في ظل العنف والخراب الكراهية لا تصنع السلام
د. ماجد اسد
أيهما اسبق، الكراهية، أم العنف، كي نتتبع الأسباب وهي في طريقها إلى النتائج، أم كلاهما عملة واحدة ولكن بوجهين، يؤكدان دورهما في الهدم، وفي الحد من التقدم، والازدهار، والرخاء، وليس أي شعارات استطاعت ان تغوي وتكسب أعداد غير قليلة تمارس عمليات الهدم، والتخريب…؟
ولعل مشاهد قتل الأطفال، والنساء، وهدم البيوت على من فيها، وتدمير مؤسسات الدولة، هنا، وهناك، وحوّل السكان الآمنين، القانطين، الصابرين، الكاظمين، المرّوضين، والمستضعفين، إلى براميل بارود، والى ألغام، والى كواتم صوت، والى سيارات مفخخة، وأحزمة ناسفة، لا تفرق بين الأسود والأبيض، بين الطفل والشيخ، المدني والعسكري، ولا بين الأديان والقوميات والطوائف …
أم ان هذا محض تصوّر بحاجة إلى أدلة، ووثائق …، مع ان إعلام (الكراهية) و(الموت) يمارس دعايته ـ ليل نهار ـ لزر ع الفرقة، والانقسام، وبذر بذور التطرف، والتشدد، حتى تحولت (الكراهية) و (العنف) إلى بضاعة براقة، شبيهة بعمليات صنع (النجوم) بمزيد من الإغراء، والإثارة، والجاذبية …؟ بالطبع من الصعب مواجهة الكراهية بالكراهية، والإرهاب بالإرهاب، لأنهما ـ معا ًـ لا يصنعان الحضارة، ولا يصنعان الأمن…، الأمر الذي يواجه المجتمعات التي ضربتها عواصف العنف والهدم والبغضاء، بأسئلة تتطلب المزيد من البحث، والحكمة، وفي مقدمتها، إعادة قراءة الواقع ذاته، بماضيه، وحاضره، وقراءة المحركات، والدوافع، وما يتوخاه الإرهاب. لأن محاورة (الانتحاري) وهو لا يكترث لأية محبة ـ محبة نفسه أو خالقه أو المجتمع ـ تغدو بلا فائدة، وقتل الإرهابي، لن تحل المشكلة، ما لم تذهب المؤسسات، والمجتمع بأسره، إلى دراسة الأسباب التي خلقت العداء،والشك، والثار، والانتقام، وصنعت هذا الشبح الذي راح يهدم، ويواصل الهدم، وكأنه يؤدي دور جهنم: هل من مزيد …؟
وبجلاء فان الكراهية لا تصنع حضارة، ولا العنف باستطاعة ـ على المدى البعيد أو القريب ـ خلق مجتمعات آمنة، متعددة، لا تكتم فيها الأصوات، ولا يتحول فيها الناس إلى شحاذين، بل أصبحت المسؤولية دولية، وإقليمية، ووطنية، مثلما هي مسؤولية كل ذات في معالجة هذا التدهور، والإصغاء إلى صوت (العقل) و(الحكمة) و(المعرفة) بان الكراهية هي التي تقود إلى العنف، مثلما العنف ـ إن امتد ـ فان شرارة النار ما ان تصبح حريقا ً، فإنها لن تدع شيئا ً إلا وحولته إلى رماد.
في آراء