التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, ديسمبر 23, 2024

العراق؛ الحشد الشعبی قوة لا تقهر وصمام أمان لدحر العصابات الارهابیة 

بعد الانتصارات الكبيرة التي حققها الحشد الشعبي والقوات الامنية في العراق على التنظيمات الارهابية، سارعت امريكا الى اتخاذ سلسلة من الاجراءات لمساعدة هذه التنظيمات بارتكاب المزيد من الجرائم بحق الشعب العراقي.

ومن هذه الاجراءات منع الحشد الشعبي من المشاركة في تحرير المناطق التي لازالت تحتلها العصابات الارهابية لاسيما تنظيم “داعش” بحجة وجود مندسين في صفوف الحشد وضرورة التنسيق مع ما يسمى “التحالف الدولي” الذي تقوده امريكا بذريعة محاربة الارهاب.

وبعد تحرير مدينة تكريت على يد الحشد الشعبي والقوات الامنية ومحاصرة الكثير من عناصر “داعش” في هذه المدينة، تدخلت القوات الامريكية لمنع الحشد من مواصلة تقدمه وفسحت المجال للارهابيين كي يتمكنوا من الهروب من المدينة والتوجه الى أماكن اخرى بينها محافظة الانبار ذات الاراضي الشاسعة والقريبة من بعض المدن السورية التي يتخذها داعش منطلقا له لتنفيذ عمليات ارهابية داخل الاراضي العراقية .

ونتيجة لذلك تمكنت إرهابیو “داعش” من احتلال مناطق في الانبار مستفيدة من الفراغ الذي نجم عن منع أمريكا لكتائب وألوية الحشد الشعبي من المشاركة في الدفاع عن هذه المناطق.

وخلال اليومين الماضيين ترددت أنباء عن ارتكاب “داعش” مجزرة بشعة بحق عدد من الجنود العراقيين قرب بحيرة الثرثار شمال مدينة الفلوجة التابعة للانبار. وحمّلت قيادات الحشد الشعبي بعض العناصر الامنية مسؤولية هذا التقصير، مؤكدين استعدادهم لاستعادتها بالتنسيق مع الجيش وتحت إشراف القيادة العامة للقوات المسلحة التي يقودها رئيس الوزراء حيدر العبادي.

وحصلت كذلك بعض الخروقات الامنية من قبل عناصر “داعش” في مناطق تابعة لمحافظة صلاح الدين ومدينة الفلوجة التي حررتها القوات الامنية والحشد الشعبي في اوقات سابقة، ورجح الكثير من المراقبين سبب هذه الخروقات أيضاً الى منع الحشد الشعبي من المشاركة في مسك الاراضي المحررة في هذه الأماكن نتيجة تدخل القوات الامريكية وإصرارها على الإشراف بنفسها على العمليات العسكرية التي تنفذ ضد “داعش” في هذه المناطق.

ويعتقد المراقبون ان ما تقوم به القوات الامريكية حالياً في العراق يهدف في الحقيقة الى زرع الفرقة والخلاف بين الحكومة العراقية والقوات الامنية من جانب وقوات الحشد الشعبي من جانب آخر. ورغم هذه المحاولات البائسة التي تسعى من خلالها الادارة الامريكية الى مصادرة انتصارات الحشد الشعبي من جهة ووضع العراقيل في طريقه لمنعه من تحقيق المزيد من الانتصارات على العصابات الارهابية من جهة اخرى، لا زال الحشد وقياداته الميدانية على أهبة الاستعداد للمشاركة في دحر هذه العصابات وتطهير المناطق التي تحتلها بالتنسيق مع الجيش العراقي والقوات الامنية.

وقد أثبتت التجارب ان الحشد الشعبي يلعب دوراً كبيراً ومتميزاً في تحقيق الانتصارات على “داعش” ولذلك تصر المرجعية الدينية والقيادات السياسية في البلد على إشراكه في جميع العمليات التي يخوضها الجيش والقوات الامنية ضد هذه العصابات في كافة العمليات.

وفي نفس الوقت يطالب الكثير من المسؤولين العراقيين بمحاسبة بعض العناصر المحسوبة على الاجهزة الامنية ولكنها تتواطأ في السر مع العصابات الارهابية وتزودها بالمعلومات الاستخبارية اللازمة لتنفيذ عمليات اجرامية ضد الشعب العراقي وبناه التحتية ومؤسساته الحكومية الحيوية.

وتجدر الاشارة الى ان العديد من المسؤولين العراقيين اتهموا في وقت سابق القوات الامريكية بإيصال المؤن والاسلحة والمعدات العسكرية الى عناصر “داعش” واكدوا حصولهم على أدلة موثقة ودامغة تثبت ذلك.

كما لابد من الاشارة هنا الى وجود عناصر سياسية تعمل في الخفاء لمصلحة “داعش” مستفيدة من بعض نقاط الخلل التي تعاني منها التركيبة والعملية السياسية في العراق بسبب المحاصصة الطائفية والمناطقية التي ابتلي بها هذا البلد بعد احتلاله من قبل القوات الامريكية والدول الحليفة لها عام ٢٠٠٣ ولا زالت هذه الآفة تنخر في جسده رغم المحاولات الكثيرة التي بذلت للقضاء عليها.

ويعتقد المهتمون بالشأن العراقي ان الحشد الشعبي الذي يضم في صفوفه مختلف شرائح وطوائف الشعب العراقي يستمد قوته المعنوية من الفتوى الجهادية التي أطلقتها المرجعية الدينية بعد احتلال “داعش” لعدد من مدن البلاد بينها نينوى وصلاح الدين والانبار والتي تمكن الحشد من تطهير الكثير منها بتنفيذه عمليات عسكرية نوعية كبيرة اتسمت بالدقة والسرعة والشجاعة الفائقة التي أذهلت العالم. ولهذا يجزم اكثر المراقبين ان أيام داعش باتت معدودة بفضل استعداد الحشد لمؤازرة الجيش والقوات الامنية ودعم الشعب العراقي بكل شرائحه وطوائفه لهذا الحشد الذي أدخل الرعب في نفوس الارهابيين والقوى التي تقف وراءها لاسيما امريكا والدول الغربية الحليفة لها والانظمة الرجعية والعميلة في المنطقة لاسيما النظامين السعودي والقطري.

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق