بعد تفرجها علی محاصرة الصهاینة للمسجد الأقصی، السعودیة تمعن فی حصار الیمن
يمعن العدوان السعودي المتواصل في حربه على اليمن وعلى عين العالم أجمع فيزيد من صواريخه التي حصدت أرواح مئات المدنيين ودمرت البنى التحتية، كما يمنع المساعدات الطبية والغذائية من الوصول الى الشعب اليمني الذي ضاق ذرعا بالتصرفات السعودية، فتعيدنا الصورة الى صورة سابقة رسمها الاسرائيلي في الأذهان من خلال حروبه الدموية على الشعب الفلسطيني. نعم تتشابه الصورة الى حد كبير فأساليب الدمار هي نفسها والضحايا هم نفسهم، شعوب لم ترضخ ولم تستسلم وقالت “كفى ظلما “.
فتزامنا مع العدوان السعودي الأمريكي على اليمن تبقى سياسة الاستيطان والاعتداءات اليومية على الفلسطينيين على حالها، فالاستيطان والتوسع الإسرائيلي، في واقع الحال لا يزال قائما ولم يتغير عما مضى الا بتضخم البناء الاستيطاني ووقاحة المستوطنين حيث وصلت اعتداءاتهم الاثمة لمستويات قياسية ونوعية فقد طالت البشر قبل الحجر ولم تستثنِ أماكن العبادة ولا الأراضي الزراعية ولا المنازل والمدارس والسيارات والمحلات التجارية … وكل ذلك على مرأى ومسمع بل وتحت حماية قوات الاحتلال والشرطة الإسرائيلية والتي تقدم الحماية للمستوطنين خلال اعتداءاتهم وغزواتهم ولا تكتفي بذلك بل تقوم بالاعتداء على الفلسطينيين المستهدفين أنفسهم .
وقال تقرير رصد مجمل الاعتداءات الاسرائيلية المستجدة ان الکیان الإسرائیلي صعد من انتهاكاته تجاه المواطن الفلسطيني وأرضه وممتلكاته، واستمر في عمليات نهب الأراضي الفلسطينية ومصادرتها بحجج تخالف القانون الدولي خدمة لأهدافه الاستيطانية والتوسعية المختلفة من بناء لمستوطنات وأحياء جديدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة وتوسيع القائمة منها، في خطوة من شأنها أن تُرسخ من الوجود
الإسرائيلي في المنطقة وتفرضه على الأرض
كما وصعد الکیان الإسرائیلي من عمليات هدم المنازل والمنشآت الفلسطينية في مختلف مُحافظات الضفة الغربية بذريعة البناء غير المرخص لوقوع هذه المنشات في المنطقة المصنفة ج” والتي بحسب اتفاقية أوسلو الثانية للعام ١٩٩٥ تخضع للسيطرة الإسرائيلية الكاملة، والتي أيضاً لولا المماطلات الإسرائيلية والتوقف في المفاوضات والتأخير المتعمد وإعادة التفاوض على ما تم التفاوض عليه في السابق وعدم التزام الکیان بتنفيذ الالتزامات المترتبة عليه، لكانت أصبحت تحت السيطرة الفلسطينية الكاملة أمنيًا وإداريًا. هذا ولم تسلم الأشجار المثمرة والأراضي الزراعية التي هي مصدر دخل رئيسي لمعظم العائلات الفلسطينية في الأراضي الفلسطينية المحتلة من الانتهاكات الإسرائيلية والاستهداف من سلطات الاحتلال المختلفة .
و على خط مواز، يستكمل العدوان السعودي تدميره للمنشآت الحيوية ومنازل المدنيين واستهداف الأبرياء ويمنع وصول المساعدات الضرورية اللازمة، كما يستمر بحربه الاعلامية لتضليل الرأي العام حيث يسعى الى تجميل صورة العدوان وإيهام القاعدة الشعبية بالحديث عن انتصارات وهمية وتدمير قواعد حركة أنصار الله التي أراد جعلها عدوا للسعوديين بالقوة. وقد كان لافتا الاستعراض الأخير لوزارة الداخلية باعلانها القبض على خلية ارهابية حاولت القيام بعمليات انتحارية داخل السعودية، في محاولة بائسة لحصد انتصارات وهمية تعوض عن الهزيمة التي مني فيها العدوان على اليمن .
وفي عرض سريع لأبرز ما ذاقه اليمنيون بعد حوالي شهر على العدوان يتضح وجه الشبه بين العدوانين السعودي و الاسرائيلي :
فاولاً: بعد مرور حوالي شهر من القصف السعودي على اليمن، شنت خلالها طائرات التحالف أكثر من ٢٥٠٠ غارة أوقعت تلك الغارات نحو ألف شهيد، ١٥٠ منهم أطفال، وعدد الجرحى قارب الـ ٣٥٠٠ .
ثانياً: تقول اليونسيف ان ٨٥ في المئة من اليمنيين تأثروا بالأحداث، وأكثر من نصفهم يعانون من انعدام الأمن الغذائي. فهل هذا هو النجاح الذي يتحدث عنه الامير السعودي .
ثالثاً: وفيما يتعلق بالوضع المعيشي للشعب اليمني المظلوم وبحسب برنامج الغذاء العالمي فإن اسعار السلع تضاعفت، حيث ارتفع سعر الطحين بأكثر من ٤٠ في المئة، والوصول إلى المياه بات شبه مستحيل في الكثير من المناطق، ونقص المياه زاد من مخاطر الإصابة بالأمراض وانتشار الأوبئة، التي قد يعجز النظام الطبي عن تأمين وسائل معالجتها، وأسعار الأدوية الأساسية زادت بأكثر من ٣٠٠ في المئة .
رابعاً: اما فيما يتعلق بالوضع الصحي فيقول ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمم المتحدة “إن منظمة الصحة العالمية تحذر من انهيار وشيك لخدمات الرعاية الصحية في اليمن، حیث المرافق الصحية تواجه نقصاً متزايداً في الأدوية المنقذة للحياة والإمدادات الحيوية “.
خامساً: ملايين الأطفال دون سن الخامسة قد لا يحصلون على اللقاحات الأساسية اللازمة، وبعض الأمراض مثل الحصبة وشلل الأطفال قد تظهر مجدداً .
سادساً: على الصعيد الخدمي المئات من المواطنين يبحثون عن سقف يأويهم، بعدما شاهدوا منازل ومبان يسويها القصف بالأرض، و ١٥٠ ألف مواطن نزحوا، والبنى التحتية دُمرت، والوضع الإنساني يسوء على مدار الساعة .
نوعية الأسلحة التي تستخدم حالياً هي نفسها التي استخدمها الكيان الإسرائيلي في غزة، فكما تمّ اتهام الجيش الإسرائيلي باستخدام أسلحة محرّمة دولياً أثناء العدوان على الشعب الفلسطيني، من فوسفور أبيض و قنابل عنقودية، تستخدم السعودية حالياً أسلحة محرمة دولياً ضد الشعب اليمني كاليورانيوم المستنفذ، وهذا ما تؤكده معظم الشهادات والمعطيات منذ اندلاع العدوان على اليمن. وتقول منظمة “هيومن رايتش ووتش” إن لديها أدلة على استخدام السعودية قنابل عنقودية في غاراتها على الأحياء السكنية اليمنية. كذلك يجزم أطباء يمنيون أن السعودية متورطة في استخدام أسلحة محرمة دوليا كالقنابل الجرثومية والعنقودية، مستشهدين على ذلك ببعض الحالات التي تم نقلها إلى المستشفيات، إضافةً إلى وجود أدلة تشير بقوة لاستخدام النظام السعودي مواد كيميائية سامة كغاز السارين في عدة هجمات، حسبما أعلن اللواء اليمني أحمد الراضي .
وقد كان لافتا بالأمس ما تحدث عنه مساعد وزير الخارجية الايراني أمير حسين عبد اللهيان من منع طائرة تابعة للهلال الأحمر الايراني تحمل جرحى عولجوا في ايران ومساعدات طبية من الهبوط في مطار صنعاء ما استدعى إحضار القائم بالأعمال السعودي لدى طهران للمساءلة والاحتجاج على هذا التصرف العدواني، في مشهد يذكرنا بالحصار الاسرائيلي على غزة بعد انتهاء العدوان .
ولكن رغم الغطرسة والظلم والفتك والمجازر ففي كلا البلدين أي في فلسطين واليمن هنالك شعب لن يسكت طويلا وكما برهنت المقاومة الفلسطينية في حروبها الأخيرة أنها حاضرة أكثر من أي وقت مضى وأن زمن السكوت ولى الى غير رجعة ففي اليمن أيضا شعب ليس للذل وجود في قاموس عروبته، شعب يملك سلاحا هو أقوى من أي سلاح محرم دوليا، انه سلاح الارادة والصبر والثبات وكما انتصر الشعب الفلسطيني بصموده فان الشعب اليمني سيرسم في تاريخه لوحة خالدة انتصر فيها دم شرفائه على صواريخ آل سعود .
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق