خلال المرحلة القادمة من خلال عمليات عسكرية متزامنة تنطلق ضد الوجود الداعشي في كل من سوريا والعراق، وعلى ذلك فإن الدول المشغلة للإرهاب ستكون أمام تحالف من الصعب تفكيكه، وهذا ما سيثير مخاوف كل من “إسرائيل” والخليجيين .
ولفت سليمان إلى أن هذا التحالف سيزيد من حقد الحاقدين على المقاومة في كل الأراضي العربية، وبالتالي فإن هذا الحلف مرشح للتعرض لضغوط اقتصادية وسياسية كبيرة من كل أعدائه، وخاصة أميركا و”إسرائيل” اللتين ستعملان على تحريك أدواتهما لضرب تفعيل هذا التحالف، لكن وفي الوقت نفسه تشير التجربة إلى أن القيادة السياسية لهذه الدول باتت تمتلك المقدرة على تحليل المعطيات بشكل أكبر من ذي قبل، وبالتالي لابد وأن تكون هذه اللقاءات الثلاثية قد ناقشت الضغوط المحتملة عن مثل هذا التنسيق وبالتالي وضعت الآلية المضادة لهذه الضغوط.
وأوضح سليمان إن اللقاءات الثلاثية تمهد لانفتاح اقتصادي إيراني في المنطقة، وتشير إلى قوة سياسية سورية في مناقشة الملف السوري في المرحلة القادمة مع الدول الحليفة من جهة ومع الدول المعادية لسوريا من جهة أخرى، كما إن الدولة السورية تحضر نفسها من خلال التنسيق مع العراق وإيران لمحاربة الإرهاب وفي الملفات الاقتصادية، لمرحلة تصعيد في المواجهة مع الدول الداعمة للإرهاب بعد أن لاح في الأفق السياسي بوادر تبدل في المواقف الأوروبية ولابد لدمشق من أن تستثمر رياح التغيير لمصلحتها بما ينهي الأزمة.
وختم الباحث السوري حديثه بالتأكيد على إن المرحلة القادمة من عمر الأزمة السورية، ومن المفاوضات النووية الإيرانية التي تشهد حالياً كتابة الاتفاق النهائي، ومن عمر الأزمة العراقية في ظل ما ينتج من تلاق بين سوريا والعراق وإيران على النقاط الأساسية في المواجهة مع الإرهاب ومشغليه، ستكون أسهل بكون هذه الدول ذات قضية واحدة وهم مشترك، وثمة نقاط تقارب كثيرة بين المجتمعات فيها، وبالتالي فإن مسألة اللقاءات الثلاثية حاجة ملحة للدول الثلاثة و ضربة موجعة لأعدائهم.انتهى